الثلاثاء ٢٧ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦
أشواق من المنفى
قالتْ: أنا عاشقةٌقلت: نعم فأنتِ العشقُقالت: أنا مشتاقةٌقلت: نعم فأنا الشوقُنحن عشقان وشوقانفي حنايا قلبٍ واحد يدُقُّ ويرِقُّأنتِ فيه حنانٌ وشوقٌ وعشقُما أجملها ... ما أعذبها ... ما أوجعهامن حياةِ تنْأى وتشُقُّ!!* * *بعدُكِ بُعْدانِ ...فالهوى تعذيبُبعدٌ على صفحةِ الوطن مكتوبُوبعدٌ غائرٌ في الروحِليس يذوبُ...* * *أحدّقُ فيكَ يا وطنيعَلَّ النفسَ ترى النفسَ فتثوبُهي غربةُ النفسِ في النفسِوالوطن مسلوبُعندئذٍ نفسي تخلع نفسيثمَّ تؤوب ....* * *أنا انتظاريأصبح شعراَوأضحى جرحاَ وشجراَ وغناءلم يعدْ القمرُ قمراَولا الليلُ ليلاَولا المساءُ مساءوبمرسومِ مُنِعَ تداولُالخبزِ والحِنّاء،آهٍ يا قمري!آهٍ يا حزَني!آهٍ يا رائحةَ الزيتونِ!المدمولِ ... المُضرَّجٍ بالدماءيقتلون فرحنا وليلنا"بشرفهم الرفيع"صباحَ ... مساءوبالذلِ والاستخذاءولم يبقَ سوى جرادات وعقاربَترتعد فرائصها لفرائسِهاعندما يعودُ المساء* * *آهٍ يا وطني!خيلُكَ حبيسةٌ وحزينةٌأما للخيل من انطلاقٍ وفديد؟؟انهض بيدرنا!كالعنقاء من تحت الرمادوامسكْ حزنكَ وبأسكَوانطلقْ ... في رحلةِ بعثٍ وتجديدإلى صدر أمي ...وإلى جبهة أبي ...وإلى يوم حصاد ...فليس ينفعُ تسويفٌ أو تسهيد ...* * *سهمنا، قدرنا، شقاناأرى تقلّبَ وجهِكَ في السماءفماذا ترى؟أرى غربةَ ومنفى ونيراناتكبرُ مع كلِّ رحلةِ وانكفاءلملمْ جسدكَ المدَمَّىطهِّرْ جراحكَ بماءِماءِ البحرِ وتوسّدصخرةَ أبي واستبشر بالشفاءلا يصحُ يوما إلاّ الصحيحكما لا يوجدُ هناك صحيحانوكما لا يتساوى طاغوتٌ بإنسانفاضربْ ضربتكَ الأولى والثانية ... حتى الألفولنْ تكون الأخيرة يا قمرييا ظلّي ... يا سمائي!* * *حبُّنا أنت ...!فسدِّدْ سهامكما بين النحرِ والنهدفهناك بيتي وأمي والجردحبُّنا أنت ...!فأطبقْمن كل الجهات ولا تترددطائر النورس يحرسك من البحرورائحة الزعتر والزيتون من البرِّوأشلاءُ طفلٍ اسْتُشْهِد* * *طال الليلُ يا عمري ...!يا قدري ...!تأخرَّ الشتاءولم تُمْلأ "الخوابي" بعدُبالقمح والثمار...تمطى ... تثاءب ...يا طائري ...!كما تشاءأخرُجْ إلى دائرة الضوءوفداؤك روحي وانتظاريأنا انتطارياستحال عزماًوأضحى قمحاًوهبته لك السماء..!!