الخميس ١٩ تموز (يوليو) ٢٠١٨
بقلم جميلة شحادة

ما هكذا يُودعُ الآباء

وأنتً تُعِدُّ حقيبةَ السَّفرِ... لا تنْسَني
خبِيء لكَ بعضا... من رَجَفاتِ صوْتي وذبذباتِ آهاتي
وأنتَ تخطو نحو بابِ الغيابِ... لا تنْسَني
خذْ لك بعضا من بقايا صورٍ... وبعضا من رسمِ خيالاتي
وأنت تسيرُ في طريقِ اللا مجهولِ... لا تنْسي
لمْلِمْ لكَ بعضا... من أزاهير فلٍ وانثرْها على مَناماتي
وأنت تفترشُ العشبَ الأخضرَ... لا تنسَني
خذْ لكَ بعضا... من بَرْدي والتحفْ جرا حاتي
وأنت تقفُ أمامَ اللهِ... لا تنْسَني
إركعْ... وقلْ له إنك ليلةَ الميلادِ غادرتني
وأن نجمةً في السماء... من يومها تكتوي بعباراتي
وأنت تقفُ أمامَ الله... لا تنسني
أُسجدْ... واعترفْ بأنك صلَّيتَ العِشاءَ جماعةً
في معبدِ الخيرِ والصلاحِ ... وانتظرتكَ مساءاتي
وأنت تقفُ أمام الله... لا تنسني
إستغفر وأخبره إِني لاجئةٌ ... وأنتظر العودة
ومفتاح بيتنا ما زال معلقٌ... في جدائل حماقاتي
وأنت تقف أمامَ الله ... لا تنسني
صلَّ... وقل له إنَّ اللاجئين
لا أحد لهم سواه ... وعظيم العذاباتِ
وأنت تقف أمام الله ... لا تنسني
أسجدْ... وأخبره أن اللاجئين
هُم قضية مَن ليس لهم قضية
وأن الوطنية ما عادتْ وطنية... بل وَهما وحروفا في كتاباتِ
وأنت تقفُ أمام الله ... لا تنْسَني
إركع ... وسَلْهُ الى متى تظل تشاكسُ طواحينَ الهواءِ أشباحي؟
وتُغضِبُ إلهَ الحربِ حتى ... يثورَ فيقتل أطفالي وجداتي؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى