الأحد ١٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦
بقلم عبد الهادي شلا

موعد في سيارة نقل الموتى!!

هاتفها فرٍحا ..

معه من فرحه ..طارت

لقد وجدت عملا ياحبيبتي..عند الحاج عباس

في وجهه صرخت، وسألت

عند من؟

سقطت الفرحة من حروفه وتهشمت عبر الهاتف

عادت تسأله بسرعة كالقذيفة..أجب

مكسورا ..حزينا..عند الحاج عباس..أعاد عليها

ألم تجد عملا إلا عند الحاج عباس..الحانوتي.. بغضب سألته

ما وجدت..بصوت خفيض.. اجاب

سأعمل سائقا على سيارة نقل الموت

أكاد أجن..مما أسمع

على الطرف الآخر..ولولت

***

بعد أيام ..هاتفها

أريد أن أراك..إشتقت إليك.. همس

وأنا ايضا..بحياء قالتها

ألست غاضبا مني..سألته

الأمر ليس بيدي..أشهر طويلة وأنا أبحث عن عمل ..ما وجدت

وحين عرض علي الحاج عباس العمل عنده سائقا لسيارة نقل الموتى..

لا تكمل..قاطعته

أتخافين الموت يا سلمى..سألها

بزفرة طويله خرجت من أحشائها..اجابت

نحن نموت كل يوم مائة مرة كل ما وحولنا يميتنا مرات ..ومرات

..ولكن هذه الوظيفة لك ما تمنيتها ..وأنت الشاعر المرهف الحس

وما تمنيتها أنا..أضاف،ولكن الظرف أكبر منا جميعا وعلينا أن نتأقلم ونعمل، فالحصار يقتلنا .المهم أن يكون العمل شريفا

***

بعد أيام.. مرة أخرى.. هاتفها

متى سأراك..إشتقت إليك..

وأنا أيضا..قالت

اليوم عطلتي الأسبوعية ..وسأمر عليك لآخذك إلى شاطئ البحر

ألن يموت أحد في يوم العطلة..مازحته!!

على الطرف الآخر..ضحكته علت

سأمر عليك بعد ساعة..

***

أمام المرآة وجهها ..تأملت

دولاب ملابسها فتحت..إحتارت..تخيرت

كالغزال الشارد تأخذها خطواتها نحو باب البيت وفي ثوان على الرصيف .. كانت تنتظر

يمنى ويسرا.. تلفتت

إلى ساعة يدها ..مرات ومرات..نظرت

***

اشتقت إليه.. بينما نتمشى على الشاطئ سأقول له أني كثيرا.. أحبه

سأمسك يده وأضع رأسي على صدره ليسمعني دقات قلبه كما في الأفلام

ما الذي أخره.. ؟؟

من أحلامها وخواطرها الوردية ..افاقت

إلى ساعتها نظرت..ضحكت

بقي ربع ساعة..أنا قبل الموعد.. حضرت

وفجأة..

سلمى..سلمى ،من سيارة نقل الموتى..نادى

صرخت ..رباه أتأخذني إلى شاطئ البحر في سيارة نقل الموتى؟؟

تجمع أهل الحي

ضحكوا..

حزنوا

بينهم رجل درويش: شر البلية ما يضحك ..علًّق وأضاف

"موعد في سيارة نقل الموتى"..مسرحية منذ سنوات بعيدة .. شاهدتها

ومازال العرض مستمرا!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى