الخميس ١٣ تموز (يوليو) ٢٠١٧
عودةُ الرّوح
عزالدين أبو ميزر
عَجَباً بالسّلاحِ نقتلُ بعضاًلِفراقٍ ما بعدهُ من تلاقيبِعُيونٍ حمراء تقدحُ ناراًووُجوهٍ مثلَ النّعالِ صِفاقِوقلوبٍ من الحجارةِ أقسىونفوسٍ مملوؤةٍ بالنّفاقِتتنزّىَ نذالةً وفجوراًوتراها كالقيحِ في الأحداقِأين منّا أُخوّةً ندّعيهاأم هوَ الحقدُ خلفَ تلكَ المآقيوَمَبَادي يُقالُ قد أخرجتنامن ضلالٍ وفُرقةٍ وآنْشِقاقِأم تُرانا نعيشُ كِذْبةَ عُمْرٍوجميعُ التّاريخِ مَحْضُ آختلاقِوبأنّا في الجاهليّةِ نَحْيَاما خرجنا من رِبقها والوثاقِومفاهيمُ الصّحراءِ تحكمُ فينامن غِلاظِ الأعناقِ والأشداقِما تناهَوْا عن مُنكرٍ فَعَلوهُبِئْسَ ما يحملونَ من أخلاقِمزّقوا لُحمةَ العراقِ آنْتقاماًفإذا بالعراقِ شِلْوَ عراقِرِحْلَةُ الصّيفِ والشّتاءِأعادتقاذفاتٍ للموتِ والإحراقِتتلوّى صنعاءُ من ألَمِ الجوعِفتبكي دمشقُ مُرَّ الفِراقِأنعمَ اللهُ من عَطاهُ عليهموحباهم كَرائمَ الأرزاقِوغِنىً أبهر العقولَ مَداهُوتعدّى مداهُ كُلَّ نِطاقِلو رآهم قارونُ يوماً لَأغضىوتشكّى من شِدّةِ الإملاقِبِأْسُهم بينَهم شديدٌ نَراهُهُوَ أمضى من السّيوفِ الرِّقاقِوأمامَ العِدا تراهم خِرافاًونِعاجاً ذليلةَ الأعناقِيَتَرَجّوْنَ وُدّهم ورِضاهُمليسَ إلّاهُمُو لهم من واقيويخافونَ صيحةً إنْ أتَتْهُموأَصَمَّتْ فما لها من فَواقِوتراهم يمشونَ والخوفُ فِيهمبالتَّلابيبِ آخِذٌ والخِناقِما سوى الموتِ إن ارادوا خلاصاًوعليهم صعبٌ وَمُرُّ المذاقِزُعَمَاءٌ هُمْ أمْ دُمَىَ شَطَرَنْجٍتَنْتَقِيها أصابِعُ الحُذّاقِهَا قِناعُ الخِداعِ أُسْقِطَ عنهملم تَعُدْ حاجةٌ لِرُقْيَةِ راقيوإذا الحقُّ للعُيونِ تَبَدّىَوتجَلّىَ بِوجهِهِ البَرّاقِفَهْوَ بُشرى الْأيّامِ تحملُ فيهاعَوْدَةَ الرُّوحِ بعدَ طولِ اخْتِناقِوسيعلو النِّداءُ بعدَ خُفوتٍما تَعَدّىَ قَبْلاَ عظامَ التّراقيوأرى ساعةَ الخلاصِ تَدانتوأرى الفجرَ مُؤْذِناً بأنْبِثاقِ
عزالدين أبو ميزر