الخميس ٣ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم
الفطام
أمّي ذكرتـُك والحشى تتقطـّع ُشوقا ً لذكراك ِ الجَوارُح ُ تضْرع ُأنت ِ العيون ُ ومنْ ظلالك ِ يَرتويكوني بألوان ِ الجَمال ِ ويَرتع ُجسْمي تكوّن َ منْ تـُرابك ِ والدمابالعرق ِ تجري منْ مَذاقك ِ تـُصنع ُأنت ِ الجَمال ُ وآية ٌ منْ مُبدع ٍخلق َ السَلام َعلى عُيونك ِ يَربع ُقد حِرت ُ يا أمّي وكانتْ حيْرتيعَجَبا ً لما تـُعطي فخيرُك يُسمع ُلا يسبق ُ الثقلان ُ أمّي رحْمة ًقطعا ً ولن يعلو بجود ٍ يَنفع ُفهي الكمَال ُ اذا الكمَال ُ عطيةتـُعطي سَخاءا ً دونَ أجر ٍ يُودَع ُهذه الأصَابع ُ حولَ صدْرك ِ مِقبض ٌوالعين ُ في عينيك ِ ثغري يَرضع ُوبحضنك ِ الأنفاس ُ تـُذهب ُ وحشتيوتلف ُ جسمي بالحَبائل ِ اذرع ُقـُل لي وحقك َ هلْ عَواطف ُ جاوزتهذا الحنانُ وأي ُّ وصف ٍ يـُقنع ُالأم ُّ عاطفة ٌ ورحم ٌمُحسن ٌوعظيم ُ نعمَاء ٍ لرب ٍ يَرفع ُحمل ٌ وأرضاع ٌ وجفن ٌ مفتح ٌحبٌ وأخلاصٌ وقلبٌ يخضع ُألأم ُ درب ٌ للجنان ِ مُيَسَرفالحرصُ في مرضاتها سيُنجّع ُالأم ُّ تعطي منْ حليب ٍ خيرهالا خيرَ في أم ُّ لصدر ٍ تمنع ُوخـُلقت ُ في أمُّي لجسمها واهنا ًوهنا ً وضعفا ً كان حملي يُسرع ُجسم ٌ بقلبين ِ الدماء ُ تضمُّناقلبي لقلبك ِ كان شوقا ً يتبع ُحُبي لشخصك ِ كالمجرة ِ وسْعهلكن َّ كونا ً في حنانك ِ يُجمع ُمن صدْرك ِ المِعطاء ُ كنـَّا نرتويبحليب ِ ود ٍّ مثل ُ عين ٍ تنبع ُلفطام ِ صدرك ِ كان صبري مُوجعا ًفالعين ُ تـُبلى للفراق ِ وتجزع ُقد فاق َ صْبري كل َّ صبر ٍ قسْوة ًقطعا ً فبُعدي عنْ حَنانك مُفزع ُودَّعت ُ في الدنيا مَناحِل َ مشربيفهي الحياة ُ ومن حنان ٍ تـُشرع ُصَارعتُ أيدي الأهل ِ حين تجرُّنيعن بحر ِ جود ٍ من دِمائك ِ يَفرع ُومسكت ُ صدرك َ كالغريق ِ بموتهفكأن َّ صدرك َ للمنايا مِبضع ُجاءو بأ لوان ِ المشارب ِ والمنىبدلا َ لشـُرب ٍ من حنانك ِ يَطلع ُعُذرا ً فقد مزّقت ُ ثوبك َ مُجبرا ًوأظافري في الصدر ِ جرح ٌ يُوجع ُيوما ً سحبْت ِ الصدر َ عن ثغري فلاصبر ٌ لدي َّ ولا فِطامِك أدفع ُالصخرُ يبكي حينَ يَشهد ُ حالتيمن صدرك ِ المَلآن ُ ثغري يـُنزع ُلم تحلُ للروح ِ المشارب كـُلـَّهامن بعد ِ صدرك ِ فالمشارب ُ تلسع ُورأيتُ بَعْدي منْ يُعانق ُ لاهفا ًصدرا ً ويشرب ُ ما أحُب ُ وأولع ُأخذوا مكاني أخوة ٌ بتولـُّع ٍلنعيم ِ ما أصبو وما أتطلـَّـع ُعُمري بأيام ِ الرضاعة ِ كـُلـَّهفهَوَ الكمال ُ بما شربت ُوأضجع ُتبا ً لعمر ٍ جاوزَ العمرَ الذيجسمي بحُضنـُك ِ راقد ٌ يتدلع ُجسمي برحمك ِ قد تكونَ مُعجزاعلمُ الأجنة ِ أو عقولا ً تـُبدع ُخـُلقت ْ برحمك ِ مُضغة ًمن بيضة ٍمن بعدها لحْما ً لعظم ٍِ يُودع ُالله ُ قد خلق َ الأجنـّة َ قادرا ًمن نـُطفة ٍ مُشجت ْبرحم ٍ تـُزرع ُجسمي برحم ٍ والأجنـّة خلـُّقواخلقا ً بأطوار ٍ تـُصاغ وتـُطبع ُالأم ُّ صانِعة ُ الحياة ِ وخـُلـّقـُهاحَسُنت ْ بأم ٍّ للرذيلة ِ تدفع ُوتدوم دُنيانا بخير فضائل ٍإنْ كانَ جل ُّ نسائه ِ تتورع ُالأم ُّ صانعة ُ الرجال ِ وفكرهمخيرُ الرجال ِ لخير ِ ام ُّ تـُرجع ُألأم ُّ تعطي في الحليب عواطفا ًوعظيم ُ حب ٍّ في المراضع ِ مُوضع ُسنتان ِ تحتَ منابع ٍ من صدرهاأروي حياتي من نعيم ٍِ أكرع ُوأذا كبرّت ُ لا يقل ُّ حنانـُهاللموت ِ يبقى لا يمل ُّ ويَهجع ُوفـُطمت ُ منـّك والفطام ُ نوائب ٌللطفل أيـّام ٌ تزول ُ وتقشع ُلكن ّ حُبـّك للجنين ِ وراضع ٍحتـّى الكهولة ِ لا يقل ُّ ويَضلع ُُالأم ُّ لا تـُعلى وأن ّ حنانهاهبة ُ الجواد ِ فلا لغير ٍ تـُودع ُعَددَ الشهور ِ فتسعة ٌ في رحْمهاأحيا كأنـّي آمر ٌ يتتبـّعُسَيضل ُّ قلبُك للوليد ِ مُناجيا ًحتـّى أذا للقلب ِ بات َ يُقطـّع ُوأذا حليب ُ الطفل ِ كان مُصنـّعا ٌلا خيرَ عندَ شبابه يُتوقــّـع ُوصَرخت ِ قبلي حين عِشت ُ بواجعولطمت ِ خدّك بعد صبر ٍ يُقنع ُوإملت ِ حملَ مَواجعي عن كاهليفكأن آلامي لقلبك مُشفع ُوسهرت ليلك ِ حول مهدي تـُنشديأهزوجة ً فكأن صوتك ِ مَسفع ُصَوتي لقلبك ِ كالنسيم ِعذوبة ًوجهي لوجهك ِ كالمريا يُطلع ُما كنت ُ أحْسب ُ أنْ خيْرك زائل ٌمن قبل ِ بُعدك فالنعيم ُ مُوسّع ُلكن ًّ بُعدك ِ للعواطف ِ نائب ٌوعظيم ُ كرب ٍ للمراحم ِ يَقطع ُمهما عَملتُ لأجلي أمُّي أنـّماعملي كقطر ٍ في بحور ٍ يَقبع ُأنت الشموس ُ لكل ّ عين ِ أبصرتْيوما ًضياءا ً من حنانك ِ يَسطع ُأمُّي أنـُادي حين يُؤلمُني القذىأو حين يَظهرُ في حياتي مُروع ُالعشقُ أخلاص ٌ وحب ٌ خالد ٌوالعشق ُ داء ٌ لا يطيب ُ ويَخنع ُالعشق ُ حرف ٌ في كتاب ٍ أسمهعطفُ الأمومة ِ حيث سفر ٌ يُنصع ُأن كنت محظوظا ً أفوزُ بدعوة ٍلله ِ من أمي بقلب ٍ يركع ُتبقين َ في ذكري وذكرك ُ خالد ٌوالذكرُ للأحباب ِ زاد ٌ يـُشبع ُحُزني لبُعدُك كالممات ِ لطامع ٍحُزني عظيم ٌ أي َّ حزن ٍ أجرع ُالحزن ُ عطف ٌ والدموع ُ شوافي ُّوالحزن ُ لبس ٌ والبكاء ُ يُنزّعيا عينُ أبكي يا مدامع ُ أهدريحُزنا ً لفقدك ِ لا لعين ٍ تهجع ُ