الخميس ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠١٨
بقلم نجيب طلال

هـل الـمسرحيــون لا يقــرأون؟

أصـل القضية:

[مسرحنا الجزائري إما مسروقا أو مهـانا..!!] موضوع أثاره الصديق والكاتب الجزائري – ياسين سليماني –منشور في فضاء المسرح ل(صحيفة الجمهورية الصادرة بوهـران بتاريخ 12/ يونيو/2018) إذ محمـوله أثارني عبر طياته وملابساته وتساؤلاته من حيث لا يدري كاتبه، وفي نفـس الآن شَـرَّع بابا كنت أود ألا أفتحه، لأسباب متعـددة، ويتجلى في العنوان أعـلاه – هـل المسرحيون لا يقـرأون؟وإن كانت مقالة الزميل – سليماني- محصورة في (السرقة الأدبية)في شقها الأول؟ بداهة فالسرقة الأدبية، ظاهرة معـروفة ومشاعـة في الوسط الثقافي العَـربي بالدرجة الأولى، والفرع الذي يبدو في أول وهلة هـو الأصل؟ قبل تمظهر وسائط التواصل والشبكة العنكبوتية، بحيث كم واحد منا وقـَف على تطابق سافر وفظيع بين منتوج الأصل من نصوص شعرية وقصصية ومسرحية... تم انتحالها وانتسابها لأشخاص لهم رمزيتهم الثقافية في بلدانهم، مستغـلين مواقـِعهم وظروف عـدم الانفتاح الثقافي بين الأقـطار العربية، وفرض قيود الرقابة والتصدير على الكتب والدوريات وكـذا غـلاء رسومها الجمركية. مما يعُـوق عـدم خلق سوق حقيقية وفاعِـلة لتبادل الكتاب والمنشورات، رغم أن بعْـض المؤسسات الحكومية، كانت تسعى لخلق انتشار المنتوج الثقافي، ولـكنه محدود التوزيع وفي بعْـض العـواصم (فقط) عِـلما أن العَـديد من الكتب تـُمْنع من التداول لأسباب سياسية صِـرفة، فحتى انوجاد معارض للكتاب والدوريات هنا أو هناك، كانت ولا زالت لا تساهم في نشر الكتاب العَـربي ولا تُحقـق نسبة ما هـو منشور، لأسباب سياسية وأخرى تبادلية بين بعض الناشرين، الذين يشكلون [ لوبيا ] من نوع خاص، يحاربون من خلاله بـعْـض دور النشر الأخـرى، ورغم أنه تم تأسس اتحاد الناشرين العَـرب بقـرار من جامعة الدول العَـربية رقم - د. ع. (37) بتاريخ1969 / 4/ - وذلك بناء على توصيات اللجنة الثقافية الدائمة، ليعْـمل الاتحاد تحت مظلة جامعة الدول العربية وهُـو اتحاد عَـربي مهني غير ربحي، يتكون أعضاؤه من اتحادات النشر المحلية من كل بلـَد عَـربي. والمضحك أنه لم يفعل ولأسباب مَـجهولة،رغم محاولة لإحيائه سنة (1985) في ليبيا، وأيضًا لـم يُفعّل. ولكن في عام 1995 اتفق عـدد من أعضاء الاتحادات المحلية العَـربية تتمثل في: مصر/ لبنان/ سوريا/ ليبيا /المغرب/ الأردن/ السودان/على ضرورة تفعيل دور اتحاد الناشرين العـرب، لمجابهة المشاكل التي بدأت تطرأ على صناعة النشر في العالم العربي، وخاصة مشكلة التعدي على حقوق الملكية الفكرية (التزوير) هل تحقق ذلك؟؟

سؤال يحْـتاج لإجرائية وتدقيق عِـلمي وعملي، ليس من زاوية التقارير، بل بناء على استمارات إحصائية، لأي مدى تم تفعيل اتحاد الناشرين؟ والتركيز على هدفين أساسيين ومفادهما

[1/ (الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين والناشرين العـرب) هل تمت عمليا؟
2/(العمل على رعاية حقوق الناشرين وحماية مصالحهم في حرية النشر) هَـل تحققت إجرائيا؟ ولاسيما أن الأهداف المسطرة متعددة وما يهمـنا إلا ما سبق قوله.

فــــرع القـــضية:

وهنا فالنشر صناعة وتجارة، وعامل من عوامل التنمية الاقتصادية والثقافية معا، بغض الـنظـرعَـلى الإشكاليات المحيطة والمحبطة للكتاب وترويجه منها ما اشرت إليه سلفا، إضافة لشبه انعـدام القراءة، وبُخـْل المثقفين في كل الأقطار العربية، وبدون استثناء، عـدم اقتناء الكتب والمنشورات، لخلق تنمية ثقافية، بحيث يفضلون الإهداءات والمجانية، وهاته حقائق لما لا تثار، لأن الأغـلبية لهم نفـس السلوكيات تجاه المنشورات، وبالتالي، فمجال الطبع الإلكتروني قـلب مفاهيم النشر، وتجاوز الحدود، رغم ان أغلبية [ المثقفين] العَـرب لم يتكيفوا مع الوضع الجديد، والبعض لم يستوعبه بعْـد، وقرينة القول، المواقع الثقافية، بحيث أسماء معْـروفة هي التي تنتج في الفضاء الإلكتروني، وبعض المؤسسات أمست تطبع الكتب وتعيد طباعـة ما كان منشورا ورقيا، وهذا العالم البديل له خيوطه ولوبياته منتشرين في بقاع العالم؟
وفي نفس اللحظة، لقد تفاقمت السرقة الأدبية لشكل مثير للغاية، فمن يحمي حقوق المؤلف؟ مـا دامت السرقة الأدبية تعـتبر من الجرائم التي تطال الملكية الفكرية، والتي لا تقل أهمية عَـن سرقة المال؟

إذن، فمن موقع الشبكة العنكبوتية استقى الصديق المسرحي - ياسين سليماني- موضوع السرقة ألتي خطها بقوله ((القضية الأولى التي نبّه إليها عَـبر حسابه الصديق الباحث المسرحي «فهد الكغاط»....يتعلق تنبيهه بسرقة كتاب كامل للباحث الجزائري» د. عمر بلخير» بعنوان «تحليل الخطاب المسرحي في ضوء النظرية التداولية» نشرته منشورات الاختلاف عام (2003)أملك نسخة منه منذ سنوات، بحيث تم نشره بعنوان مغاير هو «الخطاب المسرحي» ونُسب إلى» عمر سعادة» في دار النشر «أمجد للنشر والتوزيع» بعمّان الأردنية)).... وقَـدْ نـَبَّـه الصديق الكغاط إلى أنّ هذا ثاني كتاب يُنسب للمدعو عمر سعادة وتنشره الدار المذكورة، وقد كانت الأولى تتعلق بالاعتداء عَـلى كتاب للدكتور المغربي حسن يوسفي «المسرح في المرايا »كاملا والاكتفاء بتغـيير عُـنوان الكتاب واسم الكاتب)

الـــقـضية الــعـــامة:

هــنا حبذا لو قام – فهد الكغاط – باعتباره – باحثا- تشريح الكتابين (الأصل / المنسوخ) للوقوف عن طبيعة السرقة: هل تمت في سرقة الألفاظ فقط أوفي المعاني أوهما معا؟ وكذا محاولة البحث عَـن بيبليوغـرافية السارق (عمر سعادة) لنكون أمام منجز له أهميته في الساحة الثقافية العربية, أما تدوين إشارة في الحساب الشخصي، لإنوجاد سرقة أدبية (هـكذا) فمن الطبيعي أن تطرح أسئلة صميمة: هل هناك حسابات شخصية بين المدون/ السارق؟ أم هناك دوافع لشويه دار النشر ((أمجد للنشر والتوزيع» بعمّان الأردنية)) لأسباب لا تعـرفها إلا (دار النشر/ المدون)؟

في نفس السيـاق، مادام الباحـث – ياسين سليماني – التقط التدوينة ورَكِـب عليها وركَّب مقالة، والتي رَكِبْـنـا عَـليها بدورنا وأعْـطـتنا فـُسحة للنقاش، كان بإمكانه أن يقوم بما أشرنا أليه أعلاه تجاه الباحث – فهد الكغاط – بل اكتفى فقط بالقول (وقد قارنتُ بالفعل بين الكتاب الذي عِـندي لعمر

بلخير والكتاب الذي تحدث عنه الدكتور الكغاط فوجدته متطابقا، بينما لم يتم التوصل إلى شخص يعمل في البحث المسرحي باسم عمر سعادة))؟

هـنا سقط كلا الطرفين (الكغاط/ سليماني) في ملابسات، تـُشكِّـك بأنهما اطلعا (فـعلا) على الكتابين وذلك من خلال أنه لم يتم ذكر الاسم الثلاثي لمن انتسب إليه الكتابين ولا تاريخ نشرهما، لآن الباحث من طبيعة آلياته التدقيق والدقة – وبالتالي يبدو أن وراء التدوينة وشوشة لمن له مصلحة في ذلك، علما أن مجال النشر والبحث الأكاديمي يخفي ما يخفي من حرب ضروس تستعمل فيها أبشع أنواع الأسلحة، وفي نطاق ذلك لا أمارس حكم قيمة، بل هي حقائق لم تعد خافية على أبلد وأغبى طالب في الفضاء الثقافي، وبالتالي فالكتاب الأول المنحول (الخطاب المسرحي) باسم ’ عمر رشيد سعادة – عمان دار أمجد للنشر والتوزيع /2014 - المملكة الأردنية الهاشمية رقم الإيداع لدى دائرة المكتبة الوطنية (2014/6/2997) 812.

نلاحظ بأن الكتاب منشور قانونيا، وهُـنا لا أختلف مع الصديق: ياسين سليماني، ان الكتاب نفسه شكلا وتبويبا ومُحتوى لكتاب (عمر بلخير: تحليل الخطاب المسرحي من منظور النظرية التداولية: منشورات الاختلاف الجزائر/ 2003) لكِـن نفس(هـذا) الكتاب يحمل طبعة ثانية، عن منشورات دار الأمل للنشر والتوزيع بتيزي وزو سنة 2015؟

فمن سمح بالطبعة الثانية ألا يكون الكاتب نفسه، أم منشورات الاختلاف، باعـت حقوقها لدار الأمل للنشر؟

نفس الكتاب الثاني:المسرح وجماليته / عمر سعادة رشيد – عمان دار أمجد للنشر والتوزيع 2014 المملكة الأردنية الهاشمية رقم الإيداع لدى دائرة المكتبة الوطنية (2014/6/2996) 792
المنحُـول من كتاب «المسرح في المرايا » لحسن يوسفي، وبدوره منشور إلكترونيا في2015
والملاحظ بأن الكتابين المنسوبين لعمر رشيد سعادة: كلاهما يحملان تنبيها قانونيا ومفاده(جميع الحقوق محفوظة، لا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أو تخزينه في نطاق استعادة المعـلومات لو نقله بأي شكل من الأشكال، دون إذن خطي مسبق من الناشر) هنا نتساءل: هل عمر بلخير (و) حسن يوسفي: لا يقرآن ما ينشر في مجال المسرح، ولاسيما أنهما يحملان صفة (دكتور)؟ (ممكن) ! لأن الكتابين منشورين تباعا في سنة (2014) ونحن في (2018) لنرى تــدويـنة لفهد الكغاط تشير للسرقة؟

هُـنا دار النشر معـروفة، وتشارك في المعارض العـربية، فـلا يمكن أن تغامر بسمعتها، كما وقع لدار المسيرة للنشر الأردنية، وبالتالي مستبعد ما أشار إليه الزميل سليماني بالقول (وأغلب الظن أن الدار نفسها هي التي قامت بالسطو وليس شخصا تقدم بالكتاب مدعيا وتم نشره دون أن تنتبه الدار لذلك) علما أن – عمر رشيد سعادة- كائن موجود وليس وهمي، لأنه نشر قبل ذلك كتابا يحمل عـنوان (فلسطين في التاريخ الإسلامي) في نفس الدار الناشرة.
إذن في نطاق هاته الإشكالية، التي تفرض أن يدلي كل الأطراف المعْـنية بما لديه من حُجَـج، أشير بأنه ليس مستبعدا أن (عمر بلخير (الجزائر)/ حسن يوسفي (المغرب)) باعـا حقوقهما لدار النشر بمبالغ مالية متفق عليها سلفا، لأننا الآن نعيش في مجتمع تهافتي نحو الأموال، ولا يهم مصدرها، بل يهم كيف يتم استجْـلابها،

خلاصة القضيـة:

هـنا، فإن كـُنت مخـطـئا في طرح قضية (البزنسة الثقافية) يبقى أن المسرحيين لا يقـرأون؟ لأن الكتابين عمرا طويلا في المشهد الثقافي، والتساؤلات التالية تساهم في فتح كوة للفهم. إذ:

فهل مصادفة تم طبع الكـتابين في نفـس الشهـر والسنة (يونيـو2014) من لدن دار أمجد للنشر والتوزيع الأردنية؟

وهَـل من المصادفة يتم طبعهمـا في (2015) الأول عَـن (دار الأمل للنشر والتوزيع بتيزي وزو/الجزائر) والثاني عن (مجلة الكتب العربية للنشر الإلكتروني)؟

هَـل مصادفة تم طبعهما في البداية مجانا وفي نـفـس السنة (2003) الأول عن منشورات (اختلاف) والثاني عَـن منشورات اتحاد كتاب المغرب؟

إشارة أكيدة:

وللإشارة، بأن الأخ والصديق – فهد الكغاط / تجْـمعني به المدينة والجوار والجماعة المسرحية التي تربى فيها أمامنا على يد والده المرحوم قيد حياته – محمد الكغاط – وأما العـزيز- ياسين سليماني، فيجمعني معه التواصل اليومي وقضايا مشتركة وفي الأفق مشاريع في سياق الاهتمامات، رغم بعْد المسافات - (المغرب/ الجزائر) – وهـذا: لكي يتلافى القارئ المفترض بأن هنالك ضغـينة ما، أو حسابات شخصية تجاه أحـدهـما.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى