الأربعاء ٤ تموز (يوليو) ٢٠٠٧
بقلم إبراهيم عوض

القَصَص الجاهلى

ينقل د. أحمد أمين فى كتابه: "فجر الإسلام" (ط12/ مكتبة النهضة المصرية/ 1978م/ 36) عن المستشرق البريطانى ديلاسى أوليرى فى كتابــــه: أن العربى ضعيف الخيال جامد العواطف، لكنه يعقب على ذلك بأن الناظر فى شعر العرب، وإن كان لا يرى فيه أثرا للشعر القصصى أو التمثيلى أو الملاحم الطويلة التى تُشِيد بذِكْر مفاخر الأمة كـ"إلياذة" هوميروس و"شاهنامة" الفردوسى، يلاحظ رغم ذلك براعة الشاعر العربى فى فن الفخر والحماسة والغزل والوصف والتشبيه والمجاز، وهو مظهر من مظاهر الخيال. كما أن بكاء ذلك الشاعر للأطلال والديار، وذِكْره للأيام والحوادث، ووَصْفه لشعوره ووجدانه، وتصويره لالتياعه وهيامه، كل ذلك دليل على تمتعه بالعواطف الحية. ويردد أحمد حسن الزيات شيئا قريبا مما نقله أحمد أمين عن أوليرى، وإن اختلفت مسوِّغاته، إذ من رأيه أن مزاولة هذا الفن تقتضى الرويّة والفكرة، والعرب أهل بديهة وارتجال، كما تتطلب الإلمام بطبائع الناس، وهم قد شغلوا بأنفسهم عن النظر فيمن عداهم، فضلا عن احتياجها إلى التحليل والتطويل، على حين أنهم أشد الناس اختصارًا للقول، وأقلهم تعمقًا في البحث، مع قلة تعرضهم للأسفار البعيدة، والأخطار الشديدة. ثم إن هذا الفن هو نوع من أنواع النثر، والنثر الفني ظل في حكم العدم أزمان الجاهلية وصدر الإسلام حتى آخر الدولة الأموية حين وضع ابن المقفع الفارسي مناهج النثر، وفكّر في تدوين شيء من القصص (أحمد حسن الزيات/ تاريخ الأدب العربى/ 31، 393).

لطول المادة تنشر في ملف بي دي إف وآخر فلاش
افتح الملف الذي تريد بالنقر عليه


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى