الاثنين ١٢ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بقلم لبنى محمد زيد شبلي

المدينةٌ الخضراء

المدينة الخضراء،
النابتة على كفي الأيمن.
نسائها تضاجع الابناء،
في كل ليلةٍ يكتمل بها القمر.
 
الرجال تخيط الكلام،
في أُذنِ الريح.
المدينة حاكمها واحدٌ،
زوّجَ قلبه للنساء جميعاً.
يجامع الليل،
ويلتقط النجمات بإصبعه الصغيرة.
 
المدينة تنام في حضور الشمس،
وتستيقظ عند غيابها،
للذهاب الى العمل.
 
النساء تزرعُ الحقولَ،
ليلاً.
حقولاً من العنب،
حقولاً من البرتقال،
وحقولاً أخرى من السنابل.
 
الرجال يستلقون على النهر،
يهمسون للماء حكاية "سيزيف"،
ويمرغون على وجوه الاطفال،
رغوة الحليب.
المدينة مليئةٌ بالضجر،
والثرثرات.
 
المدينة الخضراء،
تكسوها لزوجة الاحداث،
والتعابير المخفوقة بالكسرات.
تجوب في شوارعها صباحاً،
القطط السوداء.
تطارد الكلاب ،
وتجعلها تهرب وراء الجبال.
 
القطط تقطف البرتقال،
وتشرب من العنب،
وتأكل السنابل.
 
النساء تصنع القمح،
وتجبل في ثدييها،
ماءاً للعطش.
الرجال يسكبون على بطونهم،
زُهد الموعظة.
 
المدينة حين تنام صباحاً،
تُقلق العصافير بوهمها.
فترسل منقارها تحت الارض،
لتتنفس.
 
الحاكم العاشق،
يرسل جسده للعصافير،
يلعنها ويصاحب رئتها.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى