الأحد ١٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٧
فتاة مصرية رفضت
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

ملايين الدولارات لأجل مصر

قامت المرأة المصرية عبر التاريخ بأدوار وطنية عظيمة ومازالت تواصل هذا العطاء المشرف وشاء الله تعالى بعد عرض مسلسل حرب الجواسيس أن ألتقي المصرية الوطنية الأصيلة ليلى عبد السلام صاحبة القصة الحقيقية للمسلسل وجاء هذا الحوار.

............................................؟

ليلى عبد السلام مصرية أصيلة وأعشق وطني كما الدم الذي يسري في جسمي وقلبي الذي ينبض.

............................................؟

في عام 1966 حصلت على ليسانس الآداب قسم فلسفة وعلم النفس من جامعة القاهرة عام 1966 وبدأت العمل في الصحافة في مؤسسة دار الهلال ثم الأهرام ثم جريدة الأحرار.

............................................؟

أثناء عملي في دار الهلال وفي أول مهمة صحفية قمت بها شاء المولى عز وجل أن أكون السبب في كشف ماريو المصري العميل الإسرائيلي الذي تسبب في مذبحة مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية ففي صباح يوم 8 أبريل قامت طائرات الفانتوم الإسرائيلية بضرب هذه المدرسة واستشهد أكثر من 30 من أبنائنا التلاميذ وأطيب 50 وتم تدمير المدرسة ولكن لم يحرك العالم ساكنا.

............................................؟

في أوائل السبعينيات وقبيل اندلاع معارك أكتوبر 1973 كنت أريد الذهاب إلى إيطاليا بعد حصولي على المؤهل الدراسي الجامعي لشراء سيارة موديل 1100 أر ودلني شخص على آخر يستطيع إنهاء إجراءات سفري وعندما سافرت إلى إيطاليا فوجئت أن هذا الشخص اسمه محمد فهمي إبراهيم وشهرته ماريو وهو مصري الجنسية ومن محافظة الإسكندرية وأظهر الوقار وساعدني في العثور على الفندق الذي أقضي فيه فترة تواجدي في إيطاليا وفي اليوم الثاني دعاني على الغداء وجلسنا أمام جهاز تكييف وكان موجهاً نحوي بشكل مزعج وبالقرب منا جلس شخصان أجنبيان على طاولة أخرى وبلا مناسبة عرضا علينا الجلوس معهما وقبل ماريو فوراً وتبعته باعتباري ضيفته واكتشفت فيما بعد أن هذه الحركة مقصودة وعرض على مساعدتي في شراء السيارة.

............................................؟

بالفعل أخذني إلى معرض سيارات وأتفرجت على العديد من السيارات ثم تكررت اللقاءات ولفت نظري أن ماريو والذي من المفترض أنه لا يعرف الشخصين الأجنبيين كانت علاقته بهما تبدو وطيدة.

............................................؟

لا أعرف لماذا شككت في الموضوع خاصة بعدما تحدث معي ماريو في العمل في وكالة صحفية وطلب مني عدة موضوعات صحفية غريبة ويفهم منها للوهلة الأولى أنها معلومات عسكرية تمس أمن وعمق وطني مصر وتكشف تفاصيل الأسرار العسكرية والاقتصادية وعرض عليَّ أموالاً كثيرة مما زاد من شكوكي.

............................................؟

بعد ذلك دعوني على العشاء في مطعم آخر وبدأت أشك في ماريو وبعد تناول العشاء شاهدت أحد العملاء يتحدث مع ماريو وذلك بعد أن تعمدت عدم النزول معهم ونظرت من فوق السلالم ورأيت عميل الموساد وماريو يتهامسان بكلام لا أسمعه وكأنهما أصدقاء وطريقة الكلام أثارت شكوكي أيضا وعرفت أنها خطة للإيقاع بي ولكنني تجاهلت ذلك أيضا وفوجئت بأن ماريو استأذن لقضاء أمر مهم ليتركني معهم ليتحدثوا معي.. فهم لا يريدون إشعاري بأي شيء أشياء غريبة بالنسبة إلى سني وخبرتي.

............................................؟

طلبوا أن أبحث لهم عن مواقع تصلح لإقامة مشاريع استثمارية وأنهم سيغدقون على ملايين الدولارات في حالة مساعدتهم وإمدادهم بمعلومات حول هذه المواقع ولكن تربيتي جعلت خبرتي قليلة ولم أفهم المطلوب تحديداً وماذا يريدون برغم شكي فيهم ولم أنطق بكلمة وهم يتحدثون معي وتظاهرت بأنني فاهمة هم عايزين إيه.

............................................؟

عدت إلي غرفتي بالفندق وكتبت كل ما حدث معي وكنت أشعر أنني تحت المراقبة حتى في غرفتي لدرجة وصلت إلى أنني بدأت أفتش الغرفة بحثا عن كاميرات مراقبة وكل ورقة أكتبها كنت أضعها في صدري كي لايطلعوا عليها إن كانوا يراقبونني.

............................................؟

توجهت إلى السفارة المصرية الموجودة في إيطاليا وطلبت مقابلة القنصل ورويت له كل ما حدث وقلت له إنني أشك فيهم لكنني أريد تأمين نفسي واثبات واقعة حدثت فطلب مني مجاراتهم في حين سيتخذ هو اللازم.

............................................؟

جاءني أحدهم وذهبنا إلى أحد معارض السيارات الكبرى في إيطاليا ثم طلب مني اصطحابي في جولة لتعريفي على معالم إيطاليا.

............................................؟

عندما عدت إلى مصر فوجئت بأن أحد ضباط المخابرات المصرية سأل علّي فشعرت بالضيق لأن أهلي سوف يتأثرون بذلك وانتابني الخوف الشديد وذهبت إلى المخابرات وبدأ التحقيق معي حول طبيعة بلاغي للقنصل المصري في إيطاليا.

............................................؟

تم التنسيق بيني وبين جهاز المخابرات وأعطوني مستندات بها أسرار خطيرة تمس الأمن القومي ولكنها أسرار للإيقاع بالعملاء وعرفت أن ماريو جاسوس لإسرائيل في مصر يجند العملاء لصالح الموساد وكانت الخطة للإيقاع به.

............................................؟

عندما طلب ماريو المقابلة والمعلومات أعطيته ميعاداً في أحد الكازينوهات المطلة على النيل وتقابلنا ولم يحضر معه أحد وجلسنا في إحدى الترابيزات المحددة والتي تم تجهيزها لعملية تسجيل ما يدور بيننا وبعد أن تقابلنا وجلسنا كان ضباط المخابرات يملأون المكان ولم يشعر بهم أحد ورأيت أحد الأشخاص بصحبة أسرته وأولاده يقوم بتصوير الأولاد والأسرة وأتضح بعد ذلك أنه أحد ضباط المخابرات لتكون القضية صوت وصورة وبالفعل ألقوا القبض على الجاسوس بعد أن سلمته الأوراق والمعلومات التي يريدها.

............................................؟

المحكمة العسكرية أشادت بي لأنني أبلغت على الفور عن الجاسوس ماريو وتم التحقيق معه بعد القبض عليه وأحيل إلى المحاكمة وحكم عليه بالمؤبد بتهمة الجاسوسية والتخابر لصالح دولة أجنبية.

............................................؟

هذه العملية هى الأسرع في تاريخ المخابرات المصرية وعُرفت بصيد الغزلان.

............................................؟

مسلسل حرب الجواسيس يختلف عن الحقيقة فصناع المسلسل قدموا عملاً فنياً به كل التحابيش الدرامية التي تجعله جذاباً والحقيقة نجحوا في ذلك تماماً أما الحقيقة التي عشتها فقد كانت بالتأكيد مختلفة فماريو الجاسوس الحقيقي كانت مهمته صيد الجواسيس وتجنيدهم للعمل مع الموساد وكان يبلغ من العمر 50 عاماً وأنا كنت صغيرة جداً ولم يمض على عملي كصحفية أكثر من عام وقابلته صدفة في إيطاليا ولم تكن بيننا أية علاقة عاطفية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى