الجمعة ٢٣ آذار (مارس) ٢٠٠٧

التلمود تاريخه وتعاليمه القسم الرابع من عشرة أقسام

الدكتور ظفر الاسلام خان

وقد كتب الدكتور جوزيف باركلي، معتمداً على التلمود، أن قضية المسيح هي من أهم قضايا اليهود. تقول مدرسة إليجاه أن العالم سيبقى ألفي سنة في الارتباك والبلبلة، وألفي سنة في سيادة القانون (التوراة) وألفي سنة بعد مجيء المسيح. (وعلى هذا فلم يبق سوى بضع عشرات من السنين على انتهاء العالم)!

وقد جاء في التلمود أيضاً:
"The Time for the coming of Messiah is expired".
"إن الموعد المحدد لمجيء المسيح قد انتهى".

ويقول الحاخام "راو" Rav:
"The appointed times are long since past".
"إن الأيام المقررة (لمجيء المسيح) قد مرت منذ وقت طويل".

ويقول التلمود أيضاً أن المسيح سيظهر بعد ظهور "الياجوج والماجوج" وحرب "التنين Dragon"، أما عن عودة القبائل اليهودية الى الأرض المقدسة، فيؤكدها تارةً، وينكرها تارة أخرى. ولكنه يؤكد أن جميع الأجانب Gentiles سوف يدخلون في الدين اليهودي عند ظهور المسيح!!

والتلمود يذكر أيضاً أن عربياً أخبر أحد اليهود أن المسيح قد ولد، وأخبره عن مكانه فذهب وشاهد المسيح، ولكنه ذهب مرة أخرى فلم يجد له أثراً، وقيل لهذا اليهودي أن الرياح قد أخذته (عليه السلام) الى الشمال (لعل المقصود منه هجرة العائلة المقدسة الى مصر). [1]

وهناك خلاف بين الحاخامات حول المدة التي يبقى خلالها المسيح على الأرض، فيقول البعض أنه سيبقى أربعين عاماً، والبعض يقولون سبعين عاماً، والبعض الآخر ثلاثة أجيال، وقال آخرون: سيقضي على الأرض "المدة التي سبقت مجيئه منذ خلق العالم أو منذ زمن نوح حتى الآن". وذهبت جماعة من الحاخامات الى أن مملكة المسيح ستستمر لآلاف السنين، "لأنه إذا وجدت حكومة جيدة لن تنقرض بسرعة". وقالوا أيضاً: إن المسيح سيموت ثم يخلفه ابنه ثم حفيده. وللاستدلال على هذه الخرافة جاؤوا بما قاله "أشعيا" (X. I.i.i. 4): "إنه لن يفشل، ولن يُشَبّط من عزمه حتى يقيم العدل على الأرض".

ومن خرافاتهم أيضاً الاعتقاد بأن حياة "الناس" حينئذ ستطول قروناً، و"الطفل" سيموت في سن المائة (المراد بالناس بنو إسرائيل وحدهم، أما الطفل فالأجانب!) وقامة الرجال ستكون مائتي ذراع (Ells).

وأرض إسرائيل ستنبت الخبز والأقمشة من أجود أنواع الصوف. وسينبت القمح في لبنان عالياً مثل أشجار النخيل، وسيهب هواء بمشيئة الله ليجعله دقيقاً فاخراً. وحبوب القمح ستكون مثل كلي الثيران الضخمة.

وهذه الأساطير تتعارض صريحاً مع قول التوراة:
"ليس هناك من جديد تحت الشمس" (Eccles, i.9).

ومن هذه الأساطير أيضاً أن كروم العنب ستثمر حتى أن عنقوداً واحداً سيكفي لثلاثين جرة من الخمر، وسيرتفع بناء أورشليم ثلاثة أميال، وأبوابها ستكون من لآلئ وأحجار كريمة قامتها ثلاثين ذراعاً طولاً وثلاثين ذراعاً عرضاً. وعندما عارض أحد التلاميذ هذا الرأي حرقه الحاخام يوحنان بنظرة عينيه وأحاله الى كتلة عظام قائلاً: "أنت الأحمق، لا تؤمن، وتَسخَر من كلام الحكيم".

ويقول الدكتور جوزيف باركلي أن الطبعات الأولى من التلمود شملت كثيراً من كلمات السب والشتم ضد سيدنا المسيح عليه السلام، والمسيحية، ولكن الطبعات الأخيرة لا تشمل إلا القليل جداً بعد أن طهّرتها الكنيسة. ومن طبعات التلمود التي كانت تسب وتشتم سيدنا المسيح طبعة أمستردام لسنة 1645، وقد نعت فيها المسيح بالكلمات الآتية:

1- "ذلك الرجل" "That one"

2- "مثل ذلك الرجل" "Such an one"

3- "أحمق" "A fool"

4- "المجذوم" "The Leper" (المصاب بالجذام)

5- "غشاش بني إسرائيل" "The deceiver of Israel"

وجاء في نفس الطبعة أيضاً:

6- يدعي أنه ابن الجندي يوسف بنديرا Joseph pandira حبلت به مريم (نعوذ بالله من هذا البهتان الأثيم!) قبل زواجها.

7- المعجزات التي قام بها المسيح كانت بقوة السحر Sorcery، وأنه قد تم تعلم السحر أثناء وجوده في مصر، واستدلوا على ذلك لأنهم وجدوا على جسد المسيح عليه السلام علامة لشق اللحم (!).
8- زعموا أنه تعلم ما كان يقوله للناس، على يد يوشوا بن برخيا Joshua ben Perachia، وزعموا أيضاً أن يوشوا هذا قد حرمه – كنسياً – (excommunicated) وألقاه بين قرون أربعمائة كبش لتفتك به (هذا رغم أن يوشوا عاش قبل المسيح بسبعين سنة!!).

9- قبل "صلب" المسيح أُعلن في المدينة عن طريق النداء العام أن يحضر الذين يريدون الشهادة ببراءة المسيح ولكن أحداً لم يتقدم (!)

10- يقول التلمود أن المسيح عليه السلام رُمي بالأحجار ثم صلب مساء عيد الفصح.

11- تلاميذ المسيح "ملحدون" heretics، ويطلق التلمود عليهم أسماء شائنة، فاضحة، ويتهمهم بإتيان أفعال قبيحة.

"العهد الجديد" (الإنجيل) يسمى بـ "كتاب مملوء بالإثم" "Sinful book". وكلما يشير التلمود الى هذه الموضوعات تمتلئ لهجته بالمقت الشديد والكراهية. [2]

الدكتور ظفر الاسلام خان

[1الأدب العبري، ص 33 - 43

[2أنظر كذلك: "الأدب العبري" ص 34 – 36. The Talmud, Dr. Joseph Barclay, London: 1878, pp. 38-39

12-


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى