السبت ١٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٩

الفنانة التشكيلية السعدية حناوة

عبد المجيد رشيدي‎

صاحبة ريشة ناعمة وإحساس مرهف، فهي تتمتع برومانسية لأبعد درجة، تغوص في عالمها الخاص بين الألوان وفرشاتها بحثا عن مدينة وردية يعمها الهدوء، لأنها تعشق الطبيعة والحب والحياة الهادئة، هكذا تترجم الفنانة التشكيلية السعدية حناوة لوحاتها، لتحاول بريشتها أن تبرز الجانب المشرق والمبهج في حياتنا.

السعدية حناوة، من مواليد مدينة الدارالبيضاء، فنانة أبت إلا أن تُكون نفسها، وأن تتبع إلا إحساسها، نهلت من كل المدارس الفنية الحديثة، وتعلمت منها وتأثرت بها، إلا أنها أبت إلا أن تكون أداة طيعة في يد إحساسها بالجميل، فألهب إحساسها ريشتها فراحت تتراقص بها على اللوحات فكان من إبداعها ما يعرفه جميع محبيها ومتتبعيها ، لوحات في غاية الروعة.

ونظراً لما تتمتع به الفنانة حناوة من موهبة، بدأت ملامحها تتوضح منذ صغرها، كل ذلك قادها لأن تكون فنانة تشكيلة تسير بطموحها وإرادتها في التطوير إلى قمة الإبداع، حيث لا يحد من طموحها وأهدفها شيء، رغم كل المعوقات والصعوبات التي تواجه الفنانين عموماً في مسيرتهم الفنية والإبداعية، فكانت كما تمنت، هي فنانة تشكيلية تعشق الإبداع بمختلف أنواعه، تعشق الطبيعة وتتفاعل معها، وتتناول القضايا الاجتماعية المختلفة التي تهم الناس، حيث تُترجمها في إطار مبدع يتحدث عما تخبئه من انفعالات وأحاسيس تجاه مختلف ما يدور حولها .

لا تتوقف أصابعها أبداً عن معانقة الخيوط الملونة كي تنسج أجمل اللوحات الفنية لتشكل للآخرين لوحة فنية جميلة، تأخذنا بأسلوبها الممتع في رحلة بصرية لا تنتهي إلا بابتعاد عين المتلقي عن اللوحة.

تقول السعدية حناوة - الفن بالنسبة لي تجارب وممارسات، هو نتاج فكري لثقافة الأمم والشعوب، وجميل أن تمتزج تلك الثقافات فيما بينها، فالفن يجمعنا وبالفن نرتقي والفن تبادل لتجارب وخبرات، وتضيف السعدية - الفنان يمر بجميع المدارس وينهل من جمالها ومن كل بستان تجده يقطف زهرة، ومن ثم يشكلها بأسلوبه، فينتج خطاً فنياً خاصاً به، وبالنسبة لي فأنا ما زلت في طور التجارب وكل يوم يمثل مرحلة وتجربة جديدة فأنا أسعى دوما لإيصال رسالة من خلال رسوماتي الممزوجة أحيانا بالشعر الأصيل.

تولدت موهبة الرسم لدى الفنانة حناوة منذ طفولتها، بل وورثتها عن عائلتها، فكانت تشارك في مسابقات الرسم فترة المرحلة الدراسية، كانت تحظى دائما بالتقدير والاهتمام من طرف مدرسيها، درست بعد ذلك الفن وحصلت على بكالوريا فنون تشكيلية، عضوة بمركز رواد الفن التشكيلي العالمي، ترسم كل ما هو واقعي، شاركت في عدة معارض وطنية ودولية بمدن: مراكش، خريبكة، آسفي، أبي الجعد، وكذلك مشاركتها في ملتقى فني كبير بمدينة الجديدة، بالاضافة لمشاركتها في معرض بمقر السفارة الفلسطينية بالرباط، ومشاركتها الفاعلة بلوحات مميزة في معرض كبير بتركيا.

فتحت التشكيلية حناوة ورشات تدريبية ، وتعلمت على يديها مجموعة من النساء حيث أصبحن الآن متألقات في مجال الفن والتشكيل، عندما تتطلع إلى لوحاتها والتى تصور عليها مزيج أحلامها مع عبق تاريخ المغرب الجميل، يهيأ إليك أن أصباغ ألوانها معان وكلمات، قصائد شعر هائمة فى ديوان مفتوح الصفحات تحت سماء لوحات مفعمة بالحب لتحولها إلى إشراقة ولتؤلف بينها انسجاما رائعا.

عبد المجيد رشيدي‎

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى