الاثنين ٦ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٧
بقلم خلود فوراني سرية

فلسطين في عصور ما قبل الاسلام

أقام نادي حيفا الثقافي يوم الخميس 02.11.17 أمسية إشهار بحث بعنوان" فلسطين في عصور ما قبل الإسلام " للمهندس الباحث فؤاد فرح وقد قدم فيها مداخلة رئيسة قدس الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى.

استُهلت الأمسية بشريط مصور لكلمة رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة في حفل افتتاح المكتبة الشعبية في نابلس بمناسبة خمسين عاما على تأسيسها والذكرى السنوية الاولى لرحيل أحد مؤسسيها، طيب الذكر، الحاج صالح خندقجي عبّر فيها عن شكره لمن وصفهم بأعمدة النادي الثقافي، المحامي حسن عبادي، الناشطة الثقافية خلود فوراني سرية وزوجته سوزي.

أدار الأمسية بمهنية تامة المحامي حسن عبادي فرحب بالحضور واستعرض النشاطات الثقافية المنوعة والمقبلة للنادي وغيره داعيا لحضورها وقال إن النادي أصبح صَرْحًا أدبيًّا راقيًا ونفتخرُ بأنّنا أصبحنا قُدوةً يُحتذى بها في حيفا وخارجها، في البلاد والعالم العربي، في سبيل الحفاظ على هويّتنا ولغتنا العربية، وأضاف : من أهداف نادي حيفا الثقافي منذ إقامته التواصل مع مبدعي شعبنا من مناطق السلطة الفلسطينية في القدس، الضفة وغزة والشتات، ومن هذا المنطلق، نحن بتواصل ثقافي دائم مع إخوتنا الفلسطينيين في كل مكان، وعليه أبرقت لنا الشاعرة رحاب كنعان، ابنة تل الزعتر المُلقّبة بخنساء فلسطين، والتي تعذّر حضورها بسبب المنع الأمني، قصيدة بعنوان "يا قدس"، ألقت قصيدتها على مسامع الحضور الناشطة الثقافية خلود فوراني-سرية فكان لها من إعجاب الحضور والمُستمعين نصيب.

دعا بعدها قدس الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى ليقدم مداخلة بعد أن قدمه متطرقا لمؤلفاته ومنها كتابه الأخير هو" المسيحية العربية والمشرقية- دراسة تاريخية" الذي يلقي الضوء على المسيحيين في المشرق العربي في ظل تنامي التطرف الديني والإضطهاد العرقي والعنصري والديني في الشرق في عصر ما يسمى الربيع العربي.، وأضاف:

"عمل على الوحدةِ بينَ الطوائف المسيحيّة في حيفا، وتقريب القلوب بين المسيحيين والمسلمين في حيفا واستطاع أن يكسب محبة الجماهير التي أحبت مواعظه، وصوته وتعمقه في الدين المسيحي"

تناول في مداخلته تاريخ الديانة المسيحية التي انتشرت في بلاد الشام قبل الفتح الإسلامي وشدد على أن الأرض والانتماء لها، يعني ويهم قبل المسيحية. فعروبة فلسطين كانت منذ أقدم أزمنة التاريخ المسيحي. وقدم مثالا على البطريرك العربي الذي رُقي إلى كرسي البطريركية إيليا عربي. أما الكرسي الأورشليمي الذي مثل فلسطين فكان من ستين أسقفية من بينها بيت جبريل، عسقلان، خربة المنية -قرب غزة-، صفورية، بيت إيل-قرب رام الله-، وادي موسى، خربة أم قيس-شرقي الأردن- وغيرها...

وعن أشهر زيارة ملكية لفلسطين كانت زيارة الملكة هيلانة، فدشنت كنائس وبنت ما يزيد عن 300 كنيسة في فلسطين، ليس من منطلق ديني أو طائفي فحسب إنما من منطلق وطني قومي أيضا.

فلا يمكن للمرء أن يتخيل مسيحا من دون فلسطين أو القدس تلك الأرض التي تردد صدى صوت الأنبياء فيها.. ألأرض التي باركها وقدسها المسيح بوجوده فيها من أجل خلاص الجنس البشري. وختم، لا يمكن أن نتخيل فلسطين قبل الإسلام دون ذكر البطريرك صفرونيوس القائل هنا صعد المسيح إلى السماوات.

كانت الكلمة بعدها لصاحب البحث المهندس فؤاد فرح فقرأ مادة من بحثه منوها أن الهدف من كتابة بحثه هو تعميم تاريخ العرب المسيحيين ما قبل الإسلام ليساعدهم على الانتماء لجذورهم والبقاء في أرض فلسطين، فهم الأصل.

فتح بعدها باب الأسئلة والمشاركة للحضور فكانت مداخلة قصيرة ومثرية لد. منير توما أكّد فيها على الأصول العربية لأهل البلاد قبل المسيحية.

ود. أنور جمّال الذي كان له مأخذ على الباحث في تعريف المسيحيين ب"شعب" في مقدمة كتابه.

تلاه د. عطالله قبطي وقد صحح بعض معلومات تاريخية تناولها البحث.

ثم الأستاذ هشام عبده مضيفا حقائق علمية لما ذكر.

والسيد وديع أبو نصار قدم تحية.

أما الباحث الأستاذ خالد أبو راس – ابن قرية عيلوط - فشارك بمداخلة مقتضبة وقيّمة أشار فيها على استمرارية الكنعانيين العرب عبر التاريخ ودورهم.

وبالتوقيع والصور التذكارية كان الختام وأمسيتنا القادمة يوم الخميس 09.11.17 في أمسية احتفالية بيوم الطفل العالمي يشارك فيها الشاعر حنا أبو حنا، الأستاذ يعقوب حجازي، الشاعرة نبيهة راشد جبارين، الكاتب فاضل علي وعرافة الإعلامي نادر أبو تامر يتخللها معرض لوحات للفنان نهاد بقاعي.

يجدر بالذكر أن الأمسيات الثقافية تقام برعاية المجلس الملّي الأرثوذكسي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى