الخميس ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم أحمد مروات

تاريخ الصحافة في مدينة حيفا العربية

حيفا هي المدينة الثالثة التي صدرت فيها أهم الصحف العربية والبارزة في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى 1918-1914.

ومن هذه الصحف ما صدرت لفترة قصيرة ومنها من نقلت إلى مدينة حيفا من مدن عربية مجاورة كسورية ولبنان...

أهم الصحف التي تركت بصمة واضحة وجلية في تاريخ الصحافة في هذه المدينة ومثلتها شانها شان جريدة القدس لمدينة القدس وفلسطين لمدينة يافا..

فقد كانت الكرمل الحيفاوية لصاحبها المرحوم نجيب نصار التي داومت على الصدور حتى الحرب العالمية الثانية..

من ابرز منابر السياسة والفكر في فلسطين التي عانت من معارضة السلطات وملاحقة صاحبها..

ظروف تاريخية

حتى تموز 1909 , لم يصدر عن الإمبراطورية العثمانية أي قانون رسمي ينص ويحدد اتجاه العمل الصحافي في فلسطين. فقد كانت عملية الحصول على رخصة لاستصدار صحيفة كان منوطا مسبقا بالعراقيل والتعقيدات التي كانت تستغرق الكثير من الوقت ومنها شهورا ولربما سنوات عديدة..

لذلك فان تقديم الرشاوى إلى الموظفين العثمانيين ساهم في معالجة الموضوع بشكل سهل وسريع واخراجة إلى النور بشكل منظم.

جاء تحديد العمل من خلال تعليقات وتوجيهات من السلطان العثماني ومن خلاله كان الأمر بان يلتزم الصحفيين بقواعد المهنة وعدم إثارة البلبلة في نفوس الرعية وعدم إيراد أي خبر من شانه الإساءة إلى الحكومة..

الكرمل

ترافق صدور صحيفة الكرمل مع إعلان الدستور العثماني عام 1908 والذي اقتضى بإعطاء الشيء النذير من الحريات لكافة الولايات ومنه حرية الصحافة والرأي والأندية والجمعيات...

بدأت الكرمل كصحيفة أسبوعية وكان محررها والقائم على إصدارها نجيب أفندي نصار أو كما لقب بشيخ الصحافة الفلسطينية..

ولد نجيب نصار في عين عنوب من عائلة أصلها من مدينة الناصرة عام 1873 على وجه التحديد.

عمل في بداية شبابه صيدليا في المستشفى الاسكتلندي في مدينة طبريا ومنها انتقل للعيش في مدينة حيفا
التي بدأت حينها تتذوق طعم الازدهار وتركض مع عجلة التطور وطور البناء..

أسس صحيفته بعد إعلان الدستور إلا إن الكرمل احتجبت عام 1913 بعد أن قامت ضده السلطات التركية وبملاحقته أينما كان.. مما دفعة للفرار من أعين السلطة والاستجارة بأعز اصدقاءة في مدينة الناصرة ومنهم الفاهوم والقعوار..

عادت صحيفة الكرمل الحيفاوية بالصدور وبحلة جديدة عام 1920 وحتى 1942.

حيث أغلقت نتيجة للصعوبات والأعباء الاقتصادية التي لازمت نصار والتي كانت بأرقام فلكية مما أثقلت كاهنة
منذ صدور الكرمل في مدينة حيفا دعمت السلطات العثماني وتقربت لها ودعت إلى التآخي بين كل العثمانيين عربا وإسلاما لا فرق بين الاثنين..

لكن بعد شروع قادة تركيا الفتاة بقيادة أنور وطلعت وغيرهم بقمع واضطهاد العرب القوميين وتضييق الخناق على مهنة الصحافة وكسر راية المنبر الحر.. بدأت الكرمل بتوجيه سهامها سليطة لاذعة اتجاه السياسة الهوجاء التي انتهجتها السلطات العثمانية..

جاهد نصار وكان من الأولين الذين تنبئوا وفضحوا مخططات الحركة الصهيونية التي بدأت تسري سري الهشيم والطاعون في فلسطين بشكل متسلل..

ففي حيفا وعبر صفحات الكرمل الغراء أطلق نصار أولى صرخاته منبها بقدوم الكارثة..

إذ أن العرب لم يصدقوا ما كان يرمي له نصار وكأنها أسطورة..

""فهل يعقل أن اليهود الذين جربت بهم الذلة والقلة وقامت بهم الأهوال سيقيمون في فلسطين؟؟.

حتى أن العرب سخروا من نصار ومن صحيفته ولقبوه بمجنون الصهاينة...

النفير

صاحبها ومؤسسها إيليا زكا, ولد في حيفا وانهي دراسته العليا في الكلية الأرثوذكسية في الناصرة السيمنار الروسي.

اصدر صحيفته النفير في الإسكندرية عام 1902 ثم انتقل بها إلى القدس الشريف ليفتتح أولى أعدادها عام 1908
ثم استقر بها الحال في حيفا مع إطلالة عام 1913..

أسس إيليا زكا عام 1919 مطبعة حيث كانت تقوم بطباعة صحيفته وصحف أخرى كانت تصدر في حيفا.
إلى جانب صحيفة النفير كان إيليا يقوم بطباعة ملحق صغير بداخل صحيفتى باللغة العبرية تحت اسم (هشوفار).
بسبب علاقته الودية مع الوكالة الصهيونية تلقت صحيفته ردا موجعا شعبيا اصدر من قبل الأوساط الشعبية وأطلقت على صحيفته ألقاب كثيرة منددة بفعالة ومنها الصحيفة المأجورة...

النفائس العصرية

من الصحف الأدبية واكبت صدورها مع إطلالة العم 1908 ويبدو أن اغلب الصحف صدرت في نفس العام مع إعلان الدستور وقرائتة في كافة الولايات العثمانية..

ولد خليل بيدس في مدينة البشارة الناصرة من عام 1874 , خريج دار المعلمين الروسية السيمنار.

عمل في السلك التدريسي في كلا من حمص في سوريا وبسكنتا في لبنان وله الفضل في إرسال الأديب اللبناني ميخائيل نعيمة لنهل العلم في المدرسة الروسية في الناصرة عام 1902.

صدرت النفائس العصرية أسبوعية في البداية لكنها انتقلت غالى القدس وأصبحت تصدر مرتين في الشهر وكانت الوحيدة التي برزت كصحيفة أدبية في الفترة العثمانية , كما أنها انتشرت في كافة الأقطار العربية وحتى الأوروبية خاصة للجاليات العربية ومنهم في كوردبا في الأرجنتين وفي أمريكا اللاتينية وغيرها..

استقطبت هذه الصحيفة الكثير من الإعلام والأدباء في فلسطين أمثال إسعاف النشاشيبي , والشيخ علي الريماوي ومعروف الرصافي , ونجيب ساعاتي , وغيرهم..

ومع أن حال الصحافة واحد في فلسطين. فقد توقفت النفائس عن الصدور بسبب تغيير الأهواء السياسية ومع قدوم الحرب العالمية الأولى...

العصا لمن عصا

أسبوعية صدرت في مدينة حيفا عام 1912 في 5 ربيع الأول.

جريدة سياسية هزلية ,جدية ,عربية ,وتركية أيضا ,كانت تطبع في كل يوم خميس من كل أسبوع ومدير إدارتها نجيب جانا من مواليد حيفا , كان ثمن هذه الجريدة ريال مجيدي وفي سائر الولايات العثمانية 30 قرشا وفي مصر والبلاد الأجنبية 10 فرنكات.

كانت تطبع في مطبعة الكرمل لصاحبها نجيب نصار..

جاء في افتتاحيتها في العدد الأول وعلى لسان صاحبها:-

"سبحانك يا محمول الأحوال حول حالنا إلى أحسن حال وأهدنا إلى الصراط المستقيم صراط الذين عرفوا الحق حقا فاتبعوا وأرشدنا إلى ما فيه الخير لهذا الوطن وأعنا على القوم الظالمين."

المحبة

بالإضافة إلى الصحف السياسية التي صدرت في مدينة حيفا إلا أن هنالك مجلة عرفت باسم المحبة. التي صدرت من قبل جمعية التعليم المسيحي الأرثوذكسي في بيروت والذي قام بتحريرها فضل الله أبي حلقة..
صدر عددها الأول عام 1899 , وبعد إعلان الدستور العثماني تحولت المجلة الشهرية إلى يومية وصدر عددها الأسبوعي في مدينة حيفا مع بداية عام 1912.

الصاعقة

خرجت للنور أسبوعيا وعرفت بأنها مستقلة وتطرح مواضيع سياسية وأدبية وكان يقوم بتحريرها جميل رمضان
توقفت عن الصدور لبضعة أشهر بعد تأسيسها ثم توقفت نهائيا..

الحمارة القاهرة

انتقلت من بيروت إلى حيفا وكانت صحيفة هزلية خفيفة الروح تأسست في بيروت ونالت استحسان الجمهور وكان محررها ابن مدينة حيفا توفيق جانا , لكنها استقرت في حيفا عام 1911 وكان يقوم بتحريرها الصحفي خليل زقوت وتوفيق جانا.

صحف حيفا إبان الانتداب البريطاني

مع وقوع البلاد في قبضة الانتداب البريطاني بدأت تصدر في المدن الفلسطينية صحف ومجلات مختلفة الأسماء والمواضيع وهي بالأساس موجة لسكان المنطقة.

مع بداية العشرينيات صدرت في حيفا صحيفة تحمل اسمها (حيفا) وكان مؤسسها ومدير تحريرها إيليا زكا الذي امتلك صحيفة ومطبعة النفير ومن أوائل الصحفيين في المدينة..

الشيء الذي ميز هذه الصحيفة أنها كانت داعمة للعمال إلا أنها لم تنتظم بالصدور فتوقفت نهائيا عام 1925.

الإقدام

صدر عددها الأول في حيفا في الأول من آب 1926 , وفي عام 1931 انتقلت لمدينة يافا حيث حظيت بالصدور حتى عام النكبة 1948.

الزهور

من اعرق الصحف الأدبية والثقافية في حيفا لمنشئها فقيد الشباب جميل حنا البحري الذي قتل في شجار مؤسف في حيفا عام 1930.

صحيفة أدبية روائية سياسية ترفيهية , أصدرها في حيفا عام 1927 سميت بزهرة الجميل لكنة أبدل اسمها في السنة الثانية من صدورها وأصبحت الزهرة حينها صدرت بحلة جديدة مختلفة عما كانت اسما ومضمونا , خدمت هذه الجريدة مصالح طائفة الروم الأرثوذكس في حيفا والجليل التي كان يرأسها احد زعماء الحركة الوطنية المطران غريوغورس حجار وكانت تصدر مرتين في الأسبوع...

ومن أكثر الشهداء..

المواضيع التي أخذت بها هو ذكرى 17 حزيران يوم اعدم الشبان العرب جمجوم وحجازي والزير حيث زينت الصحيفة صفحاتها السواد وقد قام محرريها بتغطية واسعة في كل المدن والقرى المحلية امتدت من عكا حتى الناصرة وشفا عمرو وصفد لأكثر من أسبوعين للوقوف على آخر قضية الإعدام الذي نفذ بحق هؤلاء البشرى

البشرى

صحيفة دينية أصدرتها الطائفة الأحمدية في حيفا , في البداية كانت تصدر فصلية إلا أنها منذ عام 1935 أصبحت تصدر شهريا حازت على الترخيص المهني وكان يرأس إدارتها عطا الله الجلندري وكانت صحيفته تعنى بشكل خاص بالمواضيع الدينية والعلمية بشكل عام..

آخر ساعة

صحيفة يومية صدرت في حيفا في مطلع تشرين أو من عام 1938 , ورئيس تحريرها يوسف سلوم وكان محررها أنس الخمرة.

المصادر والمراجع:

1. صحيفة الزهور 1927 و 1930 أرشيف الناصرة.
2. الحوت بيان نويهض , القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين ط2 1984.
3. خوري يوسف , تاريخ الصحافة العربية في فلسطين 1948-1876.
4. مصطفى كبها , تحت عين الرقيب الصحافة الفلسطيني ودورها في الكفاح الوطني.
5. يهوشع يعقوب. تاريخ الصحافة العربية في فلسطين القدس 1974.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى