الثلاثاء ٣١ تموز (يوليو) ٢٠٠٧
بقلم عبد الرحيم الماسخ

إلى متى ؟

دَوري تأخّرَ .. والوجودُ مسافرُ

فإلى متى يأتي الصفا ويغادر؟

طلعتْ .. فقلتُ لصُبحيَ : الشمسُ ارتدتْ

ثوبَ الرياضِ له النسيمُ مَعابِرُ

وتبسَّمتْ .. فرعيتُ قلبي في السنا

والذكرياتُ بعينه تتناثرُ

فهي الندَى , والشوقُ مركبَة ُ الصدى

للصوتِ والصوتُ : الحنينُ يُكابرُ

شجرُ الغِناءِ بلا الطيورِ له الأسى

بوحٌ مشاتِلُه الضبابُ الحائرُ

تتقلّبُ الأيامُ بين غصونهِ

وتُقصِّفُ الورقَ الذي يتناصَرُ

والصمتُ فوق الصمتِ ما ترك الوفا

بعد الفناءِ إذ التذكُّرُ عابرُ

للهِ حُسنُ الحُسنِ , ينفلِقُ الدُّجى

لبهائهِ ويشفُّ فهو ستائرُ

ولبسمةِ العينين منه مسافة ٌ

أخرى لها قمرُ الحنان مُسامِرُ

ولهمسةِ الشفتين أقواسُ الشذى

مطرًا تضمُّ هواه منه مصادِرُ

ولمِشيةِ الأملِ احتوى البرقُ الخُطى

ودعا الصفاءَ إليه فهو مَنائِرُ

وأنا أنا : وتَرٌ تحمَّلَ فانحنى

فأباح فالآهاتُ منه صغائرُ

فرحتْ به الذكرى وكاتَبَهُ الأسى

وأذاع ما كتمَ الخيالُ الزائرُ

فإلى متى يأتي الهوى ويُغادرُ ؟

دَوري تأخَّرَ والوجودُ مُسافرُ

وأنا الوحيدُ رأى فمسَّ فذوَّبَتْ

ه النارُ فهي مِن البُخور مَجامِرُ

والمِسكُ ما درتِ الأنوف بشَيِّهِ

وشذاه في فلَكِ الدُخانِ مُهاجرُ

وحبيبتي طلعتْ ولم يغبِ الهوى

بغيابها فعليه منه دوائرُ

وأنا هنا , الأيام حولي أحكمتْ

سجنَ اغترابي فاللقاءُ مُحاصَرُ

والذكرياتُ يشدُّ بيرقُها الخُطى

ويشدُّ يصدمُني الجفاءُ الوافرُ

فأدورُ , أسقط ُ يلتقي شجرُ الرضا

وتمصُّ حِبرَ دمي لديه دفاترُ .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى