السبت ٢٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم ريمون جرجي

سوريا بحاجة لهذه المناسبات أيضاً !!

ها نحن على أبواب أعيادنا المباركة التي ننتظرها جميعاً مهللين خاشعين راجين الله بدعاواتنا وصلواتنا لكي يعم الخير على البشرية جمعاء ، فلاشك أن حياتنا زاخرة بالأعياد الدينية والقومية التي تزين حياتنا وتعطيها معان سامية وفاضلة ، ولكن ......

ألا توافقوني الرأي على أننا بحاجة إلى أعياد انسانية إضافية ، بعد أن أصبحت أعيادنا بكل فضائلها ومكانتها روتينية أحياناً " بواجباتها لا بمعانيها " فأصبحت عطلات الأعياد هي فرصة لأداء مهمات روتينية أو لقضاء أعمال مؤجلة ، أوحتى حافزاً إضافياً للبحث عن حصة من الأعمال الإضافية بهدف تحسين الدخل ، وبما أننا يجب أن نسعى لسعادة الإنسان بكل فئاته العمرية :

فالإنسان الطفل الذي ينتظره مستقبل في هذا الوطن ، والانسان الشاب الذي يشق مستقبله بصعوبة ، والانسان المنتج الساعي لتحقيق حياة كريمة له ولأسرته ولأهله ، وأخيراً الانسان الذي قضى عمره باذلاً شبابه فانياً صحته في سبيل توفير الحياة الكريمة من خلال المراحل الانسانية السابقة ، وهذا الإنسان الذي يُعامل اليوم معاملةً أقل ما يقال عنها أنها مجحفة بحقه ، ومعذِبة لأبنائه الذين ليس بيدهم أي حل أو إمكانية لتحقيق شيء من الرفاهية لآبائهم عند أرذل سنوات العمر (وهي نسبة غالبة حالياً بيننا) .

أما الهدف من هذه المقالة فهو دعوة الجميع للإلتزام بيوم مخصص لكل مناسبة من المناسبات التي سآتي على ذكرها ،علماً أنها لاتحتاج إلى إمكانيات مادية ضخمة أو إلى تعطل عن العمل أو إلى خسارة مادية ، فكل منا يستطيع الإحتفال على طريقته ، ويبقى الهدف الرائع بأن نجتمع جميعاً في هذا الوطن بنفس اليوم لتحقيق هدف نتكاتف ونتضامن من أجله ، وهدفنا هو الإنسان ، وغايتنا هي الوطن ، فأي معان سامية أفضل من الانسان والوطن ، فإن لم نتوحد بالجهود فلتوحدنا النوايا على الأقل ! .

ومن هذه المناسبات :
• يوم للمرأة الحامل: أينما كانت في البيت، العمل، المدرسة، في عيادة الطبيب أو حتى أمام غرفة الولادة.
• يوم المواليد الجدد : لنبارك هذه الدفعة الكريمة ونأمل لها خيراً وللوطن مدداً.
• يوم للطفل من ذوي (الاحتياجات الخاصة ): فليس على الأهل فقط أن يتذكروا ، بل لابد للإنسانية أن تتذكر أيضاً وتمدَ يدها بلمسة حنان لهذا الإنسان الطفل ذو الاحتياجات الخاصة .
• يوم لشرطي المرور: فمهما جرى، ومهما حدث فهذا الإنسان يقف في الشارع بلا مكتب ولا كرسي، تحت الشمس والمطر فهل نشكره، حتى ولو كان له عيد رسمي كله " بروتوكول " وروتين بلا مشاعر من الإنسان تجاه أخيه الإنسان.
• يوم للجندي المناوب في خدمة الوطن: عندما نتذكر أن لنا أخاً أو ابناً أو جاراً أو مواطناً يسهر ممسكاً بندقيته أينما كان موقعه، كي ننعم نحن بالطمأنينة، لنتذكره ونسأل عنه في هذا اليوم.
• يوم للأب الذي يكدح لـتأمين حياة أبنائه، لشكره على ما يقدمه لهم من دعم ومشاعر وما لهذه المشاعر من تأثير على تأهيل شخصية الأبناء، فعلى الأقل هل نلتفت إلى هذا الأب الإنسان ؟ كي نقول له شكراً على عطاءك، شكراً على تضحياتك إلى جانب الأم المكرمة أيضاً في عيدها.
• يوم للممرض الذي يقوم على خدمة المرضى: ملاك أو ملائكة الرحمة ، فهذه المهنة بحاجة إلى ترقية كبيرة لدينا فلابد من تحفيزها وتغيير النظرة السلبية السائدة وتغيير طبيعة الخدمة المقدمة للمرضى.
• يوم لطاقم الإطفاء والإسعاف : لاحاجة إلى التوضيح أو الإفاضة .
• يوم لموظفي بنوك الدم: نتذكر بنوك الأموال دائماً، نشاهد أخبارها في كل نشرات الأخبار، ولكن ماذا عن بنوك الدم التي تحافظ على حياة الإنسان وعلى أهم عنصر لاستمرار الحياة.
• يوم لعمال النظافة: هل يمكن للجميع النزول إلى الشوارع لتنظيف مخلفاتهم وقماماتهم بأنفسهم كمساعدة وشعور لما يعانيه رجال النظافة في جمع القمامة وتنظيف الشوارع.
• يوم للمسنين: تكريم هؤلاء الناس وسؤالهم عما ينقصهم من طعام ودواء ولباس أو تقديم شحنة من العواطف والمشاعر لهم.
• يوم للمعلمين المتقاعدين: هل يلتفت الناجحون والبارزون في حياتهم إلى أساتذتهم ومعلميهم السابقين ؟ هل رأى أحدكم دموع أستاذ متقاعد قابل طالب ناجح من طلابه السابقين فعلم بنجاحاته ومراتبه فذرف الدموع بشكل عفوي وصادق كأنه تكريم له هو بأمس الحاجة إليه ، بينما يكابد هذا الأستاذ بحثاً عن تقدير أو فضل يجنيه بعد عذاب كابده وشقاء يعانيه .
• يوم للموظفين المتقاعدين : التفاتة كريمة في يوم واحد لهذه الفئة من الناس ، قد تمسح دمعاتهم ، وقد تزيدهم أملاً في الحياة.
• يوم الطلبة: فكل طالب بحاجة لمثل هذا اليوم كي يعرف أنه مهم جداً للوطن والوطن ينتظر نجاحه وتخرجه.
• يوم لأصدقاء المدرسة: لو فكر كل منا بأسماء زملاء الدراسة في شتى المراحل الدراسية ، ولو تواصل هؤلاء وسأل البعض عن أحوال زملائهم ، وأحوالهم ، فلا بد من مشاعر دفينة وذكريات حميمة قد تتفجر لتفيض بينابيع العواطف واللحمة الانسانية.
• يوم العائلة: للعائلة فقط وليس لأي اهتمام آخر، خاصة أن العائلة هي الخلية الصغيرة لبناء هذا المجتمع.
• يوم الطبيعة: العودة إلى الطبيعة ، وطلب الاسترخاء فيها ،
• يوم الكتاب : يوم القراءة ، والمطالعة والاستفادة والثقافة .
• يوم اللارشوى : يوم حلال 100% للجميع فهل هناك من يرغب بكل صراحة ، لاراشي ولا مرتشي ليوم واحد من 365يوم
• يوم اللاتلفزيون: نعم أجل بلا تلفزيون وبلا إقحام وحشو لنفوسنا وعقولنا وعاداتنا الاجتماعية وبيوتنا.
• يوم الدراجات الهوائية : نساهم في تخفيف التلوث ، نمارس فيه البساطة ، نُقارب فيه المجتمعات المتطورة أو حتى الفقيرة .
• يوم الرياضة الصباحية: فالرياضة التي نفقتدها وأجسامنا المريضة لقلة الرياضة ، وعدم توفر أماكن الرياضة الطبيعية فمن خلال هذا اليوم قد يتحمس مخططو المدن لدينا على تصميم أماكن الرياضة الطبيعة في مخططاتهم .
• يوم الورود: لنتبادل الورود والأزهار مع بعضنا بعضاً في يوم محدد .
• يوم المساعدة الانسانية : نقدم عهداً لتقديم المساعدة لمحتاج في هذا اليوم أينما كان ، فلابد لهذه المساعدة أن تُزهر وتُبهر.
• يوم الجار: فالأديان أوصت بالجار ، ونحن غالباً ماننسى جيراننا ،
• يوم الجد والجدة : لنخصص يوما في السنة للجدات والجدود ونقضي معهم يوماً لأجل شكرهم وتفانيهم .
• يوم الصحة: لنحتفل بالصحة والعافية ، لنشعر بمكرمة الله علينا بهذه النعمة الغالية ، حتى نعرف أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء .
• يوم العطاء : تبرع أي شيئ فالمهم هي فكرة التبرع والاستغناء عن تملك الأغراض ومنحها لأناس قد يكونوا بأمس الحاجة إليها.
• يوم لقبول الآخر: والمقصود بالآخر هنا، هو كل من ليس هو أنا ، أي أنه كل إنسان آخر .

هناك الكثير الكثير من المناسبات التي ينبغي الاحتفاء بها وتقديرها وتخصيص يوم واحد لكل الوطن ولكل أبنائه ، لنتوحد بعواطفنا الانسانية ونُكرم الانسان ، وندفعه للأمل والتفاؤل بالمستقبل ونُكرم الانسان الذي أعطى وأفنى ونشكره أمام كل الأجيال .
إذا كانت الظروف المادية صعبة ، وليس بإمكاننا تحسينها بشكل سريع ، لكنني أجزم بأننا نستطيع إلهاب عواطفنا وشحن مشاعرنا ومشاعر أطفالنا وكبارنا ، فهل نخصص لها يوماً لنمارسها ؟ وهل من جهة تتبناها وتُشهرها ؟.

حلب في 19/12/2006
Ray11968@gmail.com


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى