الاثنين ٣٠ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم فاروق مواسي

مؤتمر فيلادلفيا الدولي الثاني عشر

ثقافة الصورة

عقدت كلية الآداب والفنون بجامعة فيلادلفيا مؤتمرها الدولي الثاني عشر تحت عنوان : ثقافة الصورة بين يومي 24-27 نيسان 2007 ، بحضور نخبة من الباحثات والباحثين من مختلف جامعات الوطن العربي ، ومن عدد من الجامعات الدولية . وكان عدد الجلسات ثلاث عشرة جلسة بينها جلستان باللغة الإنجليزية تناوب على إلقاء ملخصات بحوثهم أساتذة من الأردن والإمارات العربية وتونس والجزائر والسعودية والسودان وسورية والعراق وفلسطين ومصر . ومن الدول الأجنبية : إسبانيا وبريطانيا وتركيا والسويد والولايات المتحدة . وكان من بين البحوث جلسة خاصة ببحوث طلاب الجامعة .
أما المحاور التي دارت عليها البحوث فهي :

  1. الصورة : التحدي والاستجابة
  2. الصورة والموروث العربي ، وقد شاركت شخصيًا ببحث عن ( وصف الصورة أو اللوحة في الشعر العربي القديم ، سأذكر تلخيصه ) .
  3. الصورة : أبعاد تربوية وتعليمية
  4. الصورة واللغة
  5. الصورة : أبعاد سيميائية
  6. الصورة والنظرية النقدية
  7. الصورة والشعر الحديث
  8. الصورة والسرديات

وواكب الجلسات العلمية عدد وافر من المهتمين من أصحاب الاختصاص ، وقد أوصى المؤتمرون بما يلي :
 الاستمرار في عقد هذا المؤتمر الدولي السنوي خلال شهر نيسان كل عام .

 دعوة الجامعات العربية إلى الاهتمام على نحو أعمق بكل التحولات المتصلة بمجال ثقافة الصورة عربيًا وعالميًا ..
 إنشاء مراكز لدراسة ثقافة الصورة على مستوى الوطن العربي.
 إدراج مادة ثقافة الصورة في البرامج الدراسية والمناهج التعليمية .

 التنبيه على خطر الصورة ومخاطرها في تشكيل الوعي وتكوين الرأي العام ، وما يمكن أن تسببه من استلاب ثقافي في ظل عولمة الاتصال .

 لفت الانتباه إلى ضرورة الاهتمام بما للصورة من أثر فعال فعال ولإيجابي ، واستثمار ذلك في خدمة قضايانا المصيرية .
 الدعوة إلى تعزيز الإفادة من ظاهرة النشر الألكتروني مع الاهتمام بتوثيقها حسب الأصول العلمية المعتمدة وم المواقع المعترف بها عالميًا .

وقد شاركت في المؤتمر في ورقتي وفي مداخلات عديدة ، وكنت بصحبة الدكاترة الذين أذكر منهم :
الشاعر عز الدين المناصرة ، صالح أبو إصبع ، فاروق بوزكوز ، فؤاد إبراهيم ، إبراهيم أبراش ، مقداد رحيم ، مهدي عرار ، مها القصراوي ، عبد الحق بلعابد ، عشتار داود ، عبد الفتاح الهمص ، عبد الغني بارة ، محمد الدخيل ، عادل فريجات ، أحمد الخطيب ، محمد الجعيدي ، الطاهر الهمامي ، محمد صالح الخرفي ، عبد القادر الرباعي ، نجم عبد الله كاظم ، سالم ساري ، السيد نجم ، الرشيد بو شعير ......

ويسرني هنا أن أثبت للمهتمين تلخيصًا لمحاضرتي "وصف الصورة /الرسم أو اللوحة في الشعر العربي القديم " :

كانت الصور والرسوم نادرة في الفترة الإسلامية ، لذا فلا بدع أن رأينا - تبعًا لذلك - ندرة القصائد التي تصف الرسم أو اللوحة .

تركزت الدراسة على قصيدتين فيهما وصف لصورتين مختلفتين من عالم الفرس وحضارتهم : صورة التصاوير على كأس أبي نواس ، حيث في قرارتها كسرى ، وفي جنباتها فرسان الصيد . وقد أبنت هذا التماثل النفسي والشعور بالأبهة من خلال هذا التصوير الذي تماثل مع وجدان الشاعر .
ثم عرضت لنماذج أخرى من شعر ابن المعتز والسري الرفاء والناشئ الأكبر - حاولتْ أن تجري مجرى الشاعر في الوصف ، لكنها لم تصل إلى هذه المشاركة الوجدانية بين التصــوير وبين الشاعر .

وعلى إثر زيارة البحتري لإيوان كسرى قال سينيته التي تصف معالم العظمة وأبهة آل ساسان التي اندثرت . وما كانت الزيارة إلا ليتأسى بها الشاعر ، وليعزي نفسه عما ألم به من صروف الدهر ونكباته .
توقف الشاعر على صورة أنطاكية - الجدارية ، وصورة المعركة بين الفرس والروم ، وأظهر تحيزه لأنو شروان ، وقد تماثل عاطفيًا مع نبضات اللوحة ، فنقلها لنا صورة حية- من خلال كلماته التي حاول أكثر من مرة أن يوهمنا بأنها حقيقية وعلى أرض الواقع .

حاول أكثر من شاعر أن يصف قصرًا - على جدرانه بعض الصور . لكن يُلاحظ أنها جميعًا كانت مجرد وصف لما يشاهده الشاعر . إنه وصف خارج عن وجدانه الحقيقي ، فالوصف كما لاحظنا لدى عمارة اليمني – مثلاً - كان مباشرًا ، وذلك عندما كان يعدد ما يرى هنا وهناك ....

وعلى العموم ، فهذا اللون الأدبي لا يكاد يجد له نماذج أخرى يتملى صاحبها بالرسم ، أو يقف عند الخطوط والألوان ودلالتها ، أو يعكس من خلالها – كما رأينا لدى أبي نواس والبحتري – نفسيته أو موقفًا له .
إن هذا الحوار بين الصورة والكلمة من شأنه أن يضفي الإحساس بعمق الأشياء وبجماليتها ، ويفسح مجالاً لدراسات أخرى ، كأن يدرس فنان تشكيلي لوحة رسمها صاحبها تعبيرًا عن قصيدة تأثر بها ، أو أن يدرس الباحث العلاقة بين شعر بعض الشعراء وبين رسومهم الموازية ، وخاصة من أولئك الذين وهبوا موهبة الرسم أيضًا .

ثقافة الصورة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى