الثلاثاء ١٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٩
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

سالمة شميط أم موسى والأبطال

ضربت المرأة المصرية أروع الأمثلة في الفداء والوطنية وهاهى المناضلة السيناوية المصرية سالمة شميط التي اشتهرت في سيناء الحبيبة بـ (أم الأبطال) نظرا لدورها البطولي في 5 يونيو عام 1967 احتلت إسرائيل سيناء التي تمثل 6 % من المساحة المصرية ولذلك قامت البطلة سالمة شميط بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي أثناء فترة الاحتلال .
أيضا أطلق على البطل سالمة شميط (أم موسى) نسبة إلى ابنها الأكبر البطل الفدائي موسى الروشيد المعروف وكانت تدعمه خلال قيامه بالعمليات الفدائية ضد العدو الإسرائيلي فقد زرعت في أولادها حب الوطن ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي بعد أن فقدت زوجها في أحد التفجيرات التي سببها الاحتلال وأقسمت على استكمال مشوار زوجها المناضل عقب أن لملمت أشلاء جسده المتناثرة وحشدت الهمم في أبنائها محمد وموسى ومريم وتلقت الضربة الثانية في ولدها محمد الذي سقط شهيدًا أثناء تركيب أحد الألغام على طريق رتل عسكري إسرائيلي ليبقى لها ولدها موسى وابنتها مريم وعلى الرغم من فقدها زوجها وأبنها الأكبر لكنها أصرت على استمرار المشوار مع ابنها موسى وتعلمت فك الألغام وتركيبها واستطاعت من خلال ذلك مساعدة ابنها في فك الألغام من الصحراء من خلال التمويه وهى ترعى الأغنام وتقوم بنقل الألغام على بهيمتها إلى مكان تم تحديده من قبل ابنها فيقوم بتركيبه في طريق جنود الاحتلال ليرهقوا الاحتلال الذي لم يعلم من أين تأتي هذه الضربات ولم يعلم أن وراء كل هذا سيدة بدوية تتحدى دولة بأكملها ؟ لم يكلفها أحد بذلك بل من تلقاء نفسها من أجل دحر الاحتلال من أراضيها والثأر لزوجها وابنها الأكبر .
عندما انفجر أحد الألغام في ابنها موسى فقد إحدى عينيه وتهشم قفصه الصدري نتيجة لمئات الشظايا التي سكنت جسده وتم القبض عليه وهو جريح لا يستطيع الكلام أو الحركة وجاءها نبأ أن ابنها موسى استشهد ولكنها لم تصدق ذلك إلى أن تم السماح لها بزيارته في السجون الإسرائيلية من أجل أن تضغط على ابنها ليعترف للمحققين بأنه وراء التفجيرات الأخيرة وجاءوا بها معصومة العينين فهمست في أذن ابنها : ( لا تبكى يا ولد وخليك راجل مازالت أرضنا محتلة وأصمد فالشدائد تصنع الرجال ) ووقعت الكلمات على المخابرات الإسرائيلية كالصاعقة وتعجبوا من صمود هذه المرأة البدوية وشجاعتها غير المعهودة .
هذا الصمود من البطلة الفدائية سالمة والشعب المصري وكفاح أبطال قواتنا المسلحة كانت الطريق إلى معارك الاستنزاف والنصر العظيم في أكتوبر 1973 م الذي أبهر العالم ويعد الانتصار الوحيد في الصراع العربي الإسرائيلي ومازال يدرس في الأكاديميات العسكرية العالمية فقد قامت القوات المسلحة المصرية بعبور قناة السويس وقهر خط بارليف وإبطال مفعول مواسير النابلم التي زرعتها إسرائيل أسفل مياه قناة السويس حتى تحول المياه إلى أتون من النيران إذا فكرت مصر في عبور قناة السويس .
يوم 6 فبراير عام 2015 فاضت روح البطلة سالمة شميط ( أم موسى ) إلى بارئها وودعتها شمال سيناء ومصر إلى مثواها الأخير ولكن بطولاتها سوف تعيش في سجلات التاريخ مابقيت الحياة .


من كتابي وطني حبيبي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى