الخميس ٢٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٧

الانفتاح الحضاري مفتاح السلام بين الأمم

في إطار لقاء ثقافي حول التبادل الحضاري من أجل السلام، ناقشت الكاتبة مروة كريدية أحدث إصداراتها "حوارات وآفاق" حيث تناولت أهمية الانفتاح القائم على مبدأ المساواة في الكرامة والحقوق لتحقيق المصالحة وإحلال السلام بين الأمم، مشيرة إلى أن ذلك رسالة كل البشر الذين يؤمنون بالخير والعدالة ممن أخذوا على عاتقهم نشر المحبة في كل أقصاع الأرض.

وأكدت كريدية خلال اللقاء الذي ضم باحثات من دول عدة على ضرورة تعزيز التفاهم بين الشعوب والاحترام ومواجهة تحديات الجهل والتحيز، قائلةً: " إن الانفتاح على حضارات العالم وثقافات الشعوب وفنونها لهو ضرورة ملحة في عصرنا الرقمي المتغيرهذا، وبالأخص في المناطق ذات الحساسية الجيوستراتيجية التي تشهد توترات دائمة، وإنه من غير الكافي أن يكون الحوار أو التبادل في الأطر الرسمية اومحصورًا بين الباحثين والقادة، بل لا بد من الوصول إلى كلّ الفئات المجتمعية لا سيما الشباب والمهمشين."

وأشارت كريدية إلى: "ضرورة وضع ثقافة الانفتاح في صميم سياسة التنمية لا سيما المدخلات التربوية منها، لأنها تشكل استثمارًا أساسيا في مستقبل عالم بلاعنف، كما أنها شرطًا ضروريًّا لعمليات عولمة السلام الناجح تحت مظلة التنوع الثقافي للشعوب"

واعتبرت كريدية " أن الفنون أحد أهم المحاور الرائعة للمثاقفة الحضارية، فالموسيقى لغة كونية عابرة للأوطان، كذلك كافة الفنون الأخرى، إضافة إلى ضرورة تشجيع ترجمة الآداب والشعر لما لذلك من أثر في إثراء التبادل الفكري فالمترجمون رُسل الحضارات."

وردًّا على سؤال حول سبب فشل معظم التجارب التي انطلقت أواسط القرن الماضي قالت:" معظم تلك المشاريع لم تستطع ان تخفف من العنف، والسبب أن تطوّر الشعوب لا يترادف مع النمو الاقتصادي وحسب، بل المال ينبغي أن يكون وسيلة لصنع حياة فكرية وثقافية وتحقيق فرص أكثر إشراقًا للفرد وأكثر تكاملا للمجتمع، إذ يتعذر تحقيق تنمية مستدامة للشعوب في غياب تنمية ثقافية وحضارية فاعلة، ولا بد من تطوير التعليم والتركيز على التربية وتحديد خرائط تلك الموارد على كافة المستويات"

وأضافت:"أن التحدي الأبرز يكمن في إقناع أصحاب القرارات السياسية بضرورة تبني ذلك، فلا زالت إدارات كثير من الدول النامية غير مقتنعة بضرورة التوعية الفكرية كشرط أساسي للنهوض بالمجتمعات من كبوتها وبؤسها، ولا زال الانسان يعاني من حرمانه من أبسط حقوقه المادية والمعنوية؛ إن عملية الاقناع لا تكون إلا عبر إيجاد مجموعات ضغط من الفاعلين في الحقلين الاجتماعي والفكري لترسيخ قيم التنوع الثقافي في كافة الاستراتيجيات والسياسات العامة وإرساء الشراكات الفاعلة مع المجتمعات من جهة أخرى".

من جانبها أشادت الباحثة البرازيلية أندريا ريسن بأهمية الموضوع مشيرة إلى: "أنه من الرائع جدا ان نجتمع من ثقافات متنوعة ونتكلم لغات متعددة كالبرتغالية والإسبانية واليابانية لنتحاور في القضايا المعاصرة، إنه أمر مشوّق أن تلاقي أفكارك تفاعلا مع العالم أجمع وان تجد ان الأهداف النبيلة هي المشتركات الحقيقية بين الأمم."

وفي نهاية اللقاء وقّعت كريدية مجموعة من نسخ الكتاب ، مشيرة الى انه من المتوقع ان تصدر ترجمة عنه خلال الفترة القادمة ؛ كما أنها تعكف حاليًّا على كتابة عمل روائي جديد.

الجدير ذكره ان كتاب "حوارات وآفاق: سيرة فكرية بين محاور السياسة ومعابر الفن والأدب"، كان قد صدر عن دار "نورللنشر" في زاربورغ بألمانيا، وهو يروي السيرة الفكرية للكاتبة اللبنانية مروة كريدية والمقيمة حاليا في الولايات المتحدة. حيث يدور الكتاب حول محورين أساسيين، الأول منها يتناول تأثيرالقضايا الفلسفية والمضامين الفكرية على الواقع السياسي في الشرق الاوسط وآلية التأسيس لسلام فعلي، والثاني يكشف عن الخبرة الأدبية والفنية للكاتبة، فيما يتكامل الموضوعان بالتوجه نحو أفق متأمل يلتزم الصمت الحكيم الفاعل في العالم، ويطلق فضاءات لامتناهية من الحرية الحقيقية، التي توقظ الوعي وتحرره من كلّ ما يقيده من عبودية الأفكار والأشخاص والمخاوف والاطارات الثقافية المغلقة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى