السبت ٢٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم خالد عبد الرضا السعدي

افتتاح أوبرا العذاب البابلي

العالم كلّ العالم مدعوٌ للبكاء

المكان: وطني المحنط بالقتل والدم

الزمان: حيث تُغتال الحياة على مرأى من الكون

العنوان:وطن يتفرق بين الغرباء رغيفاً لا يشبع أطفال الله الجوعى

البطل:القاتل دوماً فهو نبيٌ أرسلهُ الأوباش إلينا

الضحايا:أطفالٌ في عمر الوردِ وأصغر من برعمِهِ ونساءٌ يعشقن عيون الماء

وقبل حبيبٍ مزقّت الأباتشي جسده العظيم

وشيوخٌ في بابل ورثوا الطين

وأورثونا أغنية الفجر فضعنا بحثاً عن تابوت الجدّ

وشبابٌ يا بابل ما زالوا يقظين لرصاصات الغدر وسوط الجبناء؟

آهٍ هل أجملُ يا وطني من بابل تحضن تاج النصرِ وتختصر العشب بثورةْ؟

هل أجمل يا وطني من شمسٍ تشرق من وحي الشعر القابع فينا رغم عصابات الإنذار التتريةِ؟

يا "بوش" الأخرقِ يا سيّاف العصر

الصامت حدّ الهمجيةِ ...!

لا أملك غير فؤادي أتركه يرفس خوذَ المارينز..

يرتل آيات "حمورابي"

يقف الموتُ بحضن شبابي؟

يقفلُ ذاكرتي...يقلعُ منها ضحك الجامعةِ وهمس صحابي؟فأنا وحدي..

أصفع أبنائك في بابل؟

أرفسهم يوم ينادي الله على الشرفاءِ

أكتب أغنيةً للأطفال

عن وطنٍ حوصر كالأبطالْ

ومات شهيداً كالأبطالْ

عن شعبٍ يعشق لحن الحريةِ والبارودِ

عن أمل فينا مفقود

يعيدُ حسابَ الأشرارِ

ويكتب فوق جبين الشمس

حروف النصر العربي

وطني يا أملاً ضاع بمطاراتٍ لا تعطينا تأشيرات دخولٍ لجهنم غربتنا

وطني يا شطاً ظمآناً يشرب دمعتهُ

نبوءاتِ الآتي الأحمرِ

ينثرنا بين البلدنْ

أحزان كمانْ

يا صوتاً عربياً تاهت نبرته في غابة غزوٍ تتريّ

أني طفلُك

ألعق ثدي الدمِ

أرتشف ماءَ الحيرةِ

والبرد يغطيني يا وطني

والنار تحاصرني تملكني

يحرقني الصبرُ وقد ضاعت كل الكلمات

بابل غنّي

فالأوبرا مذبحنا العلني

والناي سجينٌ في الكلمة

سجينٌ في معطف أنثى تتهجى الشهوة

عند المذبحِ

ننحرُ كلّ أغنينا ونعلنُ أنا قرابينكَ يا طينُ

وأنا أبطال الأوبرا.!




دمشق
8/1/2007


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى