الجمعة ١٤ نيسان (أبريل) ٢٠١٧
افتتاح قناة السويس
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

أمام الملاحة بعد العدوان الثلاثي

يوم 26 يوليو عام 1956 وفي خطابة للاحتفال بذكرى ثورة يوليو أعلن جمال عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية قرار تأميم شركة قناة السويس لتؤول ملكيتها لأول مرة إلى مصر وذلك بعد أن سحبت الولايات المتحدة الأمريكية عرض تمويل السد العالي ثم تبعتها بريطانيا والبنك الدولي الأمر الذي الذى أدى للعدوان الثلاثي الذي قامت به فرنسا وبريطانيا وإسرائيل على مصر عام 1956 ولكنهم انسحبوا بعد ذلك نظرا لصمود مصر ويوم 9 أبريل عام 1957 تم افتتاح قناة السويس أمام الملاحة بعد العدوان الثلاثي.

وأذكر أن الفنانة فايدة كامل ذهبت إلى إحدى المكتبات الكائنة في ميدان سليمان باشا بالقاهرة ووقفت تقلب فى دواوين الشعر فوقعت عيناها على قصيدة فى ديوان زميلها فى كلية الحقوق الشاعر كمال عبد الحليم يقول مطلعها:

هذه أرضى أنا وأبى مات هنا
وأبى قال لنا مزقوا أعدائنا

ففرحت فرحا شديدا بهذا النشيد ولكن كيف تتصل بمؤلفه لإخراج هذا العمل إلى النور وفجأة وجدت الشاعر كمال عبد الحليم يمر من أمامها فى نفس المكان فأخذته مباشرة إلى مكتب محمد حسن الشجاعى رئيس الإذاعة وهما فى الطريق وعندما علم الشاعر كمال عبد الحليم بنيتها لغناء قصيدته أضاف:

دع سمائى فسمائى محرقة..
دع قناتى فمياهى مغرقة
واحذر الأرض فأرضى صاعقة

وعلى أثر ذلك اتصلا بزميلهما الموسيقار على إسماعيل الذى قابلهما فى الإذاعة وفى نفس الليلة انطلق هذا النشيد مدويا فى سماء مصر كلها وما كادت الإذاعة تردده حتى هب المواطنين للدفاع عن القناة بأرواحهم وقد أصابت الأغنية القوات المعتدية بالرعب حتى أن مسئولا بريطانيا صرح عبر إذاعة BBC العربية قائلا: لو استطعنا إرسال عشرين طائرة لإسكات هذا الصوت لما ترددنا فى إرسالها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى