الخميس ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠١٨
بقلم عادل سالم

قارئ الفنجان أنا

كانت جلسة صباحية جميلة في أحد مقاهي بلادنا، انتهينا من شرب القهوة الصباحية مع أنني لست من أنصار القهوة لكني شربتها مجاملة لصديقي الذي دعاني للقاء في ذلك الصباح الجميل.
قبل أن نفترق قال لي صديقي ممازحا:
 لن تغادر قبل أن تقرأ فنجاني.
وأصر على ذلك.
حملت الفنجان بعد أن ورطني صديقي، دققت في داخله، قربته من عيني قليلا وبعد لحظة تأمل قلت له:
 انتبه، أمامك طريق كلها أشواك، لكن إن استطعت تجاوزها وتحملت الأشواك، تنتظرك مفاجأة سعيدة ستغير مجرى حياتك كلها.
ارتسمت بسمة على شفتيه، ونظر إلي يدعوني للمتابعة. أكملت قائلا:
 هناك صديق سيتخلى عنك عندما تحتاجه، وسيطعنك من الخلف احذره.
سألني وهو يضحك:
 هل عرفت من هو؟
 كل ما أراه أنه قصير القامة، وذو شعر طويل.
قال لي:
 يعني ليس أنت، الحمد لله، وبعدين؟
 بعد أيام ستتعرف على شخص سيكون له أثر مهم في حياتك، فلا تضيعه من بين يديك.

توقفت قليلا، وأنا أدقق في نهاية الفنجان، فسألني بشوق:
 وماذا بعد؟
 خبر سيء لا أعرف ماذا أقول لك، سامحني. أعوذ بالله من شر ما خلق، امسك أعصابك، بعد أن تجتاز طريق الأشواك ستسقط في حفرة عميقة ليس لها قرار، وفي الطريق إلى الهاوية ستجد حبلا إن أمسكت به جيدا أنقذت نفسك، وإن تأخرت ستواصل السقوط.
 إلى متى؟
لا أدري، لا أرى نهاية لذلك. أعوذ بالله من حظك.

ضحك صديقي حتى بانت أسنانه، سألته:
 ما الذي يضحكك؟ فقال:
 يا مسكين أنت تقرأ في فنجانك أنت لا فنجاني أنا!!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى