الثلاثاء ٢ أيار (مايو) ٢٠١٧
بقلم
شمسُ المَغاني نائِيَة
أرَقٌ... وجُرحُ الأمسياتِ يعودُناومرارُ قَهوَتِنا يُطاعِنُ غُربَةًمِن أينَ تُستَسقى الجَسارَةُ يا عُيونًاضاقَ عَنكِ الأفقُ، غيضَ الصّوتُ...باتَ الشّوقُ بابًا للتّأوُّهِ باحتِشام.أتُرى تَغَيَّرَتِ القَواعِدُ يا لَيالي؟أم تُرى تَعِبَت قلوبٌ من وَميضِ شُجونِها،وَغَدَت مَغانيها تَضيقُ بِلا اتِّزان.أينَ المَفَرُّ؟ وباشِقُ الأحلامِ يجتاحُ الصّحارى،ثمَّ يصرُخُ:جِئتُكُم مِن أرضِ قَومٍ ضَيَّعوا روحَ الرّسالَةِأيقَظوا الآبادَ نَفخًا بالرّماد.أرَقٌ... ويصطَخِبُ الهُدوءُ بِلَيلِناوالرّيحُ ما فَتِئَت تُشاكِسُنا،فما وَهَنَت، وأعيَت أن يُفارِقَها الجُنون.وَهَبَت أساطيرَ التّشَرُّدِ طَبعَها،وَمَضَت تُعيدُ مَلاحِمَ الأنواءِ في عُرفِ السُّدىعَصفًا.. وساءَ خَريفُ قومٍ مُنذَرين.تِشرينُ صَبرُ الرّاحِلينَ إلى مَجاهيلِ المَدىوالرّيحُ تَفتَعِلُ المَعاذيرَ انفِجارا..أبَدًا سَفَحتُ هَوايَ عِندَ جُنونِهاوالأفقُ يزدَحِمُ اصطِبارًا في رَبيعِ يَقينِناعَجَبًا يُغازِلُ بَسمَةَ الإشراقِ فوقَ رَمادِ أخلاقِ الحِصار.لا.. ما أضَعتُ الدّربَ!أحلامي التي رَبَّيتُها راحَت..وفَجري يَستَفيقُ على هُداي.سَخِرَ الرّدى مِن بَحرِ أوهامٍ يُحاصِرُني...مَضى عَبَقي إلى بَحرِ الوَقائِعِ، والشِّراعُ تَمَرَّدا.لا... ما أضَعتُ الحُبَّ!أشواقي التي عاقَرتُها لِتَظَلَّ بوصَلَةَ الرُّجوعِ إلى مَعادٍ...أغمَدَت سَيفَ التَّشَوُّقِ في كَياني..وارتَجَتني خُطوَةَ النّاجينَ مِن صَمتٍ تَحَطَّمَ كالوَثَنوغَدا الضِّيا قَبَسًا تَعَمَّدَ دمعَةًفَرَّت إلى شَمسِ الأغاني النّائِيَة.لا... ما أضَعتُ الشَّوقَ!عانَقتُ المَدى.أفُقي جُذوري..أمتَطي صَبرًا خُيولَ الوَقتِ تُدميني سَنابِكُها...ويَرتَشِفُ المِراسُ الصّعبُ منها نَزفَ شِرياني.لا ضوءَ يَجمَعُني بما يَحتاجُهُ نَبضيلكي أستَحضِرَ الأشواقَ بي.يَهذي أمامي كلُّ ما يَبدو أمامي.كَم كُنتُ في الماضي أؤَمِّلُ أن أكونَصَدى زَمانٍ؛ ليسَ يُشبِهُني، ولكن ليسَ يُنكِرُني،ولا يُلقي ظِلالي في فَراغٍ لَيسَ يَقرَبُهُ الهَديل.أوّاهُ يا زَمَنَ المَهاوي!كيفَ يَنتَصِرُ الرّبيعُ على ملامِحِهِ الأسيرَة؟