السبت ١٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٨

الأسبوع الثقافي الثالث لدعم المقاومة

ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الثالث لدعم المقاومة، أقيمت مساء أمس الخميس ندوة حوارية بعنوان التطبيع وثقافة المقاومة وذلك في مقر الجمعية الفلسفية الأردنية.

قال الباحث محمد لافي الجبريني: إن المثقف المطبع قديم قدم الحضارة نفسها، هدفه تحويل ما هو غير طبيعي الى طبيعي، وهذه كانت حاجة العدو المحتل بعد أن يحكم سيطرته العسكرية والسياسية لجر أكبر قطاع من الشعب ليصبح في خدمته، مضيفا: وعليه فإن قناعتي في مفهوم التطبيع تنتمي الى فكرة أن المطبع ليس من يطبع مع العدو الصهيوني حصرا، بل واستنادا لفكرة أن هذا العدو ما هو الا نتاج آخر للاستعمار تعني أن التطبيع يجب أن يشمل كل من هو "متأمرك" أو "متفرنس".

وأضاف الجبريني : في وطننا العربي الذي عايش التطبيع والمطبيعين بقدر ما رزح تحت الاستعمار وكان المكون الثقافي السائد وقتها هو التراث الشعبي والعادات المتوارثة والدين. مع طبقة من المثقفين الدارسين في اوروبا والذين يحملون ثقافتها وفكرها. وهذا النوع من المثقفين المطبعين والمستعمرين أسهم منذ حملة نابليون بتشكيل قاعدة مريحة للاستعمار. وكان منهم معلمين وعلناء دين ومؤرخين وبالتالي قد نقلوا الفكر الغربي للمجمتعات العربية وجعلوهم متصالحين مع الامتداد القهري للاستعمار واعتباره قدرا أو وضعا طبيعيا.

وأشار الجبريني، الى أن المثقف القومي نهل من ثقافة الغرب وأعجب بها ثم أرتدّ الى ذاته وتعرف عليها، واكتشف أنه مهما كان منسجما مع هذا الغرب فهو مجرد كائن أدنى، وقبوله مشروط بمقدار الخدمات التي يقدمها للغرب، فإما أن يستمر ذليلا مبتهجا بملذات تافهة، أو يعود لشعبه ليعمل على استنهاض المارد الذي فيه ولو كلفه ذلك حياته.

واستعرض الجبريني حالات متعددة من المثقفين الذين نادوا بالتعايش مع الصهيوني المحتل، سواء بالمسرح أو بالرواية وحتى بالموسيقى.

وختم الجبريني ورقته بقوله إن التساهل مع الثقافة السطحية التي خلقت فكرا هجينا تاعما لا يسمن الا رصيد العدو على حساب شعبنا.

وفي ذات السياق قال منسق تجمع اتحرك لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع الأستاذ محمد العبسي، بأن الهدف من التطبيع هو جعل اللاطبيعي طبيعي وازالة كافة الحواجز النفسية مع العدو بما ينتج في النهاية وعي جديد ومزور يساوي بين المعتدي والمعتدى عليه.

وأضاف العبسي بأن التطبيع الثقافي مرّ بمرحلتين وهو التطبيع السرّي والتطبيع العلني، والآن بوابات التطبيع مفتوحة بكل الاتجاهات، ولا نستطيع أن نحاكم المحتوى بعيدا عن الشخص، ولا نستطيع الفصل أيضا بين السياسي والوطني في موضوع التطبيع.

وأشار العبسي الى أن نقابة الفنانيين الأردنيين لا تقوم بالدور المطلوب منها، وتحركاتها خجولة في هذا الاتجاه مشيرا الى أن التطبيع الثقافي هو أخطر أشكال التطبيع وعلى جميع مؤسسات المجتمع المدني أن تقوم بدورها على أكمل وجه.

ومن جهته استعرض العبسي نماذج من المثقفين المطبعين وعن دور اتحرّك والقوى الشبابية في منع اقامة العديد من المهرجانات وعروض الافلام التطبيعية.

ومن جانبه قال مدير الندوة الاستاذ زيد حمد عضو شبيبة القومي العربي أن الحوارية تهدف الى مناقشة واستعراض آليات حماية وتحصين الثقافة العربية اذ أن مفهوم التطبيع الثقافي يعني وضع أسس وركائز في العقل العربي لاستيعاب المشروع الصهيوني بكافة أشكاله، وأكّد حمد أن المطلوب منا جميعا هو الاستمرار في اتخاذ أقصى درجات الاحتياط ضد التطبيع ومحاربته وفضحه وذلك للحفاظ على موقف الأمة وثباتها.

هذا وقد دار نقاش مطول حول مفهوم التطبيع واستعراض العديد من الحالات التطبيعية في الأردن والوطن العربي وعن آليات محاربتها.

وجدير بالذكر أن الأسبوع الثقافي الثالث لدعم المقاومة يختتم في مسرح عمون يوم غد السبت يعرض فيه فيلم بعنوان "بروبس" للمخرج الشاب عبادة سالم كما ستقدّم فرقة اجيال عرضا فنيا، وستقدّم فرقة القدس للتراث الشعبي الفلسطيني عرضا قصصيا فلكلوريا شعبيا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى