الخميس ١٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٦
(137) أمريكا قامت بـ 638
بقلم حسين سرمك حسن

محاولة لاغتيال المناضل العظيم كاسترو

ملاحظة

هذه الحلقات مترجمة ومُعدّة عن مقالات ودراسات وكتب لمجموعة من الكتاب والمحللين الأمريكيين والبريطانيين.

"ذكرت لجنة شرش أنه جرت ثماني محاولات من قبل وكالة المخابرات المركزية لاغتيال فيدل كاسترو في 1960-1965. فابيان إسكالانتي وهو قائد متقاعد من الاستخبارات المضادة في كوبا، والذي أوكلت إليه مهمة حماية فيدل كاسترو، قدر عدد مخططات ومحاولات اغتيال كاسترو الفعلية من قبل وكالة الاستخبارات المركزية بـ 638. ويُقال إن محاولات الاغتيال شملت سيجار مُسمم بسم البوتولينوم (البكتريا الوشيقية)، وبذلة غطس ملوّثة بعصيات السلّ جنبا إلى جنب مع محارة مفخخة وضعت في قاع البحر، سيجار ينفجر عند إشعاله، قلم حبر كروي يحتوي على حقنة قاتلة تزرق تحت الجلد بسرعة هائلة، وعمليات على غرار عمليات المافيا، وغيرها الكثير. وكانت هناك خطط لتفجير كاسترو خلال زيارته لمتحف إرنست همنغواي في كوبا".
صحيفة الغارديان

"بعض المؤامرات لم تكن تستهدف قتل كاسترو، ولكنها استهدفت اغتيال "شخصيته"؛ منها، على سبيل المثال، العملية التي كانت تنطوي على استخدام أملاح الثاليوم لتدمير لحيته الشهيرة،أو ضخ مادة LSD المهلوسة في استوديو الإذاعة الذي يلقي كاسترو منه خطابه للشعب لكي يفقد توازنه (يبدو كالمخمور) ويصيب الضرر صورته العامة أمام الشعب".

ويكيبيديا "كانت ماريتا لورينز، مجرد واحدة من العديد من النساء اللائي حسبن عشيقات لكاسترو، قبلت صفقة من وكالة المخابرات المركزية تقوم فيها بإطعام كاسترو حبّات مليئة السم. تمكنت من تهريب الحبوب إلى غرفة نومه في علبة كريم باردة، ولكن الحبوب ماعت وانحلت في الكريم، فاهتزت قدرة ماريتا على إجبار كاسترو على تناول المحلول، فتخاذلت فورا. ووفقا لماريتا، حدس كاسترو بطريقة ما خطتها فقدم لها مسدسه وطلب منها أن تطلق عليه النار، فانهارت باكية: "لا أستطيع أن أفعل ذلك، فيدل".
ستاسي كونردات

المحتوى

(تمهيـــــــد: حاولت أمريكا اغتيال كاسترو أكثر من 600 مرة ولكن كاسترو قطّع أعمار رؤساء الولايات المتحدة- لماذا تريد أمريكا قتل كاسترو؟ حصار أمريكا لكوبا منذ 1960 كلف الشعب الكوبي 100 مليار دولار ومئات الألوف من الضحايا- خلفية: يكشفون كذبهم فيما بينهم! إفساد حتى اللغة من أجل الإغتيال- 638 محاولة لاغتيال كاسترو: موجز ببعضٍ منها- هذا الجدول الزمني لمحاولات الإغتيال من ويكيبيديا عليه ملاحظة مهمة- لم يتورّعوا حتى عن الاستعانة بالمافيا- تداعيات كاذبة- هذا هو الجدول الزمني الحقيقي لمحاولات اغتيال كاسترو- 10 طرق أمريكية شيطانية لاغتيال كاسترو- آخر محاولات اغتيال كاسترو- غيّروا حياة الرجل، فمن سمح لهم بذلك؟- نكتة للتفاؤل- ختام: باقٍ وأعمار الطغاة قصارُ؛ عاشت الثورة- مصادر هذه الحلقات)

تمهيـــــــد: حاولت أمريكا اغتيال كاسترو أكثر من 600 مرة ولكن كاسترو قطّع أعمار رؤساء الولايات المتحدة

الولايات المتحدة لديها تاريخ طويل وازدواجي عندما يتعلق الأمر لا باغتيال شخصية فيدل كاسترو، ولكن أيضا حياته. يمكن بسهولة أن تعتبر محاولات الحكومة الأمريكية الفاشلة في كل أشكال الاغتيال بمثابة الإنهواس بالشر. وقد حاولت الولايات المتحدة (من خلال وكالة المخابرات المركزية) اغتيال / قتل فيدل كاسترو أكثر من 600 مرة. هذا الرقم المذهل يرجع إلى حقيقة أن وكالة المخابرات المركزية كانت غير ناجحة تماما في المحاولات الدنيئة الرامية إلى القضاء على كاسترو. ومع ذلك، فإنه لا ينبغي أن يكون من المستغرب أن يحاول الأمريكان اغتيال هذا الزعيم، لأن لديهم سجل ضخم في اغتيال عدد هائل من البشر، بما في ذلك القيادات الحكومية في جميع أنحاء العالم. هذا السجل الشيطاني يعود لعقود عديدة.

مثال واحد ينبغي أن نتذكره دائما هو اغتيال باتريس لومومبا في الكونغو. فقد دبّرت وكالة الاستخبارات المركزية بشكل مباشر عملية اغتيال زعيم منتخب ديمقراطيا للكونجو في عام 1961. وكان قتله لمجرد أنه يريد الاستفادة من الموارد الطبيعية في بلاده لمصلحة شعبه. اتخذ الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور الأمر المباشر لاغتياله. القد اعتاد لغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة، منذ فترة طويلة على نهب الموارد الطبيعية من البلدان في جميع أنحاء ما يسمى بالعالم الجنوبي. وكثير من اقتصاد الغرب يأتي مباشرة من نهب وسرقة الموارد المتأتية من الدول الأخرى. هذا يعود إلى أيام العبودية عندما كان العديد من الدول الأوروبية، والولايات المتحدة، يسرقون الأفارقة من وطنهم ليسخروهم للعمل في أراضي كانت قد سرقت أيضا.

حكومة الولايات المتحدة، مثل قاتل متسلسل، يمتلك الحافز المرضي لتدمير حياة البشر، مثل باتريس لومومبا. وهذا هو السبب في أن قدرة فيدل كاسترو للتخلّص من احلام الولايات المتحدة القاتلة هي الأكثر إثارة للإعجاب. لقد عاش كاسترو اكثر من العديد من الناس الذين تآمروا على حياته (بما في ذلك رؤساء الولايات المتحدة).

لماذا تريد أمريكا قتل كاسترو؟ حصار أمريكا لكوبا منذ 1960 كلف الشعب الكوبي 100 مليار دولار ومئات الألوف من الضحايا

لماذا يستولي على الولايات المتحدة هاجس قتل فيدل كاسترو، يمكن للمرء أن يتساءل؟ والجواب سهل: لقد كان فيدل كاسترو منذ فترة طويلة يشكل تهديدا مباشرا لسيطرة الولايات المتحدة على كوبا، فضلا عن العديد من الدول الأخرى. يعود تاريخ عداء الولايات المتحدة إلى ذروة الثورة الكوبية في عام 1959.

ما زالت كوبا وكاسترو بمثابة مثال للصمود والتحرير، والإنسانية، على الرغم من وجود حصار خبيث جائر مضروب عليها منذ أكثر من أكثر من 50 عاما. لقد كلف الحصار المجرم الذي فرضته الولايات المتحدة الشعب الكوبي أكثر من 100 مليار دولار. في عام 1953 بدأت مسيرة الثوار الكوبيين الجسورة الشاقة لتحرير بلادهم من القبضة القمعية والقاتلة للدكتاتور المدعوم من الولايات المتحدة، باتيستا. هذه الثورة بقيادة فيدل كاسترو وتشي غيفارا، تكللت تضحياتها بإسقاط النظام الوحشي الذي تدعمه الولايات المتحدة في 1 يناير عام 1959، منهية بذلك فترة الحكم الدموي للباتيستا. قامت الحكومة الثورية الجديدة بتأميم الموارد الكوبية مثل مزارع قصب السكر الهائلة. وقد ضمن هذه الخطوة أن موارد كوبا لن تعود بالنفع على الشركات الأمريكية الجشعة التي كانت تسيطر عليها بموافقة باتيستا. وكان هذا علامة على بداية جديدة ليس فقط بالنسبة للغالبية العظمى من الكوبيين، ولكن بالنسبة للدول الأخرى كذلك.

وقفت الثورة الكوبية، كما هو الحال الآن، كمثال على ما يمكن أن يحدث عندما يتحد الشعب المظلوم ضد نظام القمع المدعوم من قبل الولايات المتحدة. لكن منذ هزيمة الدكتاتور المدعوم من الولايات المتحدة في كوبا، فعلت ملكة الإمبريالية الحديثة (الولايات المتحدة) كل ما في وسعها لكسر إرادة الشعب الكوبي، وحكومته، وثورته. وعلى الرغم من أن أشكال "الدبلوماسية" المفضلة للولايات المتحدة هي القتل عن طريق الاغتيالات، والحصارات القاتلة، أو الحروب العدوانية، فإنها في حالة كوبا وفيدل كاسترو، فشلت محاولاتها في كسر صمود الجزيرة فشلا ذريعا، مرارا وتكرارا.

خلفية: يكشفون كذبهم فيما بينهم! إفساد حتى اللغة من أجل الإغتيال

في أعقاب الحرب العالمية الثانية، صارت الولايات المتحدة تعمل سرا في ممارسة الاغتيالات السياسية الدولية ومحاولات تصفية الزعماء الأجانب. لفترة طويلة من الزمن، نفى المسؤولون الحكوميون في الولايات المتحدة بشدة أي علم لهم بهذا البرنامج لأنه سيكون ضد ميثاق الأمم المتحدة. يوم 5 مارس 1972، أعلن ريتشارد هيلمز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، أنه "لا توجد، ولم تُتحذ أو تدعم أو تُقترح مثل هذه الأنشطة أو العمليات من قبل أي من موظفينا". في عام 1975، عقد مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة لجنة مجلس الشيوخ لدراسة العمليات الحكومية في ما يتعلق بالأنشطة المخابراتية. وترأس الاجتماع السيناتور فرانك شرش عضو مجلس الشيوخ. كشفت اللجنة أن وكالة المخابرات المركزية ووكالات حكومية أخرى استخدمت ما يُسمى بتكتيك "الإنكار المقبول" أثناء اتخاذ القرارات المتعلقة بالاغتيالات حيث يقوم المرؤوسون في وكالة المخابرات المركزية بالحماية المتعمدة للمسؤولين الأعلى مرتبة من أي مسؤولية من خلال الحجب الكامل للمعلومات المتعلقة بعمليات الاغتيال المخطط لها. يحصل الموظفون الحكوميون على موافقة ضمنية على أعمالهم باستخدام العبارات الملطفة والصيغة الماكرة في مجال الاتصالات.

638 محاولة لاغتيال كاسترو: موجز ببعضٍ منها

ذكرت لجنة شرش أنه جرت ثماني محاولات من قبل وكالة المخابرات المركزية لاغتيال فيدل كاسترو في 1960-1965. فابيان إسكالانتي وهو قائد متقاعد من الاستخبارات المضادة في كوبا، والذي أوكلت إليه مهمة حماية فيدل كاسترو، قدر عدد مخططات ومحاولات اغتيال كاسترو الفعلية من قبل وكالة الاستخبارات المركزية بـ 638. كان بعضها جزءا من برنامج وكالة المخابرات المركزية السري الذي أطلق عليه اسم (عملية النمس Operation Mongoose) والذي يهدف إلى إسقاط الحكومة الكوبية. ويُقال إن محاولات الاغتيال شملت سيجار مُسمم بسم البوتولينوم (البكتريا الوشيقية)، وبذلة غطس ملوّثة بعصيات السلّ جنبا إلى جنب مع محارة مفخخة وضعت في قاع البحر، سيجار ينفجر عند إشعاله، قلم حبر كروي يحتوي على حقنة قاتلة تزرق تحت الجلد بسرعة هائلة، وعمليات على غرار عمليات المافيا، وغيرها الكثير. وكانت هناك خطط لتفجير كاسترو خلال زيارته لمتحف إرنست همنغواي في كوبا.

وقد تم تصوير بعض هذه المؤامرات في فيلم وثائقي بعنوان "638 طريقة لقتل كاسترو" (2006) بُثّ على قناة 4 لتلفزيون الخدمة العامة البريطاني. وكانت إحدى هذه المحاولات قد جرت من قبل عشيقته السابقة "ماريتا لورينز" التي كان قد التقى بها في عام 1959. وافقت العشيقة على مساعدة وكالة الاستخبارات المركزية من خلال محاولة لتهريب علبة كريم تحتوي على حبوب السم الباردة إلى غرفته. وعندما علم كاسترو بنواياها، يُقال إنه قدم لها مسدسه وطلب منها أن تقتله ولكنها فشلت في ضبط أعصابها.

بعض المؤامرات لم تكن تستهدف قتل كاسترو، ولكنها استهدفت اغتيال "شخصيته"؛ منها، على سبيل المثال، العملية التي كانت تنطوي على استخدام أملاح الثاليوم لتدمير لحيته الشهيرة،أو ضخ مادة LSD المهلوسة في استوديو الإذاعة الذي يلقي كاسترو منه خطابه للشعب لكي يفقد توازنه (يبدو كالمخمور) ويصيب الضرر صورته العامة أمام الشعب.

وقال كاسترو ذات مرة، في ما يخص العديد الكبير من المحاولات لاغتياله انه يعتقد انه "إذا كانت محاولات الاغتيال حدثا أولمبيا، فإنني سوف أفوز بالميدالية الذهبية".

هذا الجدول الزمني لمحاولات الإغتيال من ويكيبيديا عليه ملاحظة مهمة

تقول ويكيبيديا الموسوعة الحرّة:

"وفقا لمدير وكالة المخابرات المركزية ريتشارد هيلمز، بذل مسؤولو إدارة كينيدي ضغطا شديدا على وكالة المخابرات المركزية "للتخلص من كاسترو". وهذا ما يفسر العدد المذهل من مؤامرات الاغتيال، التي تهدف إلى خلق انطباع إيجابي عن الرئيس جون كينيدي. وكانت هناك خمس مراحل في محاولات الاغتيال، مع التخطيط الذي ضمّ وكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع، ووزارة الخارجية:

• قبل أغسطس 1960
• أغسطس 1960 إلى أبريل 1961
• أبريل 1961 إلى أواخر 1961
• في أواخر 1961 إلى أواخر 1962
• في أواخر عام 1962 إلى أواخر 1963"

الملاحظة هي أن هذا الجدول يحصر محاولات الإغتيال في عهد الرئيس جون كنيدي في حين أن محاولات اغتيال كاسترو استمرت حتى السنوات الأخيرة كما سنرى بعد قليل. لماذا؟
السبب هو لإيهام القارىء بأن الطرف الرئيس صاحب المصلحة في اغتيال الرئيس جون كينيدي هو كوبا التي كان القائم بالإغتيال "لي هارفي أوزوالد" متحمسا لها ويهتف باسمها، في حين أن الأدلة تتكشف وتتراكم يوما بعد آخر لتثبت أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (وكان جورج بوش الأول واحدا من أهم اللاعبين في هذا المخطط) هي التي خططت لاغتيال الرئيس كنيدي ثم أخيه كما قامت بتصفية القاتل وقاتل القاتل وهكذا.

لم يتورّعوا حتى عن الاستعانة بالمافيا

ووفقا لوثائق وكالة المخابرات المركزية، وما سُمى بـ "مجوهرات العائلة" التي تم الكشف عنها في عام 2007، فإن محاولة اغتيال واحدة لفيدل كاسترو حصلت قبل غزو خليج الخنازير شارك فيها أعضاء عصابات المافيا الأمريكية: جوني روسيلي، سالفاتوري جيانكانا وسانتو ترافيكانتي.
في سبتمبر 1960، مومو سالفاتوري جيانكانا، خليفة آل كابوني في مافيا شيكاغو، وزعيم عصابة ميامي سانتو ترافيكانتي، اللذين كانا على قائمة أهم عشرة مطلوبين لمكتب التحقيقات الفدرالي في ذلك الوقت، تم الاتصال بهما بشكل غير مباشر من قبل وكالة المخابرات المركزية حول إمكانية اغتيال فيدل كاسترو. جوني روسيلي، وهو عضو في عصابة لاس فيغاس، كان يستخدم للوصول إلى زعماء المافيا. كان الوسيط من وكالة المخابرات المركزية هو روبرت ماهو، الذي قدم نفسه على أنه ممثل للعديد من الشركات الدولية في كوبا التي تم مصادرتها من قبل كاسترو والتي تبغي الثأر منه. في 14 سبتمبر 1960، التقى ماهو مع روسيلي في فندق مدينة نيويورك، وعرض عليه 150000 دولار أمريكي لـ "إزالة" كاسترو. وكان جيمس أوكونيل، الذي عرّف نفسه بأنه شريك لماهو، وهو في الواقع رئيس قسم الدعم التشغيلي في وكالة الاستخبارات المركزية، كان حاضرا في الإجتماع. إن وثائق رفعت عنها السرية لا تكشف ما إذا كان روسيلي، جيانكانا أو ترافيكانتي قد قبلوا دفعة أولى لهذه المهمة. وفقا لملفات وكالة المخابرات المركزية، كان جيانكانا هو الذي اقترح حبوب السم كوسيلة للتلاعب بطعام أو مشروبات كاسترو. أعطيت هذه الحبوب، المصنعة من قبل قسم الخدمات الفنية في وكالة الاستخبارات المركزية لمرشح جيانكانا ويدعى "خوان أورتا"، ووصف جيانكانا خوان أورتا بأنه مسؤول في الحكومة الكوبية، يستطيع الوصول إلى كاسترو. تزعم الوثائق، أنه بعد عدة محاولات فاشلة لإدخال السم في طعام كاسترو، طلب أورتا فجأة أن يسمح له بالخروج من المهمة، وأن يتم تسليم العمل إلى مشارك آخر لم يذكر اسمه. وفي وقت لاحق، شنت محاولة ثانية من خلال جيانكانا وترافيكانتي باستخدام الدكتور أنتوني فيرونا، زعيم المجلس العسكري للمنفيين الكوبيين، الذي كان، وفقا لترافيكانتي، من "الساخطين على عدم فاعلية هذا المجلس العسكري". طلب فيرونا 10000 دولار كنفقات، و 1000 دولار لشراء معدات للاتصالات. ومع ذلك، فإنه من غير المعروف المدى الذي وصلت إليه هذه المحاولة الثانية، لأنه تم إلغاء محاولة الاغتيال بسبب إطلاق عملية غزو خليج الخنازير.

تداعيات كاذبة

وإلى جانب محاولات اغتيال فيدل كاسترو، اتهمت وكالة المخابرات المركزية بقيامها بمحاولات لاغتيال قادة أجانب آخرين مثل رفائيل تروخيو، باتريس لومومبا ونغو دينه ديم. رفضت لجنة شرش الاغتيال السياسي كأداة للسياسة الخارجية وأعلنت أنه "يتعارض مع المبادىء الأمريكية والنظام الدولي، والأخلاق"، وأوصت الكونغرس بالنظر في وضع النظام الأساسي للقضاء على مثل هذه الممارسات أو ما يشابهها. بدلا من ذلك، أصدر الرئيس جيرالد فورد في عام 1977 الأمر التنفيذي المرقم 11905، الذي ينص على أنه "لا يحق لأي موظف من حكومة الولايات المتحدة الانخراط، أو التآمر في الاغتيال السياسي".

هذا هو الجدول الزمني الحقيقي لمحاولات اغتيال كاسترو

في فبراير عام 1959 أصبح فيدل كاسترو رئيس وزراء كوبا. ومنذ ذلك الحين، وفقا للرجل الذي أنيطت به مسؤولية حمايته لأكثر سنوات حكمه، نجا من أكثر من 600 محاولة اغتيال. فابيان إسكالانتي، الرئيس السابق لجهاز الخدمة السرية الكوبية، أشار إلى أنه يمكن تقسيم محاولات الإغتيال تلك حسب إدارات الرؤساء الأمريكيين على الشكل التالي:

حاولت إدارة أيزنهاور قتل كاسترو 38 مرات؛
كينيدي، 42؛
جونسون، 72؛
نيكسون، 184.
كارتر، 64؛
ريغان، 197.
بوش الأب، 16؛

كلينتون، 21. (وأرجو من السادة القرّاء العودة إلى الكيفية التي حصرت بها محاولات الإغتيال في عهد كينيدي في موسوعة الويكيبيديا).

10 طرق أمريكية شيطانية لاغتيال كاسترو

وهناك الكثير من الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها نصب كمين لشخص ما وقتله. وبعض من الطرق التي رُسمت من قبل وكالة الاستخبارات المركزية لقتل كاسترو كانت فريدة فعلا. ما نورده أدناه ليس سوى عدد قليل من أساليب غير تقليدية سعت للإطاحة بكاسترو:

الأنثى القاتلة:

كانت ماريتا لورينز، مجرد واحدة من العديد من النساء اللائي حسبن عشيقات لكاسترو، قبلت صفقة من وكالة المخابرات المركزية تقوم فيها بإطعام كاسترو حبّات مليئة السم. تمكنت من تهريب الحبوب إلى غرفة نومه في علبة كريم باردة، ولكن الحبوب ماعت وانحلت في الكريم، فاهتزت قدرة ماريتا على إجبار كاسترو على تناول المحلول، فتخاذلت فورا. ووفقا لماريتا، حدس كاسترو بطريقة ما خطتها فقدم لها مسدسه وطلب منها أن تطلق عليه النار، فانهارت باكية: "لا أستطيع أن أفعل ذلك، فيدل".

2. بذلة مسمومة:

في حين أن شيئا غريبا يثور لديك حين تتلقى معدات غوص عشوائية من عدوك في منتصف غزو خليج الخنازير، فإن وكالة المخابرات المركزية قامت بواحدة من ذلك. في عام 1975، ادعت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ان لديها "أدلة ملموسة" على خطة لوكالة المخابرات لتقديم بذلة ملوثة بالجراثيم والبكتيريا لكاسترو من شأنها أن تصيبه يبمرض جلدي (وربما أسوأ من ذلك). هذه الخطة كان من المفترض أن يشارك فيها المحامي الأمريكي جيمس ب. دونوفان، الذي سيقدم لكاسترو هذه البذلة عندما يذهب للتفاوض معه على الافراج عن سجناء خليج الخنازير. وقال تقرير للأسيوشيتد برس عام 1975 أن "دونوفان أعطى كاسترو بدلة غوص مختلفة من تلقاء نفسه".

3.قلم حبر كروي هو حقنة تحت الجلد:

قلم يبدو من الخارج عاديا لكنه مزوّد من الداخل بإبرة تحت الجلد تنطلق بسرعة هائلة لا تُلاحظ حين يصدم الشخص المكلف كاسترو بحيث يُحقن بالسم القوي للغاية.

4. سيجار يتفجّر:

ولكن هذا لم يكن خدعة صالون - فقد تم تعبئة هذا السيجار بمتفجرات حقيقية كافية لخلع رأس فيدل كاسترو وإسقاطه أمامه. في عام 1967، ذكرت صحيفة ساترداي نايت أن ضابط شرطة مدينة نيويورك قد راودته فكرة القيام بذلك خلال زيارة كاسترو للأمم المتحدة في سبتمبر 1960.

5. سيجار ملوث:

ذهبت وكالة المخابرات المركزية، إلى حد تجنيد عميل مزدوج من شأنه أن يقدم لكاسترو سيجارا مليئا بسم بكتريا البوتولين، وهو السم الذي من شأنه أن يقتل الزعيم في وقت قصير. ذُكر أنه تم تسليم السيجار للعميل المزدوج في فبراير من عام 1961، ولكن يبدو أنه جبن عند التنفيذ.

6. انفجار محارة ملغومة:

عُرف عن كاسترو أنه يحب الغوص، قدمت وكالة الاستخبارات المركزية خططا لزرع عبوة ناسفة في محارة في موقعه المفضل للغوص. خططوا لجعل المحارة الملغومة زاهية ملونة وغير عادية بحيث سيكون من المؤكد أن تجذب انتباه كاسترو، وعندما يكون قريبا منها بما فيه الكفاية يتم تفجيرها من الخارج.

7. نزع الشعر:

وفقا لتقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ عام 1975، يُعتقد أن الولايات المتحدة حاولت أن تعبث بلحية كاسترو منطلقة من أن العبث بلحية رجل يعني – من الناحية النفسية والرمزية - العبث بقوة هذا الرجل وحضوره. حسبت وكالة المخابرات المركزية أن فقدان اللحية سوف يظهر للكوبيين أن كاسترو كان ضعيفا وعرضة للتلاعب. حاكت الوكالة مخططا يقوم على استخدام ملح الثاليوم، المادة الكيميائية في منتجات مزيل الشعر، التي يمكن وضعها في اي مادة يستنشقها كاسترو لتسبب تساقط شعر وجهه وفقدانه للحيته الشهيرة.

8. عقار LSD المهلوس:

من بين المحاولات المصممة لتشويه سمعة فيدل كاسترو، وليس قتله، محاولة تسريب هباء جوي (رذاذ) لمادة مشايهة لعقار LSD المهلوس في محطة إذاعية حيث يقوم كاسترو بإلقاء خطاب له في البث المباشر. عندما يستنشق فيدل هذا الرذاذ ويتشوش إدراكه ويختل، فإن الكوبيين سيعتقدون أنه فقد عقله، ويفقدون الثقة به.

9. منديل ملوث بالبكتيريا القاتلة:

كانت وكالة المخابرات المركزية مهووسة على ما يبدو بتغطية فيدل كاسترو بالبكتيريا القاتلة والسموم، لأنها تعتبر اعطاءه منديلا مغطى بالجراثيم من شأنه أن يجعله مريضا جدا وقد يقتله.

10. اللبن المسموم:

وفقا لإسكالانتي، فإن المحاولة الأقرب لقتل فيدل كاسترو من قبل وكالة الاستخبارات المركزية كانت شراب الحلوى القاتل في عام 1963. وقد انحرفت المحاولة عن مسارها، عندما التصقت الكبسولات القاتلة بأفريز الثلاثجة حيث حفظها النادل القاتل في فندق هيلتون هافانا. وعندما حاول النادل القاتل فصل الكبسولات الملتصقة انشقت وتسربت المادة السامة.

آخر محاولات اغتيال كاسترو

وجاءت محاولة الاغتيال الخطيرة الأخيرة في عام 2000 عندما كان من المقرر أن يقوم كاسترو بزيارة بنما. تم التحضير للمؤامرة بوضع 90 كيلوغرام من مواد شديدة الانفجار تحت المنصة التي كان من المقرر أن يلقي كاسترو خطابه عليها. في ذلك الوقت، قام فريق الأمن الشخصي لكاسترو بعمليات تفتيش خاصة بهم في الساحة، وساعدوا على إحباط المؤامرة. تم سجن أربعة رجال، من بينهم لويس بوسادا، المنفى الكوبي المخضرم وعميل وكالة المخابرات المركزية سابقا، نتيجة لذلك، ولكنهم حصلوا على عفو في وقت لاحق وتم الإفراج عنهم من السجن.
كما يبدو، فإن بوسادا هو أكثر المصممين الذين حاولوا وفشلوا في التخلص من الرئيس الكوبي. وهو حاليا في السجن في إل باسو، بتكساس، في حجز قانوني ضمن محاولات لتسليم المجرمين لفنزويلا وكوبا لمحاكمته بتهمة تفجير طائرة كوبية في عام 1976. قليل من المتابعين يمكن أن يتصوروا انه سوف يتم إرساله للمحاكمة في كوبا أو فنزويلا، وهو يبدو واثقا من أنه سوف يُسمح له باستئناف تقاعده في ولاية فلوريدا، وهي الولاية التي أصبحت موطنا لمن يفشلون في محاولات الإغتيال.

غيّروا حياة الرجل، فمن سمح لهم بذلك؟

لم تكن كل محاولات اغتيال كاسترو معقدة: كان كثير منها بسيطا وضمن جهود المافيا وأساليبها. في أحد المخططات حاول واحد من رفاق كاسترو اطلاق النار عليه وقتله في الشارع في وضح النهار بطريقة مطابقة لعمليات المافيا. أحد القناصين في جامعة هافانا تم القبض عليه من قبل رجال الأمن. ولكن الرماة والقناصين لم يكونوا أكثر نجاحا من المسمّمين وقاذفي القنابل.
رسميا،تخلت الولايات المتحدة عن محاولاتها لقتل عدوها اللدود، ولكن الأمن الكوبي لا يمكن أن يفوت أي فرصة. أي هدايا تُرسل إلى الزعيم المريض حاليا بعد عملية جراحية بسبب نزف معوي، يتم تدقيقها وفحصها بعناية، تماما كما كان عليه الحال عندما جري تصميم ذلك السيجار الانفجاري الشهير من قبل قسم الخدمات التقنية في وكالة الاستخبارات المركزية في بداية الستينات. (وهذا السيجار بالمناسبة لم يصل إليه، وكذلك السيجار الملوث بسمّ البوتولينوم، والذي صمم وفق العلامة التجارية التي يفضلها كاسترو. ترك كاسترو التدخين في عام 1985).
كل هذه المؤامرات غيّرت حتما من الطريقة التي عاش بها كاسترو حياته. بينما كان في السنوات الأولى في منصبه، كان في كثير من الأحيان يسير وحده في الشارع، ولكن هذه الممارسة تغيرت. ومنذ ذلك الحين بدأ باستخدام البديل. وعلى مدى عقود تنقل كاسترو بين حوالي 20 عنوانا مختلفا في كوبا ليجعل من الصعب على أي قتلة محترفين محتملين الوصول إليه.

نكتة للتفاؤل

وفي الوقت نفسه، أصبحت النكات حول صمود ولا تلفية كاسترو على ما يبدو شائعة في كوبا. واحدة من هذه النكات، طُرحت في مجلة نيويوركر، وتقول أن كاسترو حصل على هدية هي سلحفاة غالاباغوس الأكبر حجما في العالم. لكن كاسترو رفض استلامها حين علم أنها لا تعيش أكثر من 100 عام فقط، وقال: "هذه هي المشكلة مع الحيوانات الأليفة، أنت تتعلق بها ولكنها بعد ذلك تتركك وتموت في عمر 100 سنة".

ختام: باقٍ وأعمار الطغاة قصارُ؛ عاشت الثورة

طوال فترة حكم فيدل كاسترو رئيسا لكوبا ساعد في تحرير عدد من الدول الافريقية من القبضة المدمرة لتفوق البيض والاستعمار. أنغولا وناميبيا وغينيا بيساو، ليست سوى ثلاثة من أمثلة عديدة من الدول الأفريقية التي استفادت من كاسترو (وكوبا) الأممية. بينما كان فيدل كاسترو يلعب دورا فعالا في كسر نير الاستعمار، كانت الولايات المتحدة تدعم أنظمة البيض الوحشية في جميع أنحاء أفريقيا، بما في ذلك داخل جنوب أفريقيا.

وقد عملت الحكومة الأمريكية بصورة منافقة بارعة في العالم، حيث عملت من خلال وسائل إعلام الشركات على خداع العالم (وبما في ذلك شعبها) والتظاهر بأنها تناصر الحرية والديمقراطية. لكنها خلف الكواليس دعمت بشكل منهجي الدكتاتوريات الوحشية والأنظمة الاستعمارية. وللأسف، لم تتوقف هذه الممارسة.

ربما كانت أكبر مساهمة لكاسترو (وكوبا) هي الألوية الطبية الموجهة للمساعدة الأممية. تحت قيادة فيدل كاسترو، أرسلت كوبا عشرات الآلاف من الأطباء والممرضات في جميع أنحاء العالم، وذلك في محاولة للمساعدة في بناء البنية التحتية الطبية لهذه الدول. عملت هذه المبادرة الثورية على إنقاذ ما لا يحصى من الأرواح. وفي الوقت نفسه انتزعت الإمبريالية الأمريكية ما لا يعد ولا يُحصى من الأرواح.

بغض النظر عمّا تحاول الولايات المتحدة فعله من أجل اغتيال شخصية فيدل كاسترو، فإن التاريخ لا يمكن أن يمحى. التاريخ لا يمكن أن يتراجع! إرث القائد فيدل كاسترو لا يمكن محوه. سوف يبقى تاريخه الأممي والثوري بمثابة مصدر إلهام للأبد. وسوف تستمر هذه الحقيقة ليبقى شوكة في خاصرة الإمبرياليين الأمريكيين وأعوانهم المضللين. ومن المؤكد أن الأمريكيين سيكونون أفضل حالا إذا درسوا إنجازات الثورة الكوبية، ثم طلبوا من "حكومتهم" في الولايات المتحدة تنفيذ أشياء مثل الرعاية الصحية والتعليم المجاني الشامل. يحتاج الأمريكيون أيضا للمطالبة بأن تنهي "حكومتهم" حكمها العنيف كقوة إمبريالية. فالبشرية لكي تزدهر، يجب تفكيك آلة حرب الولايات المتحدة. انها حقا واحدة من أكبر الأخطار التي تهدد العالم والسلام الدائم.

دعونا نحيي دائما المساهمات العالمية للقائد العظيم فيدل كاسترو ولنجعل نكران ذاته وروحه الإنسانية بمثابة إلهام للحرية البطولية، والإنسانية، والعدالة، ومقاومة الظلم والاستبداد. ويجب أن نعلم دروس الثورة الكوبية هذه للشباب. هذا التاريخ يمكن (وسوف) يكون بمثابة مصدر إلهام لأجيال المستقبل في جميع أنحاء العالم.
عاشت الثورة.

مصادر هذه الحلقات

مصادر هذه السلسلة من الحلقات عن عمليات الإغتيال وأساليبها القذرة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية سوف تُذكر في ختام الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى