الأحد ٦ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم فاروق مواسي

المؤتمر الدولي الرابع للنقد في جامعة البتراء

انطلقت في جامعة البتراء بين يومي 2-3 أيار (مايو) الجاري فعاليات المؤتمر النقدي الدولي الرابع بعنوان استقبال العرب للنظريات النقدية الغربية بمشاركة أربعين ناقدًا يمثلون عشر دول عربية إضافة إلى الأردن. وقد أدار حفلة الافتتاح عضو اللجنة المنظمة د. خالد جبر.

وقال رئيس مجمع اللغة العربية الأردني د. عبد الكريم خليفة راعي المؤتمر إن لغتنا العربية هي اللغة الوحيدة الحية الذائعة الاستعمال منذ أكثر من ستة عشر قرنًا، لأنها لغة الأدب والفكر والعلوم عبر القرون وعلى اختلاف الظروف والأحوال، وأنها تتقدم بتقدم الأمة وتزدهر بازدهارها،وتنحسر بانحسار سيادة الأمة وهيمنة القوى الأعجمية والأجنبية.

وألقى د. نزار الريس رئيس الجامعة كلمة قال فيها: إن حضور هذه الشخصيات اللامعة من النقاد والأدباء والباحثين للمساهمة في أعمال هذا المؤتمر، وقد قدموا من دول عربية إضافة إلى الأردن، لدليل واضح على أهمية القضية التي يبحثونها، " وإني لعلى ثقة بأن ما سيقدم في المؤتمر من أبحاث، وما يتبع ذلك من مناقشات حول قضايا النقد واستقباله وإشكالياته واتجاهاته سوف يمثل إثراء لهذه القضية الهامة.

وألقى رئيس الجنة التحضيرية، وهو رئيس دائرة اللغة العربية ودراساتها - د. احمد الخطيب كلمة قال فيها: حين وقع الاختيار على موضوع هذا المؤتمر"استقبال العرب للنظريات النقدية الغربية" كان بين أيدينا خيارات عدة قلبناها طويلا، ورأينا أن حركة النقد العربي الحديثة، قد قطعت شوطًا طويلا وهي تحاول اللحاق بركب النقد الغربي الجامح.

وألقى كلمة المشاركين في المؤتمر د. عبد المجيد زراقط من جامعة بيروت - شكر فيها جامعة البتراء وهيئة التدريس فيها واللجنة التحضيرية على إقامة هذا المؤتمر الهام، لأنه يمثل قضية مركزية من قضايانا في هذه المرحلة التاريخية.
وكرّم راعي المؤتمر د. خليفة ضيف المؤتمر الناقد والروائي د. عبد الله الغذامي وكرّم أيضا د. نهاد الموسى وقدم لهما درع الجامعة.

إلى ذلك بدأت فعاليات اليوم الأول والتي تشتمل على ثلاث جلسات، قبل الجلسة الأولى قدمت د. رزان ابراهيم د. عبد الله الغذامي لتقديم محاضرة عنوانها "سيمياء المفاهيم.. النظرية بوصفها إشارة" قال فيها:

لا شك أننا أمام منظومة من المصطلحات المتداخلة التي تشتبك بعضها ببعض وتتبادل الأدوار في حقل البحث في النظرية وفي المصطلح، ومن مثل المصطلحات التالية: فرضية، نظرية، قاعدة، قانون، وهي مصطلحات لو قسناها على شرطي هوكنج لتداخلت تداخلا شديدًا بحيث قد يلتبس علينا الأمر فيما بين النظرية والقاعدة، مثلا إذا كان أساس التوصيف هو في وجود نموذج يصف الملاحظات وصفًا دقيقًا بحيث لا يشذ عن حكمة سوى القليل أو النادر، وهذا هو بالضبط ما نعرف عن القاعدة، ولنتذكر قواعد النحو والبلاغة والمنطق وكلها تتشابه هنا في تحقيق شرطي النظرية.

وأشار د. الغذامي إلى أن قارئ الحوارات التي كتبت ضد النظرية سيدرك أن الذين كتبوا ضد النظرية إنما هم يكتبون نقدًا للممارسات النقدية التطبيقية التي مورست تحت مسمى النظرية أو النظرية النقدية، ولم يكتبوا ضد النظرية بذاتها كتصور وكبدء لتفسير النصوص، ولقد كانت الملاحظات كلها منصبة على مقولات نقدية لا يطمئن إليها المعترضون - من مثل التمييز ما بين البنية والمعنى، هل النص يحمل نية المؤلف؟ وهل للمؤلف وجود جوهري أم أن النص هو الجوهر، وهل علينا أن نلغي البلاغة القديمة بمصطلحاتها.

وشارك في المؤتمر بالإضافة إلى الدكتور الغذامي كل من د. عز الدين المناصرة، د. لينة عوض، د. هدى أبو غنيمة، د. نهاد الموسى، د. إبراهيم السعافين، د. حسن كاتب، د. يحيى الشيخ صالح، أ. عبد الحق بلعابد، د. لؤي خليل، د. منذر الكفافي، أ. نادية خاوة، د. عبد العالي بو طيب، د. محمد حور، د. رزان إبراهيم، د. صلاح الدين يونس، د. ابتسام الصفار، د. إبراهيم خليل، د. محمد سعد الله، أ. علي بحوش، د. نبيل حسنين، د. عاطف عواد، أ. أحمد ميداس، د. ناصر شبانة، د. فاروق مواسي وغيرهم.

وأكد المشاركون في بيانهم الختامي أن استقبال العرب للنظريات الغربية جاء وفق طرائق متعددة تراوحت ما بين النقل والتقيّد بمقولات النظريّة الفلسفية والإجرائية، والتأصيل لها، عبر التماس ما يمكن أن يقارب مفاهيمها في التراث النقدي والفلسفي العربي القديم، والتعريب الذي ينهض على صياغة مصطلحات عربية.

كما أوصى المشاركون بضرورة تحفيز مراكز الدراسات والبحوث في الجامعات العربية والجهات الأكاديمية المختصة على القيام بعمل منظم يراجع المنجز النقدي العربي في هذا المجال، وما أسفرت عنه حركة الترجمة للنظريات الغربية بهدف تقويم المسار النقدي الحديث.

وشددوا على أهمية تكييف النظريات الغربية مع الواقع الإبداعي والتاريخي، وتوسيع آفاقها، والاستفادة من خلال دراستها دراسة معمّقة، والاطّلاع على جذورها الفكرية والفلسفية في إطار المرحلة التاريخية وما طرأ عليها من تحولات،مبينين بان هناك نظريات تجاوزها الظرف التاريخي، وأخرى ارتبطت بحركات فكرية وتيارات عقدية خاصة، ولا بدّ من الوعي بذلك كلّه عند مقاربتها.

كما أوصوا بالعمل على معالجة قضية المصطلح النقدي وإشكالياته بالتعاون بين الجامعات والمجامع اللغوية العربية من خلال جهد منظم عملي من شأنه أن يعمل على توحيد المصطلح.

وأكدت لجنة التوصيات المؤلفة من: د. محمد الشنطي، د. فاروق مواسي، د. صلاح يونس على اعتماد المؤتمر مرة كل سنتين وتوزيع ملخصاته عن طريق الشبكة الإلكترونية قبل انعقاد المؤتمر وطباعة الأبحاث المشاركة بعد مراجعتها من قبل لجنة محكّمة.

ودعت جميع الأكاديميين في العالم العربي إلى المعالجة النقدية التطبيقية لإغناء المكتبة النقدية العربية، وذلك بموازاة البحوث النظرية، ورفد مواقع الجامعات على الشبكة العالمية بعناوين المشاركين ونشر ملخصات بحوثهم.

وركزت التوصيات على ضرورة دعوة نقاد وباحثين من خارج العالم العربي لهم علاقة مباشرة بمحاور المؤتمر، وعقد ورشات عمل نقدية تبحث مسألة معينة يكون لكل مجموعة مقرّر، ثم تعرض جميع ملخصات الجلسات على المشاركين في المؤتمر. كما اقترحت اللجنة المنظّمة أن يكون موضوع المؤتمر القادم في ’’البلاغة العربية - أصولها وامتداداتها’’ أو ’’الدراسات المقارنة في اللغة والأدب’’ أو ’’النقد العربي القديم - أصوله وامتداداته’’.

للاطلاع على ملخص بحث الدكتور مواسي: مراوحة المازني بين التأثر بالأدب العربي القديم وبين الشعر الرومنتي الإنجليزي، انظر الرابط:

http://faruqmawasi.com/betlahim.htm


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى