الجمعة ١٩ أيار (مايو) ٢٠١٧
بقلم نجاة الزباير

لاشيء يغري... يا أبي

لم تعد تلك الفراشات تطير من عيني الزرقاوين
لم أعد سمكة بزعانف قوس قزح
أسبح في بحر الحلم
لم أعد أغوي الحسون
كي يصدح بألحان تخيط تعاسة الكون
تحولت لقطرة ماء في عيون الحزانى.
رائحة الصمت تطبق على رئتي
أشهق همسا
صراخا
لاشيء غير غربة
تشد رؤاي نحو هاوية
تُنْبت فيها أنفاس الراحلين
زهرةَ نرجس
فيستعرُّ في خاصرتي بكاء خفي
لا يهادن أوصال الليل.. يا أبي
مثلَ شمس خريفية
أتمايل في كف التراب وجعا
وهذا الـ "نيرون"
أحرق قصائدي
وأتلف زيتونة نزارية
كنت أستريح تحت عبقها الغزلي
هو كابوس ينثر رماده في دمي
يتكئ على جسمي النحيل
إلى أين يسحبني ؟
ومقصلة الظلام تشنق ابتسامتي
على قبر براءتي.
في وريدي مزامير جيفارا
تطوف في عتماتي
أنا ..الظامىء للسِّلم
أحمل رذاذ الموت
متعبا من أسراره.
موسيقى الجاز فوق جرحي
(العالم المجنون
يسعى لإحراقي
وأنا الدمشقي الباقي
أفتح قميص النهار
كي تنمو الحدائق في عيون الشعر
وأنا باق ...باق
رغم كل اللعنات).
لا وصية لي يا أبي
سأنام طويلا فوق سرير الريح
فلا شيء يغري..يا أبي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى