الخميس ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٤
بقلم سليمان نزال

صرخــات


يصقلُ صرخةً في الأعماق..

يصقلُ صرخة,

يشحذها بحدِ الانفجار

يأخذها..

يعلقها فوقَ الجدار

ينظرُ فيها لجرحه

ينظرُ في إنبهار..

لأسرارٍ له في النهرِ

و أسرار غرستْ نزيفه قمحاً

في ترابِ الإنتظار...


كان يصرخ..

على كتفيهِ تصعدُ أسئلةُ الكواكبِ..

و أصداءُ الوديان..

كان يصرخ..

يشعُّ غضباً و التماعات

مثل لؤلؤةٍ جريحةٍ..

أسيرة الخُلجان...

كان يتبع فياضات غيابه..

يجزلُ الأشواقَ لأضلاعه

و يغزلُ لها من صوفِ المواجعِ

أجملَ القمصان..

و كان يخرجُ من الزيتونِ همسُها

التياعات للأخضر الأسير..

نسغُ يكبر بين صوتين

قيثارة على شاطىء طبريا

و صهيل يمزجُ أرجوانَ البقاء

بصيحةِ السنديان..

كنتُ أصقلُ الصرخات..

فيراني..و يحتج عليَّ زندي..

و يشكوني إلى نبضي..

و أنا أرتبُ أحزاني..

موجةً موجةً..

قافلةً باقيةً

و قافلة للخلود ِ تمضي..

و أعيدُ طريقي للخطوة الأولى

بهذا الشتات..

لأراها كاملةً..

بالرجوع ِ إلى أرضي..


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى