الأربعاء ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠١٧
بقلم خلود فوراني سرية

أمسية ثقافية مع د. باسل غطاس

أقام نادي حيفا الثقافي يوم الخميس الموافق 2017/06/22 أمسية ثقافية مع النائب د. باسل غطاس وإشهار كتابه "بلا هوادة في واقع فلسطينيّي الداخل وفعلهم السياسي" وذلك بحضور جمهور غفير من المهتمين والمثقفين والأصدقاء من شتّى أرجاء البلاد.

افتتح الأمسية ورحب بالحضور رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة، هنأ المحتفلين بعيد الفطر السعيد وقدم بعدها شكره للمجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني، راعي أمسيات النادي الثقافية، ممثّلا برئيسه السيد يوسف خوري والسيد سامر بلان ثم استعرض أمسيات النادي المقبلة داعيا لحضورها وتطرق لظاهرة العنف المرفوضة ونبذها.

تولى عرافة الأمسية المحامي حسن عبادي فتمنى بدوره صومًا مقبولًا وذنبًا مغفورًا وعملًا مقبولًا للصائمين، وقال بأنه ليس مفهومًا ضمنًا إقامة أمسية ثقافيّة في شهر رمضان المبارك على منصة نادي حيفا الثقافي، ولكن حين أعلمنا د. باسل بفكرة إصدار الكتاب وتوقيته، حيث يتزامن مع تنفيذ الحكم الجائر ضده بالسجن، لم نتردّد بالموضوع ورُتّبت الأمسية، رغم الصعاب، احتفاء بإشهار "بلا هَوادَة في واقع فلسطينيّي الداخل وفعلهم السياسي".

افتتحت الأمسية الفنانة دلال أبو آمنه بأغنية بلادي من كلمات الشاعر الحيفاوي عصام العباسي وألحان الفنان حبيب شحادة حنا ورافقها بالعزف على العود الفنان حبيب.
خير مطلع للأمسية هو تحية الأديب، وكما وصفه العريف "عُمدة النادي"، الأستاذ حنا أبو حنا فألقى تحية شملت بعضًا من أشعاره.

كانت المداخلة الأولى للكاتب والباحث أنطوان شلحت، الذي عنون مداخلته : "شهادة حارّة لمثقف وقائد سياسي لا يهاب ولا يلين"، ووصف الكتاب بقراءة واقع الفلسطينيين في أراضي 48، على مراحله كافة، بدءًا بتشكّله بعد نكبة 1948، وصولا إلى آخر المستجدّات وإقامة القائمة المشتركة.

وقرأ أنطوان أبيات من قصيدة للشاعر ناظم حكمت الذي قال فيها "حين نلتفت لنلقي نظرة الوداع على المدينة، سنكون يا حبيبتي، جديرين بأن نقول: رغم أنك لم تجعلي وجهنا يضحك، فإننا بذلنا كل ما استطعنا بذله في سبيل جعلك سعيدة فرحة. مسيرتك نحو السعادة مستمرة، فالحياة مستمرة" واختتم مداخلته قائلًا : "سيذهب غطاس إلى ظلام السجن، لكنّ الشمس التي رنا هو وزملاؤه بأبصارهم نحوها ستظل ساطعة، ومسيرة الفلسطينيين نحو الشمس ستبقى مستمرة، فالحياة مستمرة".

تلته بروفيسور نادرة شلهوب- كيفوركيان، وتطرقت في مداخلتها القيّمة والشائقة إلى فكرة المشروع الجماعي وربطها ربطا جديًا بهموم المواطن اليومية، والمشروع الصهيوني وتأثيره علينا في سياسة التمزيق والتعرية الداخلية والتضييق على الفلسطيني من خلال العنصرية المؤسساتية وأدواتها، هيكلة البيروقراطيات والقوانين وتساءلت كيف نخاطب قضيتنا، قضية الإقصاء وقضية العنصرية؟ والسؤال الأساسي بين الذاتي والوطن، وإمكانية بناء ذاتنا كفلسطينيين وبناء الوطن رغم وجودنا في واقع من الاستلاب.

وتلاها مدرب التنمية البشرية، أشرف قرطام، وتحدث بدوره عن باسل الصديق والانسان وعلاقاته الشخصية مع الناس وتعامله معهم كبشر وليس مع أرقام وأضاف بأن باسل ترك بصمات في كل مراحل مسيرته وخاصة طرح قضايا الأسرى السياسيين، وأضاف :"لو أي إنسان في وقت الأبرتهايد في جنوب أفريقيا حاول أن يساعد نلسون مانديلا وهو في السجن لوصفناه بالبطل، وبالنسبة له القضية السياسية وقضية الأسير وليد دقة لا تقل أهمية ولا تقل إنسانية عن هذا الحدث"

وكانت الكلمة الأخيرة للمحتفى به ، وشكر بدوره القيّمين على النادي والحضور
وقال "إنه ليس في كل مرحلة في حياتنا نقيم وزنًا لحساب الربح والخسارة، ولحساب الجدوى، لو كانت حركات التحرر الوطني وأبطال التحرر على مدى التاريخ أخذوا قراراتهم في حياتهم بناءً على الجدوى لما كنا سمعنا عنهم، ولما كانوا دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، ولكان كل شهيد قدّم روحه التي هي أعز ما يملك الإنسان في سبيل وطنه أو في سبيل شعبه، لكان كل شهيد عمليًا خاسرا".

اختتم الأمسية عريفها المحامي حسن عبادي قائلاً : فعلًا يا باسل – ليست كل خسارة... خسارة، وأضاف : " أهدى باسل كتابَه لأسرى الحريّة، وها نحن نبعث من حيفا وكرملها تحية خالصة وخاصة لجميع أسرى وأسيرات الحرية في السجون آملين لهم إفراجًا قريبًا ونحيّي الجميع بعيد الفطر السعيد وكل عام وأنتم بخير"

وبتوقيع الكاتب على كتابه وبالصور الجماعية وبأجواء واعدة كان ختام هذه الأمسية.

على أن تجمعنا أمسيات ثقافية أخرى ولقاؤنا الخميس القادم 29.06.2017 مع المربي الدكتور حاتم عيد خوري وإشهار كتابه "ماسيّات".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى