الثلاثاء ٢ أيار (مايو) ٢٠١٧

لمن يُغرّد الغرباوى فى إصداره الجديد

تغريد شتا

(تبحث عن شيء..والحب أكبر من ذاك الشيء.. فإذا ما تَماس ووجودنا.. هرولنا لأشياء أخرى.. أغرتنا وأسكرتنا.. فترنّحنا.. وتوهّمنا أن الحُبَ لاشيء.. أو.. قل كل شيء.. إنه شيء ما يعنى.. ربما..

ربما يكون الحُبّ.. من يدرى..)

فى لوحة من (التجليّات الادبية ).. سطر بها الكاتب أحمد الغرباوى غلاف اصداره الأدبى الجديد (شيء ما يعنى.. ربما يكون الحب..؟) الذى تم عرضه فى معرض الكتاب الدولى هذا العام بمصر..

فتحت عنوان (شيء مايعنى.. ربما يكون الحب..!) يصدر الإبداع الأدبى الجديد للكاتب عن دار الأمل للنشر والتوزيع فى 176 من القطع المتوسط.. والذى يشارك فيه بمعرض الكتاب هذا العام..

ويحتوى الكتاب بين دفتيه على 40 لوحة إبداعية من فن النثر الأدبى.. يتجلّى فيه الكاتب على جدار الفن الأدبى الخالص.. وهو نوع من الأدب، الذى برع فيه الكاتب العربى العالمى الراحل جبران خليل جبران فى إبداعاته (النبى ) و (رمل وزبد ) و (المصطفى ) و (حدائق النبى ).. وغيرها من الإصدارات ذات النثر الوجدانى الراقى، إلهامات فكريّة تمرّ وتتمسّح بجدران الصدر، يلتحف بها القلب، ويغشاها رقّ حِسّ وصوفية روح..

وهذا النوع من الإبداع الفنى، يأخذ من الشعر جموح العاطفة والإحساس.. ويجنح بالخيال على مناطق الفكر.. ويسير فى دروب العقل بحكمة ومنطق الكاتب وحده.. وخبراته الحياتية المعاشة وعروجاته الثقافية..!

فهو يطرق أبواب العقل من خلال لغة مكثفة.. شاعريّة وخيالية.. بصورها المتعدّدة.. التى تشهدها العديد من لوحات الكتاب وتتجسّد فى (براءة هوى).. (العاشقان).. (الحُبّ هبة الربّ).. (أمير الحُبّ).. (شيطان الهجر).. (لا.. ليس أنت).. و(من العشق ما عمى).. وغيرها من الحَيْوات الفنية التى تحملنا رواحها ومجيئها بلاهوادة.. وتدقّ بعنف وقَسوة.. وأحيانا بخنجر، يتهادى خدراً فى قطعة جاتوه.. تنزف دمّا من صَبابة جَوى.. أو حاجة حٌبّ أو حرمان دفء وأمان..!

وتراها ترمينا على ضفاف جافة بلا مَىّ نهر.. ولاحتى قوارب فى انتظار زخّات مطر فى مواسم شتاء حُبّ..!

ويؤرجحنا الخيال.. يرفعنا بلارحمة لصراخ وتأوّهات قلب.. ولايلتفت لرعبه وتوجّسه وهو يغارق وهناً فى العشق.. !

فالكاتب لايعرف المناطق الرمادية.. لا وصفاً ولاحتى لغة وتعبيراً..!

تارة يلطم بقبلة من شدّة الحُبّ.. وتارة يدفن المحبوب فى حضنه موتاً.. خشية مجرد طرق الشعور لرغبته فى هجر..!

قمة التناهى تعبيراً من حرف الهوى.. ودقّة شدّ خصلات الكلمات.. تضفيراً للوحات عشقه..؟

لغة مكثفة.. يحتاج القارئ يعود إليها أكثر من مرّة.. فتطرق بمعاول هدم أفكاراً وسطى.. وتنحرف بالشعور شغفاً حتى الثمالة ولوماً وعتاباً وجرحاً وألماً فى مضمار العشق والهوى.. وتخدش الجسد بمسامير حادة أرقاً.. يصل لحدّ إيلام الروح يقظة.. وصحواً بعد طول نوم.. وربما حياة قبيل الموات..!

ويظل (الغرباوى) يبحث عن الحُبّ فى كتاباته.. يعزف خارج السرب وحده.. يتجاوز ابداعه أمكنة وأزمنة الشهرة.. ويمرّ على منتديات مصالح الإبداع والأدب دون أن يدرى عنوانها.. ومن يتسامر بداخلها..!

ربما يكتب للفن.. ويحياه.. ويترك للأدب ما يترك..؟

ربّما يحبّ لكى يكتب.. قد اعتاد الألم.. والفراق والهجر.. والنوم فى حضن (جدران غرفه المنقبضة).. وأسى غدر محبوب أحبه فى الله أبداً.. وعلى حافة الطريق ألقى قلبه.. تحت أقدام المارة، وجعاً دائماً أبداً..!

وبكل وحشية يدعونا لسرادق عزاء لروحه بعدما يرحل حبيبه وحبّه.. ولايترك له إلا ترهلات جسد.. ومواساة أطلال، يركن على حزن جدرانها معتكفاً..

ربما يوماً ما.. و..

وربما يكون فيه (شئ ما يعنى).. فيخلد لأجيال تأتى فتقرأ.. لكى تستمتع وتحسّ وتشعر..!

ويعتبرهذا الاصدار السابع للكاتب أحمد الغربـــــاوى بعد مجموعـــاته المسرحيــــة (المتحزّمون).. التى نشرت فى الثمانينات كوميديا سوداء.. وكباريه سياسى لواقع موجوع فى فقده..!

وتلاها بمجموعتيه المسرحية (السقوط إلى أعلى) و (سائق الموتى )، ثم يعود لدرب الراحل جبران خليل جبران.. يترنّح حرفاَ على مسك ابداعاته..

ويترنم نغماً على شجن القلب اليائس وجعاً.. ويصر على الإبحار، رغم تجفف المىّ وقذف الريح لكراث الثلج مِلحاً مرّاً.. ويعصف بنا بنصّ تيار حاد.. فى مجموعته النثرية (وجع العشق والبعاد)..

ويفجؤنا بلطمة أدبية جريئة.. بعيدة عن رقة قلمه.. فى صراحة غير معهودة لغموضه المتعارف عليه فى مجموعته القصصية (حب حتى أطراف الأصايع)، التى داسته عشقاً.. فلم ّنِدف قلبه.. ليشكّلها كلماً..

ويسوّد أسطر قصصه بأحمر دمّه.. تأوّهات ألماً على فشله وحزنه ويأسه..الخ

وتجدر الاشارة الى أن الغرباوى فى مشواره الأدبى حصل على العديد من الجوائزالثقافية والادبية أشهرها المراكز الاولى فى المسرح و القصة القصيرة من وزارة القوى العاملة والهجرة على مستوى شركات جمهورية مصر العربية خلال مدار سنوات إبداعه.. كما حصل على المركز التاسع فى المسرح من تليفزيون الشرق الاوسط بروما..

وسبق ونشر أعماله فى جريدة الجزيرة والمسائية ومجلات القافلة والدعوة السعودية.. بالاضافة الى الاعلام المصرى المطبوع والإلكترونى..

والمتتبع لأعمال الكاتب فلايزال يكتب لفئة خاصة.. يؤمن بأمل غد حضورها لخشبة مسرح إبداعه.. بعيداً عن تجارة الكلمة.. ومقاولة الفن.. وشللية مدمنى الشهرة.. وزخرفة أردية أنصاف الموهوبين.. فى دنيا عهر المداد والحبر..!

من يدرى..

ربما..؟

ربما يوما ما يحدث..؟

تغريد شتا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى