السبت ٢ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم بيانكا ماضية

في غابات الغربة

إلى الدكتور علي القاسمي

وحيداً

في غابات الغربة

كاتبٌ بلا خيال

يلملم ذاكرته المبعثرة

بعد أن ودّع حلماً لم يكبر

يصنّف أجزاءَ تلك الذاكرة

للآتي من الأحزان

هذه هي العراقُ ....

وهذا لبنانُ ...

وهذه فلسطينُ ...

وهذه السودانُ ... والجزائرُ

ويبكي "عراقاً في القلب"

كالحمام يبكي حين يختنق الهديل

* * *

إلى قرى نائية في أقصى البلاد

تأخذه الطفولةُ

بالبراءة

بالشغف

بالعودة إلى العراق المسلوب

ولكن الحكاياتِ بعيدةٌ

وجراحُ الحزن تغورُ في الأعماق

ورائحةُ القهوة تبددها الرياح

* * *

وحيداً

منفياً في الغربة

وعلماءُ العراق على الطرقات

يعرضون بضاعةَ فكرهم

يقتلهم الفقرُ والأنين

وهو في سيارته الأنيقة الفارهة

يشتُمُ الغنى والجاه والمال

وشيء في الأعماق ينكسر

وتتحطم الصورة أمام العينين

ويسيل الألم من نوافذ الروح

* * *

هاهي "مرافئُ الأحزان"

تطلُّ بأنينها على الشطآن

هاهي عشتارُ

يحطم أحلامَها فأسُ الغياب

فإلى أين تتجه أيها المنفيُّ

وعشتار تائهةٌ بين جموع الغادرين

ها أنت تبحثُ عن ظلالِها

في كل الدروب

في كل الأزمنة

لكن حلمَها الغافي

ظل مرمياً عند تلك اللحظة

من "أوان الرحيل"

* * *

عليٌّ يا " جلجامشَ " الأساطير

تهوي بعصاك على الأفعى تبتغي دحرَها

ولكن أنّى للأفعى أن ترحلَ

والفتنةُ تدوّي في الساحات

تقطّع الأجسادَ

وتزرعها بين أعطاف

" دجلة " و " الفرات "

* * *

عليٌ يا رجل الورقاء

عشتار تحرس الديارَ

والحزنُ الذي تسرب إلى حناياها

تسافرُ به إلى فضاءات الغياب

* * *

عشتارُ

(أنت قصرٌ يتحطم في داخله الأبطال)

وأنت بابل

أنت نينوى

وهمسُ الأطيار

وأنت القلعةُ التي نسي الغزاةُ

أن فوق جبينها

رُسمتْ إشراقةُ النهار .

إلى الدكتور علي القاسمي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى