الأربعاء ٤ تموز (يوليو) ٢٠٠٧
بقلم عبد السلام العبوسي

أمــــــــــــي

لكِ الحبُّ المصانُ على احتراقي
وطولُ الدربِ يطويه استـــــباقي
لكِ القــلبُ المـعـمّدُ بالليــــــــالي
كأنّ نجومَها قُبَلُ التـــــــــــــلاقي
وإنـــّي والصدى يروي التماسـي
وبوحُ الحِبـْـرِ من صمْتِ اختناقي
رفيقُ أحــــبةٍ كـــانوا لعهـــــــدٍ
جنتْه الريحُ من زَرْعِ النـــّــــفاقِ
فـــيا أمّي وهذا العــمرُ غــــــادٍ
أجيبيني إذا طـالَ افتراقــــــــــي
 
بأيّ جراحِنا نَجزيـــك بــــِـــرّاً
وأيُّ الدمعِ تتلوه المـــــــــــــآقي
فكم هادنتُ أوجــاعي ذليـــــلاً
وكم خَفَرَتْ على ذِكْرِ الشــّـقاقِ
وهذا الوجـــــهُ منفيٌّ وهــــاوٍ
لُبوسَ الوصـلِ من قطْعِ الرفاقِ
فما اخضرّتْ لغربتـِهِ غصونٌ
وما غـنّتْ طـيورٌ للسّــــــواقي
أجيبيني إذا نَفَلَتْ صــــــلاتي
بـــــــــأيٍّ من مكاتيب اشتياقي
تطالَ الروحُ ريّاها ويخْبـــــو
شُبوبُ القلبِ في طعْمِ العِنَــــاقِ
 
لــــي الدنيا وما حلّقْتُ يـــوماً
كطيرٍ فاز يوماً بانعتــــــــــاقِ
وعينُكِ تقتفي وجهي وترمي
عــتابَ المهدِ مشـدودَ الوَثـــاقِ
كأنّ الـحُرّ لا تُغنيه دنيـــــــــا
ولا يجــني دعـاءً باســــــتراقِ
وصوتُكِ حاضنٌ بابي ودربي
وتغريـــــه الذنوبُ إلى لحاقــــي
أراكِ على جـــبينِ الدهرِ كفّـاً
تـَـــرُدُّ الذاهباتِ إلى البـــــواقي
و لو أنّ اغترافَ العيشِ سهلٌ
وعمْرَ المرْءِ يأتي بــــاتــــــفاقِ
 
لما عرفَتْ حُتوفٌ أين رأسي
ومـــا أُرْضيتُ بالحبِّ المعاقِ
وما فارقتُ عينــاً أرتجـيـــها
رجاءَ المحلِ من ضِرْعِ النياقِ
كأنّكِ حينَ تَسـقينَ اغـــترابي
بطـيفٍ يَســتبينُ على ائتــلاقِ
تسـوقيني إلى جُرحٍ وليــــــدٍ
وجــُـرحٍ يُسْتَحثُّ إلى انبثــــاقِ
وأعرف أنّ لي قمــراً أنيســاً
يـُزانُ بوجـــــههِ ليل الفـــــراقِ
فصبحُ الروحِ تبعثُهُ الغـوالي
كبعْثِ العشبِ في الماءِ الغـُـدَاقِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى