الخميس ١٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٦
جولة أدبية مع
بقلم فاروق مواسي

دع المقادير تجري في أعنّتها

قال الشاعر:

دع المقاديرَ تجري في أعَنّتها
ولا تبيتنّ إلا خاليَ البالِ
ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها
يغيّر الله من حالٍ إلى حالِ

من الأبيات التي تتردد على ألسنة الناس ولا نعرف قائلها تمامًا هذان البيتان أعلاه.

ورد في ألف ليلة وليلة (الليلة 303) على لسان أبي محمد الكسلان:
"اضطجعت في مكاني من التعب، فبينما أنا مضطجع متفكر في أمري وإذا أنا بهاتف أسمع صوته ولا أرى شخصه وهو يقول هذين البيتين:

دع المقادير تجري في أعنتها
ولا تبيتن إلا خالي الـبـال
ما بين طرفة عين وانتباهتها
يغير الله من حال إلى حال"

لم يذكر الكتاب (مجهول المؤلف) من قائل البيتين.

في أثناء بحثي وجدت أن أقدم ما وصل إلينا في هذا المعنى ما قاله الطُّغْرائي:

لا تسهرن إذا ما الرزق ضاق ونَمْ
في ظل عيش رقيق ناعم البال
فبين غفوة عين وانتباهتها
يقلّب الدهر من حال إلى حال

غير أن الثعالبي في (التمثيل والمحاضرة) يذكر أن البيت التالي هو لأبي دلف الخزرجي:

هي المقادير تجري في أعنّتها
واصبر فليس لها صبر على حال

كما تردد البيت التالي له في مصادر أخرى:

يومًا تريش خسيس القوم ترفعه
نحو السماء ويومًا تخفض العالي

ثم قرأت لابن نُباتة المصري (ت. 1366م) على نفس الوتر:

و خلّ بالٍ برجوى الطيف مشتغلاً
ولا تبيتنّ إلا خالي البال
ما بين غمضة عين وانتباهتها
يقلّب الهجر من حال إلى حال

اعتبر عبد الله فكري (ت. 1889م) في كتابه " نظم اللآل في الحكم والأمثال"(1) البيت الأول منهما من بين الحكم والأمثال السائرة ولخصه بقوله:

"خل القدر يفعل ما يشاء، ونم مستريح البال".

يبدو أن الشعراء أكثروا من التنويع على هذين البيتين اللذين أصبحا ملكًا عامًا، وذلك إما بتغير قافيتهما نحو قول الشاعر عبد الله الصيرفي (ت 1904م):

ودَعْ أمورك تجري في أعنتها
وظُنّ خيرًا ولا تسأل عن الخَبَرِ
ما بين غمضة عين وانتباهتها
يغير الله من عسر إلى يُسُرِ

من هؤلاء أيضا الشاعر المصري صالح مجدي (ت 1881م) في قوله من قصيدة له:

وهو الذي إن يشا يذهب بقدرته
ينقّل الدهر من حال إلى حال
دع المقادير تجري في أعنتها
ولا تكن يائسا من نيل آمال

وقد خمّسها الشاعر ابن شيخان السالمي (ت. 1927)

تجعل النفس حَسرى إلْفَ أَنّتِها
من المقادير إذ جاءت برَنّتها
وتصبحنَّ مُراعاً من أسنّتها
دع المقادير تجري في أعنّتها
ولا تبيتن إلا خاليَ البالِ
وللمقادير أحكام بعادتها
تقضي على كل حال باستحالتها
في أسرع الوقت تغيير لحالتها
ما بين غمضة عين وانتباهتها
يبدّل الله من حال إلى حالِ

لاحظ التغيير في الفعل (يغيّر) – يقلّب، يصرّف

ملاحظة:

من الطريف أن عددًا من المواقع على الشبكة ينسب الشعر إلى شخصية مجهولة – (مسفر بن المهلهل الينبغي)، وتذكر له أبياتًا كنت قد سمعتها من حكّاء في طفولتي، أضعها أمامكم للاطلاع، ولإتمام الصورة وشيوعها:

فكن مع الناس كالميزانِ معتدلاً
ولا تقولن ذا عمي وذا خالي
فالعم من أنت مغمورٌ بنعمتهِ
والخالُ من أنت من أضرارهِ خالِ
ولا يفك الرأس إلا من يـركبه
ولا ترد المنايا كثرة المالِ

ومن المواقع من نسب الشعر للزير سالم في قصته الشعبية المشهورة:

الزير أنشدَ شعراً من ضمائره
العز بالسيفِ ليس العزُ بالمالِ
المالُ يبني بيوتاً لا عماد لها
والفقرُ يهدِمُ بيتاً سقفه عالي
دَعْ التقاديرَ تجري في أعنتها
ولا تبيتنَ الا خاليَ البالِ
ما بين لحظة عينٍ وانتفاضتها
يغيرُ اللهُ من حالٍ الى حالِ

مشاركة منتدى

  • دع المقادير تـجري في أعنتها
    … ولا تبيتن إلا خالي البالِ

    ما بين طرفة عين والتفاتتها …
    يغير الله من حالٍ إلى حالِ

    فكن مع الناس كالميزانِ معتدلاً
    … ولا تقولن ذا عمي وذا خالي

    فالعم من أنت مغمورٌ بنعمتهِ
    … والخالُ من أنت من أضرارهِ خالِ

    ولا يفك الرأس إلا من يـركبه …
    ولا ترد المنايا كثرة المالِ

     

    للشاعر مسفر بن مهلهل الينبغي

  • في حال كون الابيات غير معروفة المصدر فينبغي الاحتكام إلى النقد الذي يقوم بدوره بكشف العصر الذي قيلت فيه الأبيات وبالتالي الاقتراب من تحديدالشاعر مع عدم تناسي ماورد من فرضيات مساعده في نسبة الابيات

  • ممكن اعرف سبب قول هذه الابيات او ماهي قصتها

  • انا سوري ويوجد في حوزتي قصيدة مهمة أنا من ألفها.
    أقول في مطلعها
    حلمت يوما أن أكون حرا في وطني سوريا
    هل من احد يسمعها مني.؟؟

  • الابيات في اصلها كانت للإمام علي بن ابي طالب عليه السلام قائلا:
    دع الأمور تجري في أعنتها
    ونم نوماً قريراً هانيء البال
    فما بين غفلة عين وانتباهتها
    يغير الله من حال إلى حال

  • و خلّ بالٍ برجوى الطيف مشتغلاً
    ولا تبيتنّ إلا خالي البال
    ما بين غمضة عين وانتباهتها
    يقلّب الهجر من حال إلى حال

  • نسب الشعر للزير سالم: الزير أنشدَ شعراً من ضمائره العز بالسيفِ ليس العزُ بالمالِ المالُ يبني بيوتاً لا عماد لها والفقرُ يهدِمُ بيتاً سقفه عالي دَعْ التقاديرَ تجري في أعنتها ولا تبيتنَ الا خاليَ البالِ
    ما بين لحظة عينٍ وانتفاضتها يغيرُ اللهُ من حالٍ الى حالِ

    كتبها بندر العنزي في تويتر

  • دع الأمور تجري في أعنتها
    ونم نوماً قريراً هانيء البال
    فما بين غفلة عين وانتباهتها
    يغير الله من حال إلى حال

    20 آذار (مارس), 19:02, بقلم محمد دماني

    و خلّ بالٍ برجوى الطيف مشتغلاً
    ولا تبيتنّ إلا خالي البال
    ما بين غمضة عين وانتباهتها
    يقلّب الهجر من حال إلى حال

  • دع المكارم لا ترحل لبغيتها

    وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

    من يصنع الخير لايعدم جوازيهُ

    لايذهب العّرف بين الله والناسي

  • 🌹🌷🌹🌷🌹🌷🌹🌷🌹🌷
    🍷🍷🍷🍷🍷🍷🍷🍷🍷🍷
    💍💍💍💍💍💍💍💍💍💍

    🔴 مسكُ الختام🔴

    🔴بقلمي✒️
    🔵فايز زيد نشوان🔵

    2020//16/2

    ☂️☔☂️☔☂️☔☂️☔☂️☔

    للوارثين من الإله كتابا
    الحور ُعينٍ كواعباً أترابا

    والسابقون بخيرهم في جَنَّةٍ
    طوبىٰ بها زانَ المُقامُ وطابا

    وإن يُعَذِّبَ كلُ ظالم نَفْسَهُ
    كما يكُن للظالمين عذابا

    ما كان ربي أن يُعذب شَيْبَةً
    مثلي بحُب( مُحَمَّدٌ) قد شابا

    أحببتهُ من قبل شيئاً لم يكن
    مني ولم أكُ نطفةً وترابا

    عشقي لهُ مذ كُنتُ ماءً دافِقاً
    بالصلب او بترائب الإنجابا

    أحببتهُ روحاً وروحُ أجنّتي
    وبويضتي لم تُكتَمل إخِصابا

    واحبهُ مُذ كنتُ في جدر الرحم
    وكان لي ثديُ السماء شرابا

    جئنا الحياة انا وتوأم حُبهُ
    روحان في جسدِ احتوى الأحبابا

    صدح الأذان على مسامع اسمهِ
    بالمهد طفلاً يستهلُّ خطابا

    لله إني للذي فطر السماء
    عبداً صبوراً شاكراً أوّابا

    أُوتيتُ من حُبِ الرسولِ قليلهُ
    فتسخّرت بـ قليلهُ الأسبابا

    إني وما أعُطيتُ من جمع الكَلِمْ
    لفظاً ولا علماً ولا آدابا

    وبحبهِ هذبتُ خصلات اللغة
    فانشق منها كل حرف كتابا

    حرفي يُسبحُ للذي أسرىٰ به
    ودناهُ من قوسِ الجلالةِ قابا

    واللفظُ يزهدُ من كرامةِ فقرهِ
    للأسودان محاسنٌ وثوابا

    والعلم يبدأ من بداية اسمهِ
    بالمبتدأ من موقع الإعرابا

    حبي لهُ كحديث ساعةُ عصرِنا
    بمجالسٍ ومآذنٍ وقبابا

    أهل السماء يتبادرون لنسخهِ
    من منهمُ يكُ أوّل الكُتّابا

    جَمَعَ المَكارِمَ والمحاسن كُلّهَا
    في خلقهِ يُزْجِي الوجود سحابا

    قلبي وحرفي مُذ اقمتُ يُصليّانِ
    ونتوءُ ريشة بركلي محرابا

    🌹🌷🌹🌷🌹🌷🌹🌷🌹🌷
    🍷🍷🍷🍷🍷🍷🍷🍷🍷🍷

  • هذا بيت شعر من والدي كنت اسمعه منه فية حكمه

    مرر باقي ايام عمرك وخلي الفكور

    دنيا الندم ما يبات صاحبها في سرور

  • شكرا لتوفير الابيات المذكورة أعلاه.
    أريد أن الفت نظرك إلى ما وجدت صائبا في هذا السرد، أن كما هناك عديد من الأشعار والأبيات في اللغة الاردية التي أنشدت في وزن و طرز أبيات لشاعر حسب مزاجهم وفكرهم ربما لتسلية وربما لقبول عام لتلك الأبيات الخاصة في الناس. فإني أرى أن الأبيات المذكورة أنشدت قبل زمان ولكن بسبب سهل وزن الأبيات ونفع الكلام فيه تشجعوا الناس في إنشاد الابيات المماثلة. وشكراً

  • دع المقادير تجري في أعنتها ....ولا تبيت إلا خالي البالي ...

    هذه الأبيات قالها (( الزير سالم)) ابوليلى المهلهل التغلبي

  • اعجبني الموضوع وتلك الابيات والشعرية الجميله فيه، ولا حظت ان الكثير كتب، فتذكرت ذلك الزعيم الراحل الشهيد صدام حسين المجيد وهاضت قريحتي بهذبن البيتين:

    ليت الزمان يعود بمثلهُ
    .
    سيفاً علي الاذناب والفُساقِ
    .
    هو الزعيمُ الذي قد كان له ُ
    .
    سوطاً على الكِلابِ والنُهاقِ

  • منذ كنت طفلا وانا حفضت هذه الابيات وكنت ارددها دائما عندما يواجهني وقت عسر وكان كل ضني ان قائلها الامام علي بن ابي طالب (رض) ومازلت اقرء هذه الابيات منسوبتا اليه.

  • ولا تتركِ الحقَّ للناعقينَ..
    وتستبدلِ الدرب بعدَ التعبْ..

    ولو لم تحقق من السعيِ شيئاً..
    فيكفيكَ مِن ذاكَ بذلُ السببْ..

    وكم من نبيٍّ سيُبعثُ فرداً..
    وما ضرَّهُ أنه قد كُذِبْ..

    ولا تتعجّل حصولَ الثمارِ
    وواصل لما تبتغي.. وارتقبْ..

    على الشرِّ قد ثبتَ المفسدونَ..
    فقل لي بربكَ هل ننقلبْ..!؟

    حسين
    قناة تلجرام ابيات
    https://t.me/sulaiman_abed3

  • ولا يفك الرأس إلا من يـركبه
    ولا ترد المنايا كثرة المالِ
    ـــــــــــــــــــــــــ

    يبدو أنّ هناك خلل عروضي في صدر البيت " و لا يفكّ الرأس إلا من يركّبه "

    يمكن القول " لا يفصل الرّأس إلّا من يركّبه "

  • نريد الزيد من الشعر القديم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى