الأحد ١٣ أيار (مايو) ٢٠١٨
بقلم جميلة شحادة

شعورٌ بالذنب

تُزهقُ روحٌ في اللدِّ؛ فلا أتناولُ بسكويتَ الصباحِ، وأجعلُ قهوتي مُرَّة.
تُقتلُ فتاةٌ في الطيرة، أو في شفاعمرو، أو في الناصرة، أو في آخر بقعة من كوكبِ الأرض؛ فأُخاصمُ أحمرَ شفاهي الزاهي، وأسجنُ يدي اليمنى؛ لأنها لم تتمردْ وترفعُ سيفَ العبوديةِ، عن رِقابِ النساءِ.

يعتدي آثمٌ على مربيةٍ لم تبدأْ بخطِّ معالمِ رسالتِها بعد؛ فأغلقُ كتبَ التاريخِ، وأحفرُ بالطبشورِ خندقا، للهروبِ الآمن.

تخفقُ إشراقةُ الصباحِ في بعثِ السعادةِ، في نفوسِ المحزونينَ؛ فألومُ نفسي على كسلِها، في فتحِ كلّ المنافذِ لاستقبالِ أشعةِ الشمس.

ترحلُ الضحكاتِ، عن وجوهِ الأطفالِ في اليمنِ، والشامِ، وفلسطين، والعراقِ، والسودانِ؛ فأشعرُ بالذنبِ؛ لأني منحتها جوازاتِ سفرٍ وهمية.

يمنعُ الغربُ الهواءَ عن الشرقِ؛ فأشعرُ بالذنب، على كل ما يقترفُه أبناءُ آدم وحواء في أرضِ الله.
ثم، أعودُ الى قوقعتي، وأسأل نفسي: ما سرُّ هذا الشعورِ المقيتِ بالذنبِ؟ أهو فيضٌ من الإنسانيةِ ابتليَتْ الروحُ به؟ أم هو إختلالٌ في النفسِ شَقيَ به العقلُ والقلبُ؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى