السبت ٢٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم محمد محمد دومي

أبنيتي

أبنيتي هيّا اربطي أرجوحتــــــــي **** بالتينِ والزيتـــــــــونِ والرمــانٍِِ

إن كنتُ في زمنِ المشيبِ فإننــــي **** أهوى التصابي في ندى الوديانِِ

إنَ الكهولةَ لم تقفْ في بابنــــــــــا **** هيَّا رواءُ* فرددي ألحانــــــــــــي

فالشمسُ تشرقُ في الصباحِ وفي المســـــا **** ءِ تودعُ الإشعاعَ طولَ زمـــــــــانِِ

والبحرُ يرسلُ موجَهُ متلاطمــــــاً **** لا يستكينُ لدافعِ الإنســــــــــانِِ

فَلِمَ ابنُ آدمَ إنْ تقادمَ سنُّـــــــــــــه **** دفنَ الشبابَ بعالم النسيــــــــان؟!

وبنى الهمومَ بقلبه وبعقـــــــــــــله **** ورمى التفاؤلَ في لظى النيرانِ؟!

أبنيتي هلاَّ نغردُ في الريـــــــا **** ضِ كبلبلٍ في قمةِ الأغصــــــــانِ

والطلُّ يطرقُ مهدنا مترنمــــــــاً **** فيحلُّ ضيفاً دونَ ما استئــــــــذانِ

والنحلُ يرقصُ والرحيقُ مرامُــهُ **** والشهدُ يدنو من سنا الأفنــــــــانِ

قسما سأنسى ما تعبتُ بُنيتـــــــي **** من حمله التغريبِ والهجـــــرانِ

وأنامُ مثلَ الطيرِ تحت شُجيــــرةٍ **** أو فوق سطحٍ شامخِ البنيـــــــــانِ

أبنيتي لولا الطفولةُ ما غـــــــدتْ **** أمٌّ تكفكفُ دمعةَ الأحـــــــــــــزانِ

فالمرءُ إنْ مُدَّتْ به أيامُــــــــــــهُ **** حبَّ البقاءَ كرغبةِ الولـــــــــــدانِ

والليلُ إنْ طالَ السباتُ بضيمـــهِ **** ملَّ الرقادَ وجلسةَ الخــــــــــــلانِ

والفجرُ يرسلُ للحياةِ بشاشـــــــةً **** والماءُ يطفئُ حرقةَ الظمــــآنِ

والنفسُ تلهو والزمانُ رقيبُهَــــــا **** والعينُ تبكي من جوى الوجــدانِ

فالمالُ في عينِ القناعةِ زائــــــلٌ **** والعلمُ يبقى درةَ الأكـــــــــــــوانِ

إنَ السعيدَ إذا الليالي أدبـــــــرتْ **** جعلَ الوفاءَ منابعَ الإحســـــــانِ

ورأى السعادةَ طفلةً في مهدِهَـــا **** تنمو بقلبٍ صادقِ التحنـــــانِِ

رواء: ابنة الشاعر في الربيع الثالث من عمرها


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى