الخميس ١٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٧
ندعو إلى تحرك عربي وإسلامي ودولي

لوقف تسريب الأملاك والأوقاف المسيحية

يواصل الاحتلال الإسرائيليّ تنفيذ مخططاته الرامية إلى تهويد كامل مدينة القدس المحتلة، وتهجير سكانها، وتدمير الإرث التاريخي الحضاري العربي الذي ميّز المدينة طيلة قرون من الزمن، ومن ضمنها استهداف الوجود المسيحي الأصيل في مدينة القدس، حيث يعاني المسيحيون في القدس المحتلة من سياسة الاحتلال العنصرية التي تستهدفهم بصورة غير مسبوقة 1948، ما يهدد هوية المدينة التي تمتاز بتنوع مسيحي إسلامي مترابط تتجاور فيه كنيسة القيامة مع المسجد الأقصى المبارك.

وسعى الاحتلال الإسرائيلي خلال عقود إلى السيطرة على العقارات العربية المسيحية في مدينة القدس المحتلة بأساليب متنوعة ومتعدّدة بما يخدم أجندته السياسية الرامية إلى تفريغ المدينة من الوجود العربي، عبر صفقات متتالية ينتزعها الاحتلال من أملاك وأوقاف الكنيسة الأرثوذكسية بتنسيق مع شخصيات غير عربية، كما حصل في الصفقة الأخيرة التي أعلن عنها في 27/6/2017 وتم خلالها ببيع أراض تابعة للكنيسة الأرثوذكسية في الشطر الشرقي من القدس بمساحة تقدر بنحو 500 دونمًا للاحتلال الإسرائيلي.

إن التسريب المستمر للعقارات المسيحية في القدس المحتلة يتطلب جهودًا مشتركة لحماية هوية المدينة العربية التاريخية ومنع المزيد من التسريبات للأراضي الوقفية، ومن هنا وانسجامًا مع رسالة مؤسسة القدس الدولية بحماية وجه المدينة الحضارية، فأننا نؤكد الآتي:

1. إنّ الأملاك والأوقاف المسيحية في القدس هي جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين، وهي حقّ عربيّ ينبغي المحافظة عليه، فهذه الأرض ملك لأصحابها العرب ولا يحق وهي حق فردي وجماعي مرتبط بهوية وحضارة المدينة ولا يحق لأي شخصية كانت التفريط بهذه المقدسات أو بيعها أو تسريبها للاحتلال الإسرائيلي، ونطالب البطريركية الأرثوذكسية في القدس بالعمل الفوري على إبطال صفقة الـ 500 دونم، وكلّ الصفقات السابقة.

2. ندعو الأردن والسلطة الفلسطينية إلى اتخاذ إجراءات عملية عاجلة لوقف مسلسل تسريب الأوقاف والأملاك المسيحية في القدس وبذل الجهود لاستعادة ما تم تسريبه في السنوات السابقة، ونعتبر الجهود المبذولة لمواجهة هذه الهجمة غير كافية، وغيابها أو ضعفها يعني فقدان المزيد من الأملاك المسيحيّة لمصلحة الاحتلال، واستمرار هجرة المسيحيين من القدس تحت وطأة التضييق، والاستهداف الممنهج لوجودهم من قبل الاحتلال.

3. ندعو إلى تحرك عربي وإسلامي ودولي لا سيما من قبل المرجعيات والهيئات المسيحية المختلفة للضغط لوقف تسريب الأملاك المسيحية، والاعتداء على المقدسات المسيحية، وتهجير المسيحيين من القدس، كما ندعو إلى لقاء إسلامي مسيحي عربي لحماية هوية المدينة العربية.

4. نقف إلى جانب الهيئات الفلسطينية والعربية المسيحية وغير المسيحية التي تبذل جهوداً للضغط على الكنيسة الأرثوذكسية في القدس لوقف العبث بأملاك الشعب الفلسطيني والطوائف المسيحية في القدس وكل فلسطين، وسنبذل غاية وسعنا للتنسيق مع هذه الهيئات من أجل تحرك فاعل ومؤثر.

5. إن أيّ استراتيجية تحمل لواء الدفاع عن القدس يجب أن تلحظ المخاطر الجسيمة التي تتهدد المسيحيين والمقدسات والمعالم المسيحية في المدينة، ويجب أن تُبنى على أُسس تثبيت هذا الوجود، وعدم السماح للاحتلال بممارسة صنوف التضييق المختلفة لاقتلاع المسيحيين وطردهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى