الأربعاء ٢٥ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم حسن توفيق

اعترافات متفرج

لم أكن ألمح إلا ظلَّ إنسان وأوراقَ خريف تتبعثر

كانت الأرض خرابا وهو يمشي مغمضا حتى يرى ما ليس يظهر

وعلى الرأس من الأشواك إكليلُ ُ مفخخ

وعلى جلبابه آثارُ تعذيبٍ ولفْحاتُ جحيمٍٍ من سياط

وعلى الركبة جرحُ ُ نازف دون رباط

وهو يمشي مطمئنا وعلى الجفنين إشراقُ يقينٍ يترسخ

كانت الأرض خرابا وجنودا وحرابا

حين نادَى شاردَ الروح: لماذا قد تخليت عن الناس وعني

وتركت الحق يزداد اغترابا؟

ولماذا غبت عني تاركاً لي نبضَ حزني؟

ولماذا - يا حبيبي - قد نسيتَ التعساء

وتركت الخير مسلوباً وماءَ النهر مسموما على أيدي الجناة؟

ولماذا تُغرق الأرضَ بطوفان الطغاة؟

ولماذا تترك الغربان تحتل السماء؟

* * *

لم أكن ألمح إلا ظلَّ إنسان مصفَّد

أهو إخناتون يخطو في دهاليز الأزمنة

باحثا عن نهر حب كانَ يُحيي موطنه؟

أهي عشتار أطلت جنب اطلالٍ لمعبد؟

أهو بوذا عاد للأرض فأخفى دمعه عن كل عين مبصرة؟

أهو عيسى عاد يجتاز دروب المجزرة؟

أهو نور يتنهد؟

لستُ - في العتمة - أدري فأنا كنت مسَّهد

لم أكن ألمح إلا ظلَّ إنسانٍ يتدحرج

لست أدري.. كل ما أدريه أني كنت في الشرفة ليلاً أتفرج!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى