الاثنين ٢٢ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٨
أبو كوثر أحمد علي السالم..
بقلم نايف عبوش

صورة إبداعية في معارضة نزار قباني

يقول الشاعر الكبير ابو كوثر أحمد علي السالم في تغنيه بتونس..عندما شارك في مهرجان القيروان الدولي للإبداع:

ياتونسُ الخضراءِ حُبُكِ شهقةٌ...
حَنَتِ الضِّلوع واغرقَتْ ٲحْداقي
ٳنّي عَشِقْتُكِ والهوى في مُهْجتي..
شوقٌ يساوي شــــوقَ كل عراقي

وبذلك يكون الشاعر المبدع أبو كوثر أحمد علي السالم، بهذه المعارضة الشعرية الرائعة،العفوية، أو المتعمدة، في التغني بتونس، بلد الجمال الأخاذ، والطبيعة الخلابة، قد تسلل بدهاء، عبر غزله المرهف بجماليات المكان، وعشقه المضاعف لها، إلى وجدان المتلقي دون استئذان،ليفرض نفسه نسخة إبداعية لشاعر الغزل، نزار قباني، الذي انغمس فيه بإفراط إلى القعر، والذي كان قد تغنى بتونس قبلا، عندما حضر مؤتمر الشعر العربي، في قرطاجة عام ١٩٨٠، حيث قال فيها يوم ذاك:

يا تونس الخضراء جئتك عاشقا …
وعلى جبيني وردة وكتاب
إنّي الدّمشقيّ الذي احترف الهوى.
فاخضوضرت لغنائه الأعشابُ

وإذا كان نزار قباني، قد تغزل بزرقة عيني قرطاجة، وهي تغفو على ساحل البحر، حيث سحرته سعة فضائها، وأدهشته نضارة شبابها، في وقت شاخ فيه حتى الزمان،وهو الشباب الدائم التجدد، عندما قال:

بحريّة العينين يا قرطاجة ...
شاخ الزّمان وأنتِ بعد شباب

فإن الشاعر أبو كوثر، كان أكثر تطلعا، في كرم جمال قيروانها، وأعلى يقيناً، في تعاليها عن الشح، وارسخ ثقة، بفيض بهجتها على عشاقها ، حيث، في ذلك، يقول:

ياقيروانُ وما ٲَراكِ بخيلةً ......
عَنْ عاشِقيكِ ببسمةٍ وعِنَاقِ

وبهذه الأسلوبية الرصينة في توظيف حسه ابداعيا في قصيدته العصماء، ياتونسُ الخضراء ،يكون الشاعر أبو كوثر، قد نجح في معارضة، الشاعر الكبير نزار قباني، بمحاكاة إبداعية متميزة، مع صعوبة مجاراته، ليصطف بهذه المعارضة البليغة، بجدارة، ومن خلال رشاقة حرفه،وبلاغة نظمه، ورهافة حسه، قامة إبداعية سامقة، مع فطاحل الشعراء، وكبار الأدباء، في الساحة الثقافية، والأدبية، العربية المعاصرة، كشاعر مقتدر، يشار إليه بالبنان.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى