نوزاد جعدان جعدان

كاتب وشاعر سوري

إرسال مشاركة

عندما ركضتْ الكتبُ بي

٢٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦، بقلم نوزاد جعدان جعدان

تتسكع الذاكرة بنا دائما في أروقة أول كتاب قرأناه، يبقى عالقا في الذهن مهما بلغ منا العمر، ونظل نذكره ونتذكر كل تفاصيل هذا الباب الأول الذي طرقناه في هذه العمارة الممتدة بنا بغض النظر عن قيمة الكتاب أو أهميته التي نكتشفها بعد أن تصطف الكثير من الكتب في حافلة عمرنا، أذكر أن أول رواية طالعتها كنتُ في الابتدائية أفلح أرض جدّي وكنتُ حينها مزارعا بامتياز يبحث عن أي كتاب كي يقرأه؛ شدّتني مرتفعات إميلي برونتي روايتها تلك وهي ترسم بحرفية مشاهد المنطقة الصخرية والمتحجرة القلب، كنتُ أفلح خطوط الأرض وأنا أتأمل صباحات قريتي ومشاهد الحزن في الرواية تجلس على قلبي، كما كانت جدّتي تجلس تحت ظل شجرة زيتون وفي قلبها قهر كبير، تنتظر ساعاتها الأخيرة وأنا أتأملها كي تغفو ربما أسرق منها حبّات تين مجففة من بقجتها الزرقاء المنقطة بالأبيض؛ كنت وغدا ريفيا صغيرا وكانت جدّتي تشبه تلك الشخصيات المصابة بالسل في مرتفعات برونتي.


الأعلى