الثلاثاء ١ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم عارف محمد العلي اللافي

البتراء أولى العجائب

أغفو ورسمك في عيني منطبع

بتراء أنت الهوى والوجد والولع

لكل منزوف جرح فيك آسية

وكل حامل عبء منك مضطلع

تطوف عيني في دنياك حائمة

على سوى الرائع الفتان لا تقع

السيق والورد والبطحاء أجمعها

نمارق قد تولى نسجها صنع

كأنما الورد غيث منك منهمر

إذا انتهت دفع منه همت دفع

أو أنه من ضياء الله منبثق

أو أنه من جنان الخلد منتزع

كأنني من ضياء الورد في عرس

روائع الحسن في الأسوار تجتمع

طرفي وسمعي في مضمارك استبقا

كلاهما يتصباه به الولع

أحار حين تناغيني بدائعه

أرنو فأبصر أم أصغي فأستمع

غنيت في أفقك المسحور أغنيتي

وألف خاطرة في الصدر تصطرع

عذر القوافي إن جاءتك عاطلة

ولم يرف عليها الخصب والمرع

لم تبق مني للذات باقية

فات الشباب وما في رده طمع

لا الكاس لا الطاس لا الصهباء تشغلني

لا الزاد : ما أتقنوا منه وما ابتدعوا

ظلمت نفسي لا زهدا ولا ورعا

بئس الخليلان فيك الزهد والورع

لم يبق لي فيك غير الغيد أمنية

ولا سواهن مرتاد ومنتجع

فهل جناهن دان من أخي ظماء؟

وهل إليهن بعد الهجر مرتجع؟

كل المناهل تشفي غل واردها

ووارد الغيد لا ري ولا شبع

بتراء غيدك كالنوار زاهية

بها الجمال بها النجوى بها الدلع

كالفل كالورد كالريحان رائحة

تزكو وأصبغة تزهو وتلتمع

وكالحساسين في ألحانها مرح

على الورود وفي ألوانها ينع

إني وقفت على البتراء قافيتي

يا ليت شعري متى بالسبع تجتمع

بتراء عفوا إذا عانقت ساقيتي

بتراء أنت الهوى والوجد والولع


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى