الأربعاء ٥ تموز (يوليو) ٢٠١٧
بقلم
الرّيحُ تَبحَثُ عَن عُنوانِها
حاملا صمتي.. جئت مقهى احتمالاتكم...أبحث في الزّوايا المنحنيةِ عن دخانٍ لنار قد تكونوقد لفظني ماضيَّ الذي جعلتموه يحتضر..ورحتم لعفونةِ الألوان في تراكمات المراياها إنّ الظهيرة تتثاءب على أبوابكم...فكيف كان يا سادتي نومكم؟والليالي تدفع غموضها إلى مساحات دخانكمحيث تَحتَجِبُ قدرةُ الصّمتِ على اقترافِ عفويته..لتصبح مدينتي زوايا تغوص بألوانها...وخطوتي تتنفس غيبوبتي في مساحاتها..لتهاجمني المساءات المتثاقلةأنا المسكون بتنهيدات غرناطة..أحس حياتي موجةً تحنو على رملي..وحلمي خطوة شتّتَها الريحومدينتي جهةً جَهِلت أنفاسَنا المُتَصدّعةولليل مخالب...يا ربيع الموت كن لي رئتَيحتى لا يشيخَ الموت دوني..ويتركَ لي وحدي ارتقابه...تَدمُرُ تتمدّدُ عاريةً في شَفَقِ الصّحراءوللغروب تمنح صامتةً أنفاس الموتىتنسانا فيها أعمارنا الغابرة..من مثلنا يتقن غرس الجراح فوق السّطوح؟ونحن نمنح أعمارنا موتها لتختارَنا الطُّمَأنينةنصرخ بالمدافن: اعشوشبي... نُهديك حالاتنا!فالزّمن المرهَقُ يستثير سُباتَنالنصحو من طفولة كم رسمنا على رمالها قصورَنا الطّاهرةوما أفلحت حشودُنا من الرّيح والمفاجآت أن توقظ الصّحراء...استوطن العابرون أحلامناحطّمنا كلَّ التّماثيلِ ليغدو غبار الوجع تمثالا لناوشمس كندة طفولة عاجزة..الملك الضّليل..جعلها عشقه العبثي... ليغني لها..ليصبح قربانها...يتركها بالتياعها، تسقط من عليائها، تبحث عن ملوك..والليل يمنحها تماثيل من سافروا لعيونهاثم انتهوا لمداخل الريح الغريبةغرقوا...وللغرقى مفاتيح العدم!هي الآن أكثر صمتا من ظلامٍ يغطّي الفجيعةكم راودتها الرّيح عن عنوانها..ولكم منحها الطّقس العابرُ وعده الغامض...مضى وهو يسألها:على أي جنبٍ تُرى يضطجِعُ الغروب؟!وبأي لونٍ يرسم الموتُ عيونَ العاشقين..سكتت طواحينُ الكلام الآن فارتقبوا هبوبَ العاصفة...حاملا صمتي أجيء إلى لياليكموصدرُ الليل للملتاعِ طعمُ المقصلة...كم شهقةً أحتاج كي أستردَّ صُوَري التي شتّتَها الرّيح؟كم طعنةً يحتاج صدري كي يصابَ بقشعريرة؟أيها الكنعانيُّ الذي كان قبل الليل وبعد الويل...لأنك كنت ولم يكونوا...أتدري في فضاء حلمك زرعوا كم لغمًا... أقّتوا كم قنبلة؟وأنت توغِلُ في زمن التّصحّرتهدي جنون الريح لغةَ خريفك الثّكلىصَفَرَت بكل جهات الأرض سيرة من كانوا عظماء...فلم تفلح في منح شعوبِكَ المهزومةِ مثقالَ غنيمة...أو نجاةً من جريمة...أيها الكنعانيُّ الذي ما عاد يذكُرُه الصّدى...إلى متى ترسِلُكَ النّكَبات لتبحثَ عن حكاياتِكَ الضّائعة