الخميس ١٤ شباط (فبراير) ٢٠١٩
بقلم حسين مهنا

حيفا..

إلى المجلس الملّي الأُرثوذكسي الوطني..
وإلى رئيس ناديهِ الثَّقافي المحامي فؤاد
نقّارة.... مع حبّي وتقديري.

حيفا تسيرُ مع الزَّمانِ،
فلا تشيخُ
ولا يحولُ رُواؤُها.
وتظلُّ حيفا قِبلَةً لِلعاشِقينَ
فلا تميلُ
ولا تبوحُ بِحُبِّها إلّا لِكرمِلِها
وبَحرٍ
عانقَ المُدُنَ القريبةَ والبعيدةَ
ثُمَّ عادَ لِكي ينامَ بحِضْنِها.
وتنامُ حيفا بعدَ أَن تغفو شوارِعُها
وتصحو قَبلَ أَن تصحو زوارِقُ صَيدِها.
ومَعَ انبِلاجِ الفَجْرِ تَغسِلُ وجهَها
بِشُموخِ كَرمِلِها
وترفعُ لِلسَّماءِ يدينِ طاهِرَتينِ
تدعو رَبَّها كي يَحفظَ الباقينَ من أَبنائِها
ويُعيدَ غيّابًا نسوا أَن يأْخُذوا مَعَهُمْ
قُلوبَهُمُ..
فلا حُبٌّ يكونُ ولا أَمانٌ بَعدَها.

ونُحِبُّ حيفا واسمَها العَربِيَّ
رغمَ تبدُّلِ الأَسماءِ والدُّخَلاءِ
ظَلَّتْ تَكتُبُ التّاريخَ بالعربِيَّةِ الفُصحى
وتبني ما تَشاءُ منَ الصَّحائِفِ
والمدارِسِ
والكنائِسِ
والمساجِدِ
والمعابِدِ
والنَّوادي
والمقاهي
والمَلاهي...
أَقسَمَتْ أَن تَبتَني وَطَنًا عُروبِيًّا
على وطَنٍ تَشَوَّهَ بالرَّطانَةِ والهَجانَةِ...
أَقسَمَتْ أَن تُسدِلَ الأَسدالَ عن زَمَنٍ رذيلِ
وتُعيدَ ما تركتْ لنا الأَيّامُ من زمنٍ جميلِ.

حيفا عروسُ البحرِ لكنْ للمُتيَّمِ
بلسَمُ القلبِ العليلِ
وأَقولُها هَمسًا لِخوفي من عيونِ الحاسِدينَ،
أُحِبُّها..
وأُحبُّها..
ويُحِبُّ كَرمِلَها جَليلي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى