الخميس ١٨ آب (أغسطس) ٢٠١٦
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

أحمد مخيمر شاعر يا مالكا قلبي

الشاعر أحمد مخيمر من مواليد 14 أغسطس عام 1914 بمحافظة الشرقية وتخرج في كلية دار العلوم جامعة القاهرة وعمل بالتدريس ثم في الهيئة العامة للكتاب وتدرج في المناصب حتي أصبح رئيسًا للجنة القراءة في الهيئة العامة للكتاب وكانت مجلة الثقافة برئاسة تحرير الدكتور عبد العزيز الدسوقي تنشر إبداعات الشاعر أحمد مخيمر بصفة شهرية مع دراسات عنه بسخاء.

تميز الشاعر أحمد مخيمر بين كوكبة الشعراء التي التمعت أسماؤها فى ختام فترة الثلاثينيات وكان عضوا بارزا فى جماعة أبوللو الشعرية والتي تعد واحدة من أكبر حركات التجديد في الشعر العربي الحديث وكان من نجوم هذه الجماعة إبراهيم ناجي وعلي محمود طه ومحمود حسن إسماعيل ومحمود أبو الوفا وأحمد فتحي طاهر وغيرهم ولكن كان من بين كل هؤلاء الشاعر أحمد مخيمر أكثرهم ميلا ً من حيث الطبع والنزوع الفلسفي والفكر والتأمل مما يجعله يتجه إلى كتابه (لزوميات مخيمر) على نهج لزوميات أبي العلاء المعري.

كتب الشاعر أحمد مخيمر مسرحيته الشعرية (عفراء) التي صورت المأساة العاطفية للشاعر العذري عروة بن حزام ومحبوبته عفراء‏ وتم تمثيلها في الأربعينات باستديو سيد بدير‏ وشارك فيها صلاح منصور وأمينة رزق وسميحة أيوب‏.‏
للشاعر أحمد مخيمر ملحمة شعرية طويلة بعنوان الروح القدس وتبلغ 5150 بيتاً من الشعر وهذه الملحمة الشعرية الفريدة تجمع بين الروحي والوطني والقومي والإنسانى وفي تقديم الملحمة قال صديق عمره الشاعر عبد العليم عيسى: شعر أحمد مخيمر يمتاز بإحكام النسج وجمال التصوير وانتقاء اللفظ الدال المعبر بأمانة عن شعوره وإحساسه يساعد هذا ملكة فنية وملكة لغوية واستعداد فطرى متميز لكنه قد بلغ الذروة في شعره فى الطبيعة.

كتب الشاعر أحمد مخيمر أكثر من 15 ديوان بالإضافة إلى مسرحيات وملاحم شعرية ومن أعماله نذكر دواوينه : الغابة المنسية وفي ظلال القمر وأسماء الله وأشواق بوذا.

في الثمانينيات كتب الشاعر طاهر أبو فاشا في جريدة الأهرام: أحمد مخيمر شاعر يذكرنا بأبي تمام في شعره ويذكرنا بأحمد شوقي في مسرحه والكلام كثير عن أحمد مخيمر من خلال شهادات وأقلام فاروق شوشة والعوضي الوكيل وبيومي مدكور وثروت أباظة إلا أن المؤسف هو أن كثيرا من تلاميذه الذين استفادوا من موهبته الطاغية وعلمه وفنه جحدوه في حياته الخاصة فلم يتذكره في كبره إلا قليل منهم.

في عام 1957 غنت نجاة وعبد الرؤف إسماعيل من كلمات الشاعر أحمد مخيمر وألحان محمود الشريف قصيدة وطني وصبايا وأحلامي وتقول كلماتها :

وَطَني وَصِبَايَ وَأَحْلامي ...
وطَـني وهَوَايَ وأيَّـامي
ورِضـا أُمِّي وحَنـانُ أبي...
وخُطَى وَلَدِي عندَ اللَّعِبِ
يخطُو برجاءٍ بَسَّامِ.

كما غنت وردة من كلمات أحمد مخيمر وألحان رياض السنباطي لاتودعني حبيبي وهو ثاني لحن يلحنه السنباطي لوردة .
في شهر أبريل عام 1973 غنى عبد الحليم حافظ في حفلته قصيدة رسالة من تحت الماء كلمات نزار قباني وألحان محمد الموجي وغنى أيضا قصيدة يامالكا قلبي كلمات أحمد مخيمر وألحان لحن محمد الموجي أيضا كما غنى حاول تفتكرني كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي وقبل أن يغني عبد الحليم حافظ قصيدة يامالكا قلبي قدم محمد الموجي الذي صعد وسلم على عبد الحليم وبعده صعدت أنغام ابنة محمد الموجي التي تبلغ من العمر وقتها 16 سنة مع أختها غنوة التي تبلغ من العمر 12 سنة وقدمتا لعبد الحليم بوكيه ورد فقبلهما عبد الحليم فصاح الجمهور فقال عبد الحليم: دول ولاد الموجي والله ثم قدمهما للجمهور.

في عام 1963 غنت نجاح سلام يامالكا قلبي بمقاطع أخرى من نفس القصيدة التي ضمها ديوان الشاعر أحمد مخيمر الذي أصدرته الهيئة العامة للكتاب عام 1971ونسبت قصيدة يامالكا قلبي بالخطأ للأمير السعودي عبد الله الفيصل ولكن تم تصحيح الأوضاع في عام 1976 وصدر حكم بذلك وأكد اتحاد كتاب مصر ومجمع اللغة العربية أن قصيدة يامالكا قلبي للشاعر أحمد مخيمر وليست للأمير عبد الله الفيصل.

تقابلت مع محسن ابن الشاعر أحمد مخيمر وهو يعمل سائق تاكسى ويسكن فى شقة بسيطة بحي عين شمس وفي حديثي معه قال : والدي تعرض لظلم فادح لأنه هو الذي كتب أغنية يا مالكًا قلبي ونسبت إلى عبد الله الفيصل وتوفى والدي يوم 13 مايو عام 1978 ثم توفيت أمي حزنًا عليه بعد ٤٠ يومًا من وفاته ونحن سبعة إخوة واضطر عدد منا إلى العمل وترك الدراسة واضطرت أخواتي البنات إلى الزواج بأول من يطرق بابهن ليخففن العبء عن الأسرة فلم يكن عندنا أي مصدر دخل سوى معاش أبى فى ذلك الوقت.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى