السبت ٣ آذار (مارس) ٢٠١٨
بقلم ميساء البشيتي

طاب مساؤك

طاب مساؤك
لن أشرب قهوة هذا المساء من دونك، أنا ومسائي بانتظارك، وهل يحلو لي مساء إلا
بك، وبحضورك؟!

لن أراقب القمر، وأعدَّ النجوم، كعادتي حين أكون بانتظارك، عيناك ستشعلان هذا الليل، وتضيئان قناديله وشموعه فتغدو قمري ونجومي، سمائي وليلي، فجري وضحاي.

أنتَ كل أوقات العمر، أنتَ الأزمنة، والأمكنة، والفصول، أنتَ حبات المطر، هبات الريح، نسائم الصيف، لهيب آب، خريف أيلول، أعاصير كانون.

أنتَ ثلج كانون، وشمس تموز... أنتَ كل المتضادات، والمتناقضات، والمترادفات، وكل حروف العشق في كل الأبجديات، أنتَ أوراق هذه العمر وحروفه ما ظهر منها فوق السطور وما بطن واختبأ في الهوامش، و المعاجم، ودفاتر الخرائط.
أنتَ عالمي الذي أشكله بين يديِّ كما أريد، وكيفماء أشاء، أريدك أن تكون قمر هذه الليلة، وليغرب قمرها عن سمائي، وكل النجوم... ليغيبوا وراء الزمان، والمكان... ليغرق هذا الكون في ظلامه، ليرحل، ليفنى... لا يهمني وجوده، لا يعنيني... ما يهمني ويعنيني الآن هو أنك معي، وأن حواسي في هذه اللحظة تصدقني، وأنك لست أكذوبة، لست وهمًا، لست خربشات امرأة.

ولا يهمك اضطرابي، وفوضى الحواس التي تنتابني، وتلعثمي، وخفقان قلبي، ورجفة أناملي، والقهوة المندلقة من فنجاني... ما يهم الآن هو أنك معي، نرتشف قهوة هذا المساء معًا... وفنجانك يشهد.

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى