الجمعة ٧ تموز (يوليو) ٢٠١٧
بقلم عمرو صابح

قراءة فى مذكرات محمد نجيب

اللواء محمد نجيب هو أول رئيس لمصر يتم تعيينه من قبل مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952 عقب إلغاء النظام الملكى، وإعلان الجمهورية فى 18 يونيو 1953، واللواء محمد نجيب هو الرجل الذى تصدر قيادة الثورة منذ يومها الأول، وصدرت قرارات الثورة منذ 23 يوليو 1952 حتى نهاية أزمة مارس 1954 بإسمه، ولكن رغم هذا الدور الذى لعبه محمد نجيب فى الثورة، إلا انه إنهال على الثورة والضباط الأحرار بأقذع الاتهامات وأحط الشتائم، كما تبرأ من الثورة وكل سياساتها، وهاجم جمال عبد الناصر بضراوة ونعته بأقذر الصفات، خاصة فى كتابه "كنت رئيساً لمصر"الصادر فى عام 1984.

منذ صدور كتاب "كنت رئيساً لمصر"، تحول الكتاب للمرجع الرئيسى لكل خصوم ثورة 23 يوليو من الليبراليين و الإخوان و ثكالى وأرامل الملك فاروق، فالكتاب يضم بين دفتيه نقد بالغ الحدة وشديد العصبية ضد ثورة 23 يوليو من رجل تزعمها فى بدايتها، وكان واجهة لحكم الضباط.

المدهش ان كتاب "كنت رئيساً لمصر"، ليس أول كتاب يحتوى على مذكرات الرئيس محمد نجيب، بل هو الكتاب الذى يحتوى على النسخة الثالثة من مذكرات الرئيس محمد نجيب.

النسخة الأولى من مذكرات الرئيس محمد نجيب، صدرت فى عام 1955 بعنوان "مصير مصر"، وتم نشر الكتاب ببريطانيا والولايات المتحدة، وتمت ترجمته للعربية فى نفس العام، ولكن النظام الناصري منع نشره فى مصر، ثم جرت ترجمته وأعيد نشره فى مصر فى ثمانينيات القرن الماضي.

اللافت للنظر ان الرئيس محمد نجيب أهدى الطبعة الأولى من هذا الكتاب لرئيس الوزراء العراقى "نورى السعيد"، والذى كان من أكبر الموالين لبريطانيا فى العالم العربى، ومن أشد المعادين لجمال عبد الناصر وثورة 23 يوليو، وكان يصف مذهبه السياسي بقوله:
(أنا هاشمى الولاء.. إنجليزى السياسة).

وفى عام 1975 أصدر الرئيس محمد نجيب النسخة الثانية من مذكراته بعنوان
"كلمتى للتاريخ".

وفى عام 1984 صدر كتاب "كنت رئيساً لمصر"، الذى احتوى على أخر تنقيح لمذكرات محمد نجيب.

من سيطالع النسخ الثلاثة من مذكرات الرئيس نجيب، سوف يفاجئ باختلافات واضحة وفادحة فى روايات و أراء نجيب، خاصة بين النسخة الأولى من مذكراته "مصير مصر"، والنسخة الأخيرة "كنت رئيساً لمصر".

سوف أعرض عبر السطور التالية بعض الأمثلة على تناقضات محمد نجيب:

 الواقعة الأولى خاصة برأى نجيب فى جمال عبد الناصر.

"ذات يوم أحضر عامر أحد أصدقائه معه صاغاً شاباً تذكرت أنى قابلته فى الفالوجة فى فلسطين وأعجبت بشجاعته فى القتال، واسمه جمال عبد الناصر، كان قد أصيب خلال المعارك، وكاد يموت وبمجرد تعافيه رفض أن يعود للقاهرة، وصمم على العودة لميدان القتال".

ص 21 من كتاب "مصير مصر "مذكرات اللواء محمد نجيب.

"خلال شهور الحرب لم يلفت جمال عبد الناصر انتباهى، لكنى أتذكر أنه كان يحب الظهور، ويحب ان يضع نفسه فى الصفوف الأولى والدليل على ذلك ما حدث فى الفالوجا.

كنا نلتقط صورة تذكارية ففوجئت بضابط صغير يحاول أن يقف فى الصف الأول مع القواد، وكان هذا الضابط جمال عبد الناصر ولكنى نهرته وطلبت منه العودة لمكانه الطبيعى فى الخلف، وعرفت عنه بعد ذلك أنه لم يحارب فى عراق المنشية كما أدعى ولكنه ظل طوال المعركة فى خندقه لا يتحرك ".

ص81 من كتاب "كنت رئيسا لمصر"مذكرات اللواء محمد نجيب.

الواقعة الثانية خاصة برأى محمد نجيب فى قانون الإصلاح الزراعى.

"وهل هناك من وسيلة أفضل لرفع معنويات الفلاح وبالتالى ملكاته من تمكينه من حيازة قطعة أرض، ان الفلاح الذى لا يملك أرضا لا يعدو أن يكون انسانا محطما، أما الفلاح مالك الأرض فهو رجل حى لا يتردد فى الدفاع عن أرضه ولو جاد بالحياة. والفرق بين الفلاح مالك الأرض والفلاح المعدم هو الفرق بين الإنسان والحيوان الذى يمشي على قدمين. ولا بد لنهضة مصر من رجال. لذا كان قانون الاصلاح الزراعى وسيلتنا لتحويل الفلاح المصري لرجل قادر على بناء وتنمية وطنه. لذا تخلصت من وزارة على ماهر لأصدر القانون الذى غير مسار حياة الفلاح المصري للأفضل".

ص 97 من كتاب "مصير مصر "مذكرات اللواء محمد نجيب.

"صدر قانون الاصلاح الزراعى رغم معارضتى، ونزولا على رأى الأغلبية. فقد كنت مع الضرائب التصاعدية. وكنت أرى اننا سنعلم الفلاح الذى حصل على الأرض بلا مجهود أو تعب، الكسل والنوم فى العسل.. وكنت أرى ان تطبيق القانون سيفرض علينا إنشاء وزارة جديدة لمباشرة تنفيذه "وزارة الاصلاح الزراعى "وهذا سيكلفنا أعباء مالية وإدارية لا مبرر لتحملها. وكان من رأيي ان وجود الملاك الجدد بجانب الملاك الأصليين سيثير الكثير من المتاعب والصراعات الطبقية.

ص 159 من كتاب "كنت رئيساً لمصر "مذكرات اللواء محمد نجيب.

الواقعة الثالثة خاصة برأى الرئيس محمد نجيب فى جماعة الإخوان المسلمين.

"فى 12 فبراير 1954، أثناء الاحتفال بالذكرى الأولى لإمضاء اتفاقية السودان، هاجمت مجموعة من الإخوان المسلمين شباب هيئة التحرير فى جامعة القاهرة. وأشعل الإخوان النار فى مكبرات الصوت وعربات البوليس، وأصابوا اثنا عشر طالبا بجراح، لم تكن تلك الحادثة الأولى من نوعها، وقد حذرنا البوليس بأنها لن تكون الأخيرة، لهذا قررت حل جماعة الإخوان المسلمين، وأغلقت أماكن اجتماعاتها، وأمرت بالقبض على كثير من قادة الجماعة، وكان بينهم "مرشدهم العام "حسن الهضيبي، وصالح عشماوى محرر (الدعوة)، وهى الصحيفة الرسمية الأسبوعية الناطقة بلسانهم".

ص122 من كتاب "مصير مصر "مذكرات محمد نجيب.

"لم أكن موافقا على حل الإخوان.

ولم أكن موافقاً على البيان - الخاص بأسباب حلهم..

وأحسست أن موقفى أصبح فى غاية الحرج.. هل أنا موافق على كل هذا؟

هل أنا رافضه وغير مقتنع به؟.. أين أنا من كل هذا بالضبط؟

ولم أجد مفرا من أن أقدم استقالتى!".

ص 220 من كتاب "كنت رئيسا لمصر "مذكرات محمد نجيب.

أكتفى بهذه الأمثلة للدلالة على شخصية الراوى، وما يحكيه من قصص تتغير بمرور الزمن بل وتتناقض أيضاً، حتى يظن القارئ ان هناك نجيبان وليس نجيب واحد.

الحقيقة ان تغيير الرئيس محمد نجيب لرواياته وأراءه لم يقتصر على ذلك، بل رصد الكاتب والمؤرخ "صلاح عيسى" فى كتابه "مثقفون وعسكر "فى فصل"حرب المذكرات السياسية فى الفكر العربى"، اختلافات فى الطبعة المصرية لمذكرات نجيب التى صدرت بعنوان "كلمتى للتاريخ" عن الطبعة اللبنانية لنفس الكتاب، شملت فقرات محذوفة، وأخرى أعيد صياغتها، وقام الأستاذ صلاح عيسى برصد تلك الاختلافات، وختم كلامه عن كتاب "كلمتى للتاريخ "بأنه جعل من الخونة أبطالاً ومن الأبطال خونة.

نصل الأن إلى التنقيح الأخير لمذكرات الرئيس محمد نجيب، كتاب "كنت رئيساً لمصر"، الذى يمثل أيقونة لكل خصوم ثورة 23 يوليو، فهوالكتاب المقدس لدى الليبراليين، والإخوان المسلمين،وثكالى وأرامل الملك فاروق الأول والأخير بإذن الله.

على إمتداد صفحات الكتاب الضخم 420 صفحة، يؤكد الرئيس محمد نجيب أنه كان مجرد واجهة للثورة، وليس صاحب قرار فى أى شئ، فهو ضد خروج يوسف صديق وعبد المنعم أمين من مجلس قيادة الثورة، وضد إعدام العاملين خميس والبقرى، وضد قانون الإصلاح الزراعى، وضد قرار إلغاء الدستور، وضد قرار حل الأحزاب، وضد تعيين عبد الحكيم عامر قائداً للجيش، وضد إعلان الجمهورية فى هذا التوقيت، وضد تعيينه رئيساً للجمهورية بدون استفتاء، وضد حل جماعة الإخوان المسلمين!!

كل تلك القرارات صدرت خلال رئاسة محمد نجيب وعليها توقيعه، ولكنه فى التنقيح الأخير لمذكراته يؤكد رفضه لها رغم توقيعه عليها!!!

بنص تلك الشهادة للرئيس محمد نجيب يكون هو من وصف نفسه بكونه مجرد بصمجى، بلا شخصية، يقبل صدور القرارات بإسمه رغم رفضه لها، وهؤ بذلك يؤكد وجهة النظر التى تراه مجرد واجهة للثورة.

رغم تلك الاعترافات للرئيس محمد نجيب، إلا أنه يصر على كونه قائد الثورة وسبب نجاحها، بل ان عنوان التنقيح الأخير لمذكراته نفسها، يوحى بأنه لا يصدق أنه كان رئيساً لمصر فى يوم ما.
على إمتداد صفحات كتاب "كنت رئيساً لمصر"، يبدو الرئيس نجيب شديد التعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين، ومدافعاً عن كل تصرفاتها، بل يصف محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى المنشية فى أكتوبر 1954 بالتمثيلية المرتبة مسبقاً بمعرفة عبد الناصر وأجهزته الأمنية.
خلال التحقيقات مع قادة جماعة الإخوان المسلمين بعد محاولة اغتيال عبد الناصر عام 1954، اعترف كل قادة الجماعة بما فيهم قادة التنظيم الخاص المسلح للجماعة بالتنسيق مع الرئيس محمد نجيب منذ أبريل 1954 من أجل اغتيال جمال عبد الناصر، وكان دور الرئيس نجيب بعد اغتيال عبد الناصر يتمثل فى سيطرته على الجيش بعد قتل عبد الناصر، وعودته لتسلم مقاليد السلطة الحقيقية.

ولكن يبدو ان علاقة الرئيس نجيب بجماعة الإخوان المسلمين، كانت أعمق من ذلك، وترجع لزمن بعيد، فقد كشفت الكاتبة الصحفية "إيناس مرشد" فى عدد مجلة الإذاعة والتليفزيون، الصادر فى 18 مارس 2017، عن خفايا علاقة الرئيس "محمد نجيب" بجماعة الإخوان المسلمين، عبر نشر 3 خطابات بخط يد "محمد نجيب" يتم نشرها للمرة الأولى.

كتب محمد نجيب فى خطاباته الثلاثة شهادته عن كونه واحد من مؤسسى جماعة الإخوان، ومن المشاركين فى إختيار شارتها وشعارها، ومن المعجبين بإقرارها نظام الشورى بين أعضاءها، ومن الساعين لنقل مقرها من الإسماعيلية إلى القاهرة لتكون فى قلب الأحداث من أجل تحقيق الهدف الأكبر بإقامة دولة الخلافة.

جاءت تلك الشهادة الخطيرة فى 3 خطابات أرسلها محمد نجيب لصديقه "محمد أبو خليل "وكيل وزارة المعارف العمومية بالشرقية، وعضو جماعة الإخوان المسلمين عن وقائع 3 اجتماعات حضرها محمد نجيب للتنظيم الإخوانى فى بداية تأسيسه، وبتواجد قادة التنظيم وعلى رأسهم مؤسس جماعة الإخوان "حسن البنا".

الخطاب الأول بتاريخ 15 ديسمبر 1928 وفيه يعبر محمد نجيب عن سعادته لرؤية صديقه محمد أبو خليل فى اجتماع التنظيم الإخوانى.

الخطاب الثانى بتاريخ 1 يناير 1929، وقد غاب عنه محمد أبو خليل، وفيه يروى نجيب لصديقه ما دار فى الاجتماع من مناقشات لإختيار شعار وشارة جماعة الإخوان، والنقاش حول إقرار مبدأ الشورى داخل الجماعة.

الخطاب الثالث بتاريخ 30 يناير 1929، ولم يحضره محمد أبو خليل، وفيه يحكى له محمد نجيب تفاصيل ما دار عن سعى قادة التنظيم الإخوانى لنقل مقرهم للقاهرة من أجل تحقيق هدف الجماعة فى إقامة الخلافة فى مصر، وأن يكون الملك فؤاد هو خليفة المسلمين!!!.
يفتح هذا السبق الصحفى ملف محمد نجيب مجدداً، فالرجل الذى اختاره الضباط الأحرار كواجهة لثورتهم، والذى انقلب عليهم فيما بعد، وخاض ضدهم صراعاً مريراً على السلطة، متحالفاً خلاله مع الوفديين والإخوان والشيوعيين، وانتهى به الحال مهزوماً ثم محدد الإقامة فى قصر زينب الوكيل بالمرج، كان من مؤسسى جماعة الإخوان المسلمين،ولعل هذا يفسر سر نقمته على ثورة 23 يوليو، وسعيه لتشويهها فى مذكراته.

يرى البعض ان المعاملة القاسية للرئيس محمد نجيب عقب اعفاءه من منصبه فى 14 نوفمبر 1954، و تحديد إقامته فى قصر زينب الوكيل بالمرج، كانت هى سبب نقمته البالغة على ثورة 23 يوليو، ولكن اللواء حسن طلعت مدير المباحث العامة الأسبق، يقدم رؤية أخرى لحقيقة علاقة محمد نجيب بجمال عبد الناصر خلال سنوات إقامته بقصر زينب الوكيل بالمرج.

يقول اللواء حسن طلعت فى حوار صحفى مع الكاتب عبد الله إمام، انه كان مشرفاً بنفسه على تلبية كل طلبات الرئيس محمد نجيب خلال إقامته بقصر زينب الوكيل بالمرج، وان الرئيس نجيب طلب أكثر من مرة أن يتم تسديد ديونه، وزيادة معاشه الشهرى، وتغيير سيارته، وقد وافق الرئيس عبد الناصر على تنفيذ كل طلباته.

وبخصوص قصر زينب الوكيل، يؤكد اللواء حسن طلعت ان القصر كان مؤثث بأثاث فاخر، ويحتوى على حديقة كبيرة، وظل محتفظاً بحالته الجيدة حتى وفاة زوجة الرئيس محمد نجيب فى ديسمبر 1970، أى بعد وفاة الرئيس عبد الناصر بثلاثة شهور.

دخل الرئيس نجيب عقب وفاة زوجته فى نوبة اكتئاب، وأدمن احتساء الخمور، وأهمل رعاية حديقة القصر، وملأ القصر بالقطط والكلاب، كما بدد أثاثه الفاخر.

تلك هى شهادة اللواء حسن طلعت عن علاقة نجيب بالرئيس عبد الناصر فى الفترة من 1954 حتى 1970.

وهى شهادة أكدها محمد رياض أحد الضباط الأحرار المقربين من الرئيس محمد نجيب، والذى عمل كسكرتير لنجيب أثناء توليه رئاسة الجمهورية.

يبدو الرئيس محمد نجيب فى كتابه "كنت رئيساً لمصر"، متألماً من الطريقة القاسية التى جرى التعامل بها معه خلال العدوان الثلاثى عام 1956، ويؤكد انه كان يريد العودة للجيش خلال العدوان كمقاتل ضد الغزاة!!، ولكن جمال عبد الناصر عامله بقسوة وأهانه عبر رجاله، وقام بنقله للصعيد طوال فترة الحرب.

فى ذكرى مرور مائتى عام على الحملة الفرنسية على مصر، كلفت الحكومة الفرنسية الكاتب والمؤرخ الفرنسى "روبير سوليه "بتأليف كتاب عن العلاقات المصرية الفرنسية خلال الفترة ما بين القرنين السادس عشر والعشرين، وقد صدر الكتاب بعنوان "مصر: ولع فرنسى".

فى عام 1999 ترجم الأستاذ لطيف فرج الكتاب للغة العربية، وصدر الكتاب ضمن سلسلة كتب مهرجان القراءة للجميع، فى صفحة 312 من الطبعة العربية، يروى الكاتب تفاصيل مفاوضات الحكومة الفرنسية مع الرئيس محمد نجيب عبر ضابط مخابرات فرنسي اسمه "جاك بييت "حضر لمصر سراً،عقب تأميم الرئيس عبد الناصر لشركة قناة السويس، موفداً من رئيس الوزراء الفرنسي "جى موليه" للتفاوض مع محمد نجيب على الحلول محل جمال عبد الناصر، وتشكيل حكومة وحدة وطنية لا تعادى الغرب، وتهيئ الرأى العام لإجراء مفاوضات للسلام مع الإسرائيليين، وحسب شهادة جاك بييت، وافق نجيب على تلك المقترحات، ولكنه اشترط موافقة البريطانيين أيضاً على توليه الحكم بعد الإطاحة بجمال عبد الناصر.

أعتقد أنه أصبح مفهوماً الأن لماذا جرى التعامل مع محمد نجيب بقسوة عقب بدء العدوان الثلاثى على مصر.

لم يكن الرئيس محمد نجيب بريئاً، بل دخل فى خصومه مع معظم رفاقه من قادة الثورة، وقد أجمع هؤلاء فى مذكراتهم وشهاداتهم للتاريخ على محدودية دوره فى الثورة، وسعيه للإستحواذ على السلطة منفرداً، ورغبته فى تصفية الثورة، وتحالفه مع كل خصوم الثورة.

الشهادات التى عرضتها خلال السطور السابقة، تلقى بظلال قاتمة على مصداقية الرئيس محمد نجيب، وتكشف حقيقة انتماءاته، وطبيعة علاقاته بالإخوان وغيرهم، لذلك تظل شهادته مجروحة وموتورة، ولا يمكن الأخذ بها إلا من أصحاب الغرض وأهل المرض من الكارهين للرئيس جمال عبد الناصر وفكره وثورته.


مشاركة منتدى

  • طب ده تناقض فى مذكرات فى فترتين مختلفتين.
    مابالك بالتناقض فى نفس المذكرات فى صفحتين ورا بعض؟؟!!

    تناقض محمد نجيب فى مذكراته " كنت رئيسا لمصر" ص268، 269 فى وصفه لحادثة المنشية:

    "وأصيب ميرغني حمزة (وزير سوداني) وأحمد بدر المحامي .."

    "واتضح فيما بعد ان الحائط المواجه لإطلاق النار لم يكن به أي أثر للرصاص مما يثبت ان المسدس كان محشوا برصاص ((فشنك))"

    وبين الفقرتين يقول نجيب: "وكانت هذة المسرحية المدبرة، محاولة لتحويل عبد الناصر الى بطل شعبي ومحاولة لينسى الناس عوار اتفاقية الجلاء، ثم هي فرصة ليتخلص عبد الناصر من القوة الوحيدة الباقية وهي الاخوان"


    يريد محمد نجيب وصف الحادثة بأنها تمثيلية فيقول بأن الرصاص كان فشنك.. وقبل كدة قال إصيب الميرغنى حمزة وأحمد بدر... لما هو فشنك؟؟ أصيبوا إزاى؟؟؟

  • جهد مشكور من الأستاذ الفاضل @عمرو صابح.. لمحاولته الجريئة بالسباحة ضد التيار لإظهار الحقائق وكشف الزيف المنتشر فى وسائل التواصل الإجتماعى ، للدرجة التى صارت فيها الروايات المفبركة والإدعاءات الكاذبة هى المرجعية الوحيدة للأجيال الشابة عند محاولتها التعرف على تاريخ الوطن .. وهنا تطال المسئولية جميع الكتاب والمثقفين لتقاعسهم عن إستخدام وسائل التواصل الإجتماعى بالشكل المطلوب.. وتركهم الساحة للجان الإلكترونية الموجهة الفكر لتصول وتجول منفردة مما يشكل خطرا على مستقبل هذه الأمة.
    والشكر موصول للسيد @ أشرف السيد الشربينى.. لإضافاته المفيدة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى