الجمعة ٢٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم سعود الأسدي

أنا والمرآة

يا حُلْوَتي !
وأنا المُسَهَّدُ
جئتُ معترفاً بسُهدي
ولقد أكونُ مُقَرْفِصاً
إمّا اضطجعْتُ وليس لي
من تحت رأسي في اضطجاعي
غيرُ زَنْدي ،
متحمِّلاً ما يستطيع تحمّلي في الليل
من شَرْدٍ وبَرْدِ ،
وأنامُ مثل الوَحْشِ وَحْدي
في غرفةٍ هي بعدَ نصفِ الليل لَحْدي
وأفيقُ مثلَ سنابلِ الأحزانِ
مُنْكَفِئاً بوَجْدي ،
وكأنّني أرَقُ النّدَى
قد ذابَ من شوقٍ لوَرْدِ
أو توقُ نهرٍ عالقٍ
مابين رابيةٍ وسَدِّ
مُتباطِىءٍ مما يُعاني من جفافٍ مُسْتَبِدِّ
***
وأمدّ كفّي كي أُلامسَ جَبْهتي
فإذا بكفّي لا تُلامسُها لبُعدي
فأقولُ رُبّتما أُلامسُ بعضَ خَدّي
فإذا بخدّي في فمي
وفمي يلاصقُ صحنَ خدّي
فنهضت ُ من فزع المروِّعِ
واقشعرّ لذاكِ جِلْدي
***
فتّشْتُ عن مرآةِ صِدْقٍ
كي أرى ما قد عَرَاني من تَرَدِّ
فإذا بمرآتي تُعاني ما أُعاني من تردِّ
فطلاؤُها متهالِكٌ مثلي
لأخْذي باليدين لها وَرَدّي
وإطارُها كإطارِ روحي
هيكلٌ هَرِىءٌ مُصَدّي
فرثيتُ حالي عندَها
وهربتُ من عندي لعندي
فوجدتُ حالي ضِدَّ حالي
مثلَما المرآةُ ضِدّي
فكَسَرْتُها ورميتُها ورميتُني
عني ببُعْدٍ مثلِ بُعدي
في موجِ بحرٍ غاضبٍ
فَطَفَتْ عليه بالتّحَدّي
لتظلَّ طولَ العُمْرِ ضِدّي
والموجُ يأخذُها معي
في موجَتَيْ جَزْرٍ وَمَدِّ
***
يا حلوتي وأنا المُسَهَّدُ
جئتُ معترفأً بسُهْدي
وأنامُ مثلَ الوحشِ وحدي
في غرفةٍ هي بعدَ نصفِ الليل لحدي
فالنومُ موتٌ حدّه من يقظةٍ
والموت نومٌ دونَ حَدِّ
مُدّي إليّ وأنتِ عندي
مُدّي إليّ ـ لكي أنامَ ـ
يديكِ طولَ الليلِ مُدّي !
لي غفوةٌ بكِ قد تكونُ
فلا أُبالي إنْ تَمُدّي
أنْ يطولَ الليلُ بَعْدي !!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى