الأربعاء ٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم حسين عبد الرضا المالكي

الورد والأمطار

إليك .. وإليك فقط
البقايا،
تأكل من لحمها ،
الرماد،
يجتاح أبعاد،
العيون،
المتجذرة،
في الطوفان.
كأن لحظة اخرى،
لبكاء النوارس،
وبوح حزين،
تكفي لنلتقي،
في زمن الامطار .
تاتين من اواخر الزمان،
لبلاد عقيمة،
يتسلق وجهك،
اغصان يابسة،
لصمت اخضر،
كهشيم أوان سلطانية.
الحزن صحراء،
مترامية الاطراف ،
يمتد من شفتي ،
حتى اصابعك البلورية.
والليل مزدحم،
بالآهات ،
المتصلة من شفتيك ،
حتى رذاذ اصابعي،
الخشبية.
وحدك في مساء ،
بربري اخير،
تصبين للقلب،
كأسا اخيرة،
من أنفاس العذارى .
وشعرك مشنقة،
مغروسة ،
في ذاكرة،
من نحاس،
العواصف.
الصوت يبلغ حدا،
من الاعياء .
تغفو الطيور،
المهاجرة،
على صدرك،
الصغير.
وتنسحق حبيبات ،
من العنب ،
على ثغرك الملائكي ،
والورد،
مصحوب بعلامات ،
استفهام،
على خدك البدوي.
وأني..
اترقب موسم الامطار....
 
احتضارات شقائق النعمان
 
غائرة بأعماق المدائن
السرية في عروقي
خيولك الملونة
تجوب سماواتي
تموت المحطات البعيدة
التي تسمرت بأناملك
حتى قبل أن تتثاءب العواصف
التي اختزنتها
ممرات الأزمنة الموبوءة
بالهذيان
تتطاير من أباريق صمتك
قوافلٌ من النقوش المغربية
وأسراب من العصافير
التي ظلت الطريق
الى اللامكان
* * *
 
وتعلق من بقاياك
حفنة على جدران الحرائق
التي أطفأها رذاذ الوافدين
وتمزقت ذات هيامٍ
أسوار الغبش الذي يعلو
ضفاف البلور المتكدس
في امزجة الليلك
واحتضارات شقائق النعمان
على صهوة الحلم
تبزعين بلا بداية
من كوة المستحيل
يجللك كبرياء الكواكب
التي هزمتك
وأبخرةٍ تغلغلت في أثواب
الحنظل
الذي جف
على قارعة الذكريات
مسافرة في المدار
الذي لا يتوقف
عن اللهاث خلف النيازك
المحترقة
والأفلام المهربة
والأوهام المحشوة
في أقبية فنادق
الدرجة الأولى
* * *
 
تعبثين بمدائن شكلي
وتقطفين ثمار العواصف
التي احترقت
وفاز غيرها بالرهان
يسيل الصخر الذي
أحاط بقبر أمنياتك
التي وأدتها
نصال نزعتك التترية
معاولك هشمت
بلا ضجيح
المسافة بيني وبين النزيف
أحلامك المؤثثة
تنقلت بين تجهم
لاذع
وثورة لم تنضج
في فناجين العرافين
 
(نبوءات)
تسربت لجسد الخرائط
بقعةُ من الصهيل
الأزقة لم تحصِ القناديل
التي انطفأت
ذات ضياع
ولم يبصر الحراس الليليون
الشوارع التي تسلقت
لوهم في الأعالي
(وليس الخريف أن يأكلك الطاعون
ولكن الخريف أن يموت الطاعون
بالطاعون)
وسفائنك حدثت
- حينما بصقت الكؤوس
عواصفها -
مرافئي
وعندما عادت
الجيوش
التي أسقطت قلاعاً
كنت أظنها الأخيرة
في سفر الحروب
ألقيتِ إليّ مسلاتك..
فوجدت بأن أصقاعي
المترامية
وكل حضاراتي المتعاقبة
وسماواتي،
وعواصفي،
وجيوشي
وكتائبي
تنتمي إليك،
لشريعتك،
لكِ وحدكِ..
أيتها السماء الصخر..
والأرض البلور... !!
 
لوعة خريف النارنج
 
افترشي شعرك
وانغمسي في ماء الحزن
الى الرئتين
ولتنصب –حالا-
للثلج وللسقف وللجدران
موائدك النارية
وجهي لاينمو
في اوردة الاسفلت
لايوجد متسع لاسمك
في ازمنتي
في افاقي
اللوعة تغفو
في اروقة الممكن
افترشي شعرك
وامتشقي الاحلام
البدوية
ذوبي وحدك في الليل
احترقي
صبي عسل العمر
لحزنك مابين الجدران
وجهي يغرق
في الاوجاع
يتمزق تحت الطعنات
يتشكل ثانية
ويحدق جدا
في اللا معقول
ويحدق ثانية
يتحجر حتى
تاكله الساعات
البلهاء
القي لليل بماشئت
-هدايا-
وغوصي
في صرختك "المسكينة"
حد النسيان
فانا وجهي
قد غطاه الرمل
ولامس اوهام البسطاء
ولذا لايمكن ان تغسله الامطار
اللوعة
تحرق اخر عود
اخضر
في ذاكرتي
وجهي لايمكن ان يبدو
رغم الوهن
خريف النارنج
يتهاوى الصوت
ودمي يتقهقر
اتداعى
فتمر الانغام
على التابوت
كسوط النار
يحترق السجاد
وتهب الريح
على الفانوس
وجهي يمطر
في الظلمة
حد البوح
افترشي عمرك
صبي عسل العمر
على قدمي
فانا يكفيني جدا
ان استنشق هذا العطر
فانا وجهي
قد اقفله المروا
وحبيبات من حزن
غائرة تحت الجلد
لايوجد متسع لاسمك
في امكنتي
في اوراقي
نتوازى .....؟!!!
سهل
نتقاطع؟!!!
لايمكن ...
في اي زمان..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى