الاثنين ١٣ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم محمد رشيد ناصر ذوق

نشوء الألفاظ وانتشارها بين اللغات

الألفاظ هي صورة اللغة الصوتية التي تتالف منها الكلمات ، نراها متشابهة في العديد من الكلمات المشتركة بين البشر ، مما يحتم علينا ان ندرك أن هذه الألفاظ قد خضعت الى تطور معين من لغة أم مما جعل بعضها مختلفا بشكل ما ، و جعل بعضها متشابها بالرغم من إلبعد الجغرافي بين الاقوام البشرية،

ففي اللغة الانكليزية و الفرنسية و غيرها من لغات أوروبة – كلمات متشابهة مع العربية و الفارسية و الهندية ، فإما أن تكون كل هذه اللغات قد إقترضت من بعضها لفظة واحدة مثلا و تركت لفظة أخرى ، وهذا ضعيف في الاستنتاج حيث يجب علينا عندها أيجاد السبب الذي دعاها الى إقتراض هذه اللفظة بالذات و تركها هذه بالذات ، و إما أن تكون ( وهذا هو الاصح ) جميع هذه اللغات ذات أصل واحد .

وإذا أخذنا كلمة سراط مثلا ، فهي strada, street, strase ، هذه كلمات مشتركة لفظا فنفترض أنها من أصل واحد، إن تتبعناه بشكل علمي آخر ، نستطيع معرفة هذا الاصل بإعادته الى مصدره ، الذي نظنه من فعل سار – سيرا ، العربي.

وإذا أخذنا كلمة سطر ، اسطورة ، تبين لنا أنها أمتدت في العديد من اللغات بشكل History ، فإما أن تكون هذه الافعال العربية مشتقة من هذه الاسماء المشتركة التي تدل على معناها ، وهذا بعيد عن المنطق السليم ، و إما أن هذه الأسماء مشتقة من هذه الافعال العربية وهذا أقرب الى المنطق السليم .

على ماذا الإعتراض ؟

الكثيرين ممن تتبعوا مقالاتي في عروبة اللغة الانسانية في موقع ديوان العرب كان لهم تعليق على ذلك ، فإذا إستثنينا من إعجبته مقالاتي فقام بنشرها مشكورا في العديد من المواقع ، فمنهم من رفض الفكرة محاولا إتهامي باللاعلمية ، و منهم من رفض الفكرة أصلا – من منطلق تعصبي قومي - متمسكا بأن لغته أو لهجته لم تأت من العربية مباشرة بل عن طريق لغة أخرى مهما كانت الاسباب و الأدلة ، ومنهم من نفى اي ارتباط للغته القومية بالعربية بالرغم من الأدلة و الشواهد التي أوردتها في مقالاتي ، لذلك وردا على هؤلاء كان لا بد لي لي من توضيح الطريقة العلمية و الآلية التي إتبعتها في ارتباط كل لغات الدنيا بالعربية القديمة ( الارامية – الارابية )، وذلك بعد الإستنتاج ان كل لغات العالم تعود الى أصل واحد بغض النظر عن تسمية هذه اللغة الأم.

إذا الطريقة العلمية التي إتبعتها في تأصيل الكلمات تتمثل ببساطة بالمقارنات اللفظية بين اللغات بغض النظر عن أشكال الحروف و عددها ، وإذا كان من تقارب أو تماثل لفظي بينها خلصت الى أنها من مصدر واحد .

وإذا اردنا الخوض بالموضوع بشكل علمي لا بد لنا من إسقاط أشكال الحروف و عددها من حساباتنا فكما نعرف أن لكل لغة أشكال حروف مختلفة أو أن لكل لغة نظام لفظي في لفظ الحروف مما يؤكد أن كل أشكال الحروف لا يعني شيئا في علم اللغات المقارن اللفظي .

و النقطة العلمية الثانية التي لا بد من الإشارة اليها ، أن العالم الألماني شولتز عندما قسم اللغات الى عائلات لغوية ، السامية و الحامية و الهندو- أوروبية ، اسقط من حساباته التركيب اللغوي للجملة و للحروف المساعدة و إلا فإنه لو إعتمدها لتبين له ان الإنكليزية لا تمت الى الالمانية بصلة كما أن الفرنسة و الإسبانية و الإيطالية لا علاقة لها باللاتينية ، و هذا غير منطقي و غير صحيح ، فجميعها تنتمي الى اللاتينية ، و الى الهندو – أوروبية .

ونحن إذا إعتمدنا طريقته في ذلك تبين لنا بشكل واضح أن جميع هذه العائلات اللغوية إنما تنتمي الى عائلة واحدة بالنهاية و بالعودة الى مقالتي (( بين اللغة العربية و لغات الهند وحضارتها )) سيجد القارئ الدليل الكافي .

بين العربية و اليونانية :

قال أحدهم أن الكلمات التي أوردتها في مقالتي ( بين اللغة العربية و لغة الاغريق ) إنما دخلت الى اليونانية عن طريق التركية !!! ،
وقال ((هذا مقال صوفي طريف دَغْدَغَ صوفيتي أيما دَغْدَغَة!
لا يمكن إثبات قرابة بين لغتين أو أكثر بناء على الصدفة والاستعارة.
إن معظم الكلمات الواردة أعلاه دخيل في اليونانية عبر التركية لأن اليونان كانت يوما عمالة عثمانية! وللذي لا يعرف اليونان: ثلاثة أرباع أكلاتهم مع أسمائها هي عربية من بلاد الشام دخلت اليونانية عبر التركية. والألفاظ المستعارة لا تعد حجة لإثبات القرابة، هذا أمر غير منطقي!))

و سؤالي اليست هذه الكلمات عربية ؟ اليست كلمات متشابهة ، وهل يعني دخولها الى اليونانية حكما يعود الى التركية أم أن افتراضا آخر يمكننا أن نأخذه بأنها دخلت الى اليونانية عن طريق الفينيقية !!! التي هي أم الأغريقية على التحقيق تاريخيا ، و لكن و للتأكيد على أن هذه الكلمات و الالفاظ تعود الى الفينيقيين بل الى ما قبلهم ايضا، بل الى لغة مشتركة أولى بين البشر ، أوردت بعض الكلمات اليونانية التي يلفظها الاتراك بشكل مختلف مثل :

أُحبُ AGAPO ، في الرجاء – برجاء لو ،PARAGALO ، عتال ATLAS- و اصلها عتل –ذي ، جيد – بخير من كلمة خير KHARA ... الخ

وهل أن الأتراك هم من أطلق على اليونان اسم الإغريق !!! و هل هم من سمى أبولو – هبل – لهب ؟
من هنا لا بد لنا من الإعتراف أن اللغة الام في الاصل هي لغة مشتركة بين الجميع كان لتطورها في عدة إتجاهات أن جعلها مختلفة بعض الشئ و لكن إعادتها الى مصدر واحد أمر ممكن بالإعتماد على المقارنة اللفظية بين اللغات.

بين العربية و الامازيغية :

و كما أن مقالتي عن التشابه بين العربية و اللغات الاوروبية و الإغريقية بشكل خاص أزعجت بعضهم فإن مقالي عن التشابه بين الامازيغية و العربية أثار حفيظة البعض الآخر متهما إياي بالتعصب للقومية العربية ، فأن تكون الامازيغية من أصول أوروبية هو أمر مقبول أما أن تكون عربية فهذا مما لا يصح ، إن ما أدعو اليه في كل مقالاتي الى اللغة العربية ( الارامية – الارابية) التي هي أم اللغة و الحضارة و الدين، لا الى قومية ولا إلى قبيلة ولا إلى عرق. و المنهج الذي أتبعه في أثبات هذه الحقيقة هو المنهج عينه الذي يتبعه كل من يعمل بالمقارنات اللسانية – اللفظية ، مع الفارق بيني و بينهم بالإستنتاج.

فمن مقالتي (( بين اللغة العربية و لغات الهند وحضارتها )) كان استنتاجي أن راما أو رام ، هو الرب بالإبدال بين الميم و الباء، وعندما قال غاندي كلماته الأخيرة ( أي رام ) كان يقصد بها يا رب . لقد تحدث بوذا المتنور عن ال (نرفانا) التى معناها بالسنسكريتية (منطفيء - كما ينطفيء المصباح) أو ما يقصد به بالسكينة العليا التى لا عودة بعدها إلى حياة جديدة على الارض (للتعذب) - وبالعربية يمكننا قراءتها (نور - فناء) (نر -فنا) - اللفظ المطابق تماما لما قصده بوذا ب (النرفانا).

إن الاستنتاج الذي قدمته بأن اللغة الام للبشر هي العربية ( الارامية – الارابية) ، بالإبدال اللفظي الجائز و الرائج في كل لغات العالم هو ما أثار حفيظتهم لان هذا الاستنتاج وضع التاريخ و الدين بين الحقيقة و الخيال.

أن أقل ما يمكن ان يقال بهكذا مناقشة هو أن تعصب بعض الناس الأعمى قد يجعلهم يقرون بان كل لغات العالم تعود الى اصل واحد شرط أن لا يكون هذا الاصل عربيا .

ولكن التوراة التي أنزلت للناس على موسى ترد عليهم بقولها عن إبراهيم أبو الأنبياء:

(( آراميا تائها كان أبي فتغرب في مصر و أصبح أمة عظيمة ))

و الإنجيل يرد عليهم بالتأكيد أن المسيح عيسى كان آراميا ،

و الكتاب الذي أنزل للناس كافة على محمد يرد عليهم بآياته:

(( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ))- قرآن كريم .


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى