السبت ٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
من ديكتاتورية المنهج الواحد إلى إمبريالية التخصصات

النقد وجيرانه - محمد مفتاج نموذجا

الدكتور سعيد عبيد - المغرب

تشهد مختلف العلوم الدقيقة والإنسانية في العقود الأخيرة تطورا هائلا كما وكيفا، لا يمكن وصفه إلا بأنه تقدم سريع نحو الأمام وفق متتاليات هندسية فاقت كل توقعات المتوقعين. ومع كل نشوء لعلم جديد، أو نظرية حديثة، أو ارتياد لآفاق مجهولة، لم ترتد من قبل، تنشأ آلاف المفاهيم والتصورات والمصطلحات الجديدة متراصة ضمن نسق منسجم يهدف إلى خلق تواصل داخلي ذاتي داخل ذلك العلم أو تلك النظرية من جهة، كما يتوخّى تقديم ذلك الجديد إلى المتلقي بشكل متسق ييسر فهمه واستيعابه من جهة أخرى.

ويبدو أن النقد الأدبي قد أعلن رفضه أن يظل في معزل عن تلك التطورات العلمية المتسارعة، وذلك من خلال انجذابه نحو الانفتاح عليها، والامتياح من معين مصطلحاتها ومفاهيمها الثر، وتوظيف منطلقاتها ومقدماتها النظرية، ونتائجها المتوصل إليها في تجديد تصوراته وأدواته، ولا سيما الجانب المنهجي منها؛ ولقد ساعده على ذلك اعتباره ساحة منفتحة على جميع الطرق الرئيسة والجانبية، أو بحيرة تصب فيها مختلف الأودية والأنهار المجاورة. وهكذا، صرنا نجد طي الدراسات الأدبية سواء كانت نقدا أم تحليل خطاب، مصطلحات ومفاهيم مستقدمة من مجالات علمية دقيقة كالبيولوجيا والفيزياء والرياضيات، وأخرى من علوم إنسانية نسبية كالتاريخ والمنطق والأنثروبولوجيا وغيرها.

غير أن هذا الانفتاح النقدي على مختلف تلك العلوم بغية تحقيق قدر من "العلمية" للنقد الأدبي، ليس محل قبول وترحاب من لدن كافة المشتغلين بمجال النقد؛ إذ في الوقت الذي قطع فيه بعضهم أشواطا واسعة في مجال الاستفادة من تلك العلوم والنظريات العلمية على المستوى المنهجي، بقي بعضهم لازماً جانب الحذر من هذا الانفتاح المشرع الأبواب، مؤسسا تخوفه ذلك على أسس موضوعية بحتة. وسوف نتعرض –في هذه الدراسة- إلى كلتا الرؤيتين، بعد الوقوف على معالم انفتاح النقد على علوم العصر الحديثة عند ناقد ومحلل خطاب أكاديمي متميز، هو الدكتور محمد مفتاح1، من خلال مشروعه الضخم الذي يتضمن اثني عشر (12) إصدارا متراكبا إلى حد الآن2.

انفتاح النقد على العلوم في المشروع النقدي لمحمد مفتاح:

ونحن في رحاب مؤلفات محمد مفتاح، لا تكاد تمر بنا صفحة واحدة دون أن نجدنا إزاء مصطلح ما من المصطلحات العلمية الدقيقة التي كان يُظن أنها أبعد ما تكون عن كتب نقدية تشتغل بالشعر والقصة وما إليهما. ومن أمثلة تلك المصطلحات والمفاهيم كثيرة التردد خلال تلك المؤلفات: "التشاكل" و"الاتصال" و"الانفصال" و"التشعب" و"الانشطار" و"التعقيد" و"اللانظام" و"العماء" و"الفوضى" و"الديناميكية" و"الإطار" وغيرها مما مجاله الأصلي علم الفيزياء أو إحدى نظرياته، و"التدرج" الرياضي، و"التناسل" و"النمو" و"التوليد" و"الانتقاء" و"الصراع" و"التوازن"

و" التنظيم الذاتي" وغيرها من المفاهيم البيولوجية أو التطورية الداروينية، و"التناظر" و"التوازي" الهندسيان، و"الأطر" و"المدونات" و"الحوارات" و"القمة-القاعدة" (القمعدة) و"القاعدة-القمة" (القاعمة) وغيرها من مصطلحات نظرية الذكاء الاصطناعي، وغيرها وغيرها من مصطلحات ومفاهيم علوم إنسانية ودقيقة شتى.

فما الأصل المؤسس لهذا الانفتاح على العلوم عند ناقدنا الكبير؟ وما مسوغاته؟ وما العائد الذي يعود به على النقد؟ وما الضوابط التي ينبغي أن تضبطه حتى يؤدي الوظيفة المنتظرة منه؟

يصف محمد مفتاح رابع فصول كتابه "الشعر وتناغم الكون" بأنه فصل" ذو نزعات اتصالية، وليس ذا توجهات انفصالية ثورية"3. كلمات قصيرة دقيقة تخلص نظرة الباحث إلى كل ما حوله من الكائنات والأشياء والمعارف والعلوم على اختلاف ظواهرها. إنها نظرة كُلِّيانية موحِّدة ترى الوحدة في كل ما حولها، فكلها تنبع من مشكاة واحدة، وكلها لها وجهة واحدة. إنها نظرة قريبة من الاتحاد الصوفي، جعلت الباحث يجمع في بوتقة واحدة ما يبدو من المتناقضات، كالجمع بين العناصر الوضعية والعناصر المثالية، وبين الشمولية والتجزيئية، وبين العقلانية والتجريبية. قلت إنها تبدو متناقضة، غير أن تلك الوحدة الصوفية المفتاحية لا تراها كذلك، لأنها تنطلق من تصور مفاده أن الاتصال في الكون أقدم من الانفصال، والتشابه أعرق من الاختلاف، مما جعلها تتأسس على أبعاد تستمد هويتها من هذا الأصل؛ و"أهم تلك الأبعاد هو التوليف بين أطراف كانت تبدو متناقضة، مثل الجسم والروح، والعقل والقلب، والطبيعي والإنساني، وهو نشر قيم التسامح من غير تخل، والاختلاف من غير تشرذم وعصبية، والحرية في إطار المسؤولية"5.

وفي هذا السياق لا يفتأ الناقد يردد مقولة وجود صلات متينة بين مختلف النظريات، وإن بدت للرائي متباعدة أحيانا، بل إن بعضها امتداد لبعض واستمرار:"نجد من يعتقد أن بين تلك النظريات حدودا فاصلة لا يمكن اجتيازها [...]، إن الأمر بخلاف المعتقد المذكور؛ ذلك أن من يُعمل فيها بعض النظر يجد بينها تداخلا كبيرا، وتقاطعات شتى، وصلات وثيقة"6. فما نعثر عليه لدى اكريماص من مفاهيم علمية لا تكاد تفصح عن هويتها، ركز عليها الكارثيون والبيولوجيون والمشتغلون بالذكاء الاصطناعي، وأوضحوه على اختلاف في درجات التركيز والتوضيح"7. وعلاقة البيولوجيا بمختلف النظريات المعاصرة والحديثة علاقة الأم برضيعها، ذلك بأنها استقت منها كثيرا من مفاهيمها البيولوجية، "مما جعل أصحابها لا يملون من ترداد مفاهيم البيولوجيا ومقولاتها، ويتخذونها جوهر كل تطور ونشاط. وبلغ ربط الصلة بين اللغة والبيولوجيا في نظرية الشكل الهندسي مداه، حتى إننا نجدها تلح على التضمن المتبادل بين الدماغ وبين اللغة"8. ومن هذا المنظور ينعي الباحث على علماء القرون المتأخرة (ما بعد القرن الهجري الثامن) نظرتهم التجزيئية إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية والبحتة، وكأنها جزر متباعدة، "في حين أن علماء السلف –لعهد الازدهار- كانوا يشاركون في مختلف العلوم، فاستطاعوا اكتشاف علائق التشابه والاختلاف، فاجتهدوا، فحلوا المشاكل التي اعترضتهم"9.

تلك –إذا- هي فحوى النظرة التوحيدية التي يؤسس عليه مفتاح رؤيته إلى علاقة النقد بجيرانه العلوم، وعلاوة على ما يطبع تلك العلاقة من وحدة واتحاد أصيلين، فإن الناقد ينطلق من تصور جازم ينفي تاريخيا وجود شخصية مستقلة للنقد؛ يقول:"إن ما يطلق عليه "النقد الأدبي" لم يفلح –في أي فترة من الفترات التاريخية التي مر بها -في أن يكوّن نموذجه الخاص به10؛ وذلك بأنه كان دائم الاستعارة من العلوم المهيمنة خلال الحقبة التي تقع فيها الاستعارة، كالمنطق في تراثنا النقدي العربي، وكالبيولوجيا وعلم المنطق اللساني في النقد الغربي11. فالنقد –إذا- في تصوُّره نسيج مفاهيم منحدرة من علوم متعددة؛ والناقد –تبعا لذلك- متعدد حرف Bricoleur12، يحتم عليه اشتغاله بالنقد الإلمام بمعارف مختلفة، والخوض في علوم كثيرة، مادام النقد ليس جزيرة معزولة عن عالم العلم والمعرفة، وإنما هو كيان جغرافي واحد، تقع على سطحه كثير من عمليات الإمداد والاستمداد بشكل مستمر13. "إن الدراسة الأدبية والتنظير الأدبي يستمدان مفاهيمهما وآلياتهما الإجرائية من المواد العلمية[...] وبدون معرفة أصول هذه المفاهيم، سيصير التنظير مهزوزا، وسيتحول إلى مجرد تطبيقات حرفية مخلة بالعلم وبالأدب معا"14. وتجنبا لهذا الإخلال المشين، يلح مفتاح على ضرورة تدريس طلبة الآداب مبادئ الرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرها من العلوم الحقة15.

أما إذا رحنا نبحث عن مسوغات هذا الانفتاح الكبير على العلوم في مشروع محمد مفتاح، فإننا سنجده يكرر ثلاثة أسباب علاوة على ما ذكر أعلاه. أما أولها فهو ذلك النقص في المفاهيم الذي يعاني منه النقد التقليدي حينما يقف إزاء نص أدبي شعري أو نثري حديث؛ ذلك بأن طبيعة النصوص الحديثة تختلف عن طبيعة النصوص التي اعتاد النقد التقليدي معالجتها واعتادته. فإذا ما درس هذا النقد نصا حديثا بالمفاهيم والأدوات نفسها التي درج على استعمالها مع النصوص ما قبل الحداثية أو حتى الحداثية، فإنه سيرميها- ولا ريب- بالفوضى والعبث؛ "والحق أن النص المعاصر يبدو فوضويا وعبثيا...لكن كل فوضى وراءها نظام؛ وإن الفوضى نفسها جميلة ومفيدة، وليست قبيحة وحشوية؛ وإنما هناك نقص في المفاهيم لإبراز جمال النص المعاصر وتماسكه واتساقه وانسجامه"16، ولا يسد ثلم هذا النقص إلا الاستعانة بمفاهيم علوم أخرى لتجلية الغوامض التي عجز عن تجليتها.

أما ثاني المسوغات، فهو ذلك التكامل العجيب الذي يتشكل إثر نجاح الناقد الحاذق في انتقاء مفاهيم معينة من علوم ونظريات مختلفة، ثم نظمها في سلك جامع، ونسق جديد. ولنضرب لذلك مثالا من مفاهيم نحتها الباحث من نظرية الكوارث والنظرية السيميائية ونظرية الذكاء الاصطناعي؛ وهي "التشعب" و"الترابط" و"التمايز". فقد وجد الباحث أن بينها تكاملا متينا رغم اختلاف مصادرها: "إذا كان التشعب وسيلة "للفوضى"، فإن المماثلة وسيلة لضمان الاتساق والانسجام بين أجزاء الكون والنص، كما أن الترابط عامل انسجام أيضا، وكلاهما مع التمايز عوامل نمو وخصوصية..."17 و في ضوء هذا التكامل العجيب بنى منهجا درس به أحد النصوص.

وأما ثالث المسوغات فهو ذلك الثراء المفهومي والإجرائي الذي يتيحه ارتياد الناقد لآفاق العلوم والمعرفة المختلفة، واقتباسه شيئا من جذوتها. وخير مثال على ذلك ما دعاه "التعقيد المثمر" لمفهوم التناص18، معتمدا في تعقيده إياه مبدأ "التدريج" الرياضي؛ وهذا ما جعله يقرر أن ظاهرة التناص ليست على درجة واحدة من التداخل بين النصوص، ولهذا اقترح لها مستويين متقابلين هما "التعضيد" و"المناقضة"، ثم درّج كل مستوى إلى ثماني درجات، فصار بذلك المفهوم الواحد ستة عشر مفهوما أو درجة19. فانظر إلى هذا الثراء الذي ما كان ليكون لولا مفهوم رياضي يقر مفتاح أنه ليس أول من وظفه، وإنما كان علماء المسلمين –لعهد الازدهار- على علم واسع به.

وفي السياق نفسه يتساءل مفتاح -بعد أن يبين ارتباط العروض العربي بالموسيقى والأعداد والمنطق- أجار ذلك على الشعر العربي وقلص من ثرائه وغناه؟ ثم يجيب نافيا: "إن الأصول الحِكْمية والرياضية والمنطقية والأصولية من شأنها أن تتيح إمكانات متعددة للخلق والإبداع في القول الشعري"20. ويضيف –أكثر من ذلك- أن ما أفقر العروض العربي هو تغييب تلك الأسس الحكمية والرياضية، والاقتصار على قواعد جاهزة محفوظة21

وسيعا وراء اكتساب انفتاح النقد على مختلف العلوم والمعارف مشروعية تاريخية، لا يكف مفتاح عن التذكير بأن علماء السلف كانوا يستفيدون من مكتسبات عصورهم العلمية كلما رأوا في ذلك نفعا، معتبرا أن من الجحود والمكابرة نفي ذلك. ومن الأمثلة البارزة على ذلك استقاء ابن رشد مبدأ "التوسط" و"التدرج" من المنطق الصوري والمنطق العلمي، ومن مبادئ العلوم الرياضية؛ هذه المبادئ التي تظهر في كتاباته جلية من خلال ثلاث مؤشرات هي: تسليمه بأصول لا يمكن مناقشتها، واستعماله لطرائقها البرهانية، وتوظيفه لنظرية التناسب الهندسي والعددي.22 والأمر نفسه عند حازم القرطاجني23، وابن البناء العددي المراكشي24، وأبي إسحاق الشاطبي الذي استثمر "نظرية التعريف المنطقي لبناء مسائل فقهية متعدده، ونظرية التجنيس لتجنيس الأفعال الشرعية، ونظرية العلائق بين القضايا لإثبات وحدة الشريعة واتساقها، ونظرية الاستقراء لتكوين أجناس وأنواع وأصناف..."25، وابن خلدون الذي وظف المنطق والرياضيات وأصول الفقه وفلسفات شمولية26، وغيرهم كثير.

وبهذا الاستدعاء للتاريخ، لا يصبح صنيع مفتاح بدعا من الكتابات العربية التاريخية، "وأما صنيع المؤرخين المحدثين والمعاصرين، فهو لا يحتاج إلى إثبات؛ إذ إن كتاباتهم التاريخية تستند إلى مفاهيم العلوم الخالصة والاجتماعية والإنسانية أيضا"27.

من المسائل الشائكة ذات العلاقة بقضية انفتاح النقد على العلوم المختلفة مسألة الإسقاط والتكييف، فيا ترى كيف تعامل باحثنا مع هذه المعضلة؟ وما هي استراتيجيته في نقل المفاهيم والمصطلحات من هنالك إلى ها هنا؟

يعي مفتاح جيدا أن نقل مفاهيم ومصطلحات علمية إلى مجال التحليل الأدبي أو الثقافي إشكال مركب ناجم عن نقلها من بيئة إلى بيئة أخرى مخالفة؛ ولذلك فإن "نقل أي مفهوم يجب أن يخضع لتأمل عميق، وتحليل لحيثيات انبثاقه، وشروط إمكان وجوده، وأبعاده وحدوده وتطوره، حي يُتجنب تشويه المفهوم وتشويه المجال المحلَّل".28 وتجنبا لهذا، يقترح مقياسين اثنين لنقل المفاهيم من أي علم دقيق إلى أي تحليل ثقافي، هما:

1- الشمولية: ومعناها صلاحية المفهوم للتوظيف في مختلف ما يراد توظيفه فيه.

2- الخصوصية: ومعناها مراعاة طبيعة كل ظاهرة محللة، وخصوصيتها.29

علاوة على مقياسي الاختيار هذين، يدعو مفتاح إلى ضرورة تكييف المفاهيم المستقدمة من العلوم، بحيث "يمكن
الاستفادة منها في مجال التحليل الأدبي والاجتماعي بتحوير أو تعديل أو حذف أو زيادة في المبادئ العامة التي تستند إليها العلوم التجريبية،30 وإلا فإن تغييب هذا التكييف، وإسقاط تلك المفاهيم على موضوعات لم تُجعل أصلا لمعالجتها إسقاطا حرفيا، سيؤدي إلى "أخطاء شنيعة" و"نتائج خاطئة وضارة"31. وعدم التبييء هذا هو ما قد يكون وراء تحفظه إزاء استعمال مفهومي "القطيعة" و"الإبدال" في تحليل الظواهر الاجتماعية والثقافية، وهما المفهومان العلميان مولدا ونشأة32.

وزيادة في توضيح هذه النقطة نذكر أن الباحث يرفض الأخذ بالمفهوم القوي للإبدال، أي على اعتباره قطيعة مطلقة [بين مرحلتين أدبيتين] في النظر إلى الأدب المغربي الحديث، كما فعل محمد عابد الجابري في دراسته للفكر الفلسفي، وإلا "فإننا نكون قد ارتكبنا شططا، وسرنا مسيرة غلطا؛ لأن الإبدال بهذا المفهوم يؤخذ به في العلوم الخالصة[...]، ولا يصح في الآداب ". وعلى هذا، فإن مفتاحا تبنى مفهوم الإبدال بمعناه الضعيف، وفحواه أن الإبدال الجديد يحتوي الإبدال القديم، ولايتجاوزه33.

وختاما لهذا المبحث، نورد رأي مفتاح في تقييم مسألة استقدام مفاهيم علمية إلى ساحة النقد؛ فبعد أن يرفض مصادرة بعضهم على مثل هذا الاجتهاد : "وقد يرى المختصون في الهندسة وفي الفيزياء وفي البيولوجيا وفي علم الاجتماع وفي التاريخ انزياحا عن الاستعمال القانوني لها [أي المفاهيم التي استعارها منها] في مجالاتها العلمية الأصيلة34؛ يوضح المقياس الحَكم في هذه القضية بقوله:"إلا أن ما يجب الاحتكام إليه في هذا الشأن هو إنتاجية المفهوم، ومردوديته في المجال الذي وظف فيه"35. هو المقياس النفعي إذا، ولا شك أن الأمر هنا محسوم ما دمنا قد رأينا أن مفتاحا يرى إغناء العلوم وإثراءها باستمرار للجهاز المفهومي للنقد.

ديكتاتورية المنهج الواحد أم إمبريالية التخصصات؟

رصدنا في الأسطر السابقة ظاهرة من الظواهر المميزة لمنهج محمد مفتاح، وسميناها ظاهرة الانفتاح على العلوم، مبينين مسوغاتها لدى الناقد، ودواعيها وثمارها... وربما يكون الهاجس الرئيس وراء ذلك الانفتاح هو الرغبة في تحقيق قدر من العلمية للنقد الأدبي، وذلك بتطعيمه بمصطلحات ومفاهيم مستقدمة من مجالات علمية دقيقة، كالفيزياء والرياضيات والبيولوجيا وغيرها... غير أن انفتاح مفتاح على علوم إنسانية نسبية كذلك، كالتاريخ والأنثروبولوجيا والمنطق...يلغي هذا الاحتمال، ويؤكد الأسباب الثلاثة التي ذكرها مفتاح نفسه، كما بينا ذلك آنفا، رغم إيمان الناقد أن تداخل العلوم والمعارف أمر مؤقت، وإن كان منهاجية ناجحة لحل المشاكل؛ إذ من الضروري أن يستقل كل علم بمفاهيمه"36.
على أي، فقضية انفتاح النقد على العلوم، قد أثارت نقاشا واختلافا بين النقاد والمهتمين بالمشهد النقدي العربي. فهذا صلاح فضل يسجل أن مثل هذا الانفتاح يعد تحولا جذريا في منظور النقد الجديد، تحولا "يرتكز في استقلاله المنهجي عن الأدب، واعتماده على معطيات تحليلية ومنطلقات علمية ترتبط بتطور العلوم الإنسانية، وتصلح للتطبيق على أي إبداع أدبي، دون تمييز في الزمان والمكان"37. أما عبد الله الغدامي فينقل عن "جوناثن كارل" وصفه للنظرية النقدية بأنها "مزيج من علوم مختلفة يتم عصرها في جنس واحد". ثم يضيف مؤكدا أن النقد الأدبي قد دأب
"على استثمار المعطيات العلمية خارج حدود نشأة تلك المعطيات، وبالتالي، فإن مفهومات من علم النفس، ومن علوم الاجتماع، ومن علوم الأصول، تتحول عن حقولها الأولى، ويتم توظيفها توظيفا جديدا(ومختلفا) في الدرس الأدبي، وتصبح-حينئذ- نظرية مركبة متماسكة، وإن كانت مصادرها متباينة"38. ثم يذكر الغدامي-مصادقا- المبررين اللذين ساقهما كل من "جوناثن كارل" و "ريتشارد رورتي" لضرورة الانفتاح على العلوم، وهما:

أ‌- "أن النظريات العلمية المختلفة تجد دائما مجالا فعالا لها في الأدب، لأن موضوع الأدب هو التجربة الإنسانية من حيث إنه يفصح عنها وينظمها ويفسرها،[...] فلا ريب أن أية نظرية تمس هذه القضايا [قضايا التجربة الإنسانية] سيكون لها مجال رحب لدى النقاد والمنظرين".
ب‌- "أن لنقاد الأدب مقدرة خاصة على قبول التطورات الجديدة التي تطرأ على العلوم الأخرى، وليس لديهم التزام يقيدهم كالتزام المختصين [...]. إنهم دائما على استعداد لتقبل أي تحد يهز المتعارف عليه في علوم النفس والاجتماع والفلسفة والأنثروبولوجيا؛ وهذا هو ما يجعل النظرية أو نظرية الأدب مضمارا حيا لمناقشة حية"39.

أما حسين الواد فيذكر أن إقبال العلماء من كل صوب وحدب- بمناهجهم التي نشأت في ميادين اختصاصهم-على الأدب، هو الذي فرض انفتاح النقد على العلوم، "حتى كادت تصبح مناهج العلوم الإنسانية بأسرها صالحة لأن تصطنع في تناول الآداب"40، مضيفا أننا "أصبحنا لا نستغرب أن تضرب مناهج العلوم الإنسانية بأكثر من سهم في التعامل مع الظاهرة الأدبية[...]، لأن طبائع نصوص الأدب نفسها تبدو قابلة لأن تقتحم بمناهج أثبتت نجاعتها بعيدا عن مجال الآداب"41.

ويجنح هذا التيار من النقاد المتحمسين لانفتاح النقد على علوم عصره إلى التماس المشروعية العلمية لصنيعهم هذا من خلال عودتهم إلى التاريخ والتراث. فأصول الفقه- في نظر الغذامي –يعتمد على قواعد كلية تم تأليفها من علوم مختلفة، هي النحو والبلاغة والمنطق42... ودون انفتاح الإمام الشافعي على تلك العلوم، ما كان له أن يؤسس ذلك العلم الهام43. أماعبد الفتاح كيليطو فيسوق هذا الأمر سوق المسلمة:"هذا [أي الاستعارة من العلوم الأخرى] [...] حال كل مشتغل بالآداب، اليوم وبالأمس القريب والبعيد. الجرجاني يعتمد في "أسرار البلاغة" على العلوم التي كانت سائدة في عصره؛ يعتمد مثلا على "الكيمياء" عند تحليله للشعر"44. ومادمنا جئنا على ذكر عبد القاهر الجرجاني فإن محمد اسويرتي يرى أنه رائد استضاءة الأدب بالمعرفة الطبيعية والكونية والبيولوجية؛ والدليل على ذلك استعماله مصطلحي"جنس" و"أجناس". وقد سار على نهجه النقاد العرب المنتمون إلى الكلاسية والكلاسية الجديدة والرومانسية والواقعية"45.

غير أن اسويرتي يذكر أن انفتاح النقد على العلوم أقدم من ذلك بكثير؛ إذ إنه يعود "إلى أرسطو الذي اعتمد على النموذج البيولوجي لوصف النوع الأدبي، وذلك في الفترة التي امتزجت فيها الفلسفة الإنسانية بالفلسفة الطبيعية"46. وكمثال لذلك يذكر استعمال أرسطو مصطلح “Metabole” . أما تطورانية "ابرونتيير" في النقد فهي مستوحاة من تطورانية داروين البيولوجية، و مورفولوجية "ابروب" من علم النبات47، تماما كمصطلح ومفهوم البنية، وقد نقلهما بنجاح إلى تحليل الحكاية... كما أن الإفادة من العلوم ظاهرة من خلال عناوين بعض مؤلفات النقد
كـ "فزيولوجية الرواية" لنيلي كرومو، و"تشريح النقد" لنورثروب فراي...

وإذا كان اسويرتي يؤكد -كما رأينا عند مفتاح من قبل- أن البيولوجية- نظرية وعلما- قد صارت "مرجعا لكل العلوم الراهنة الطبيعية، ولجميع الفلسفات الحديثة"48، فإن نورثروب افراي قد ذهب يرصد ملامح التقاطعات بين الأدب وبين الرياضيات مجتهدا في ذلك49. أما كمال عبد اللطيف فنقل عن كلورد ليفي اشتراوس- موافقا إياه- أنه أصبح "من الثابت اليوم أن تداخل عناصر المناهج، وأدواتها المفهومية والمصطلحية، وقوانينها في مجالات المعرفة المختلفة، مسألة إيجابية مخصبة"50. وهذا ما يوصلنا إلى نتيجة مفادها أنه "لا غناء للأدب عن العلم، ولا غناء للعلم عن الأدب".51 فهي-إذا- علاقة جدلية قوامها الأخذ والعطاء والتكامل:"إن مماهاة ما يبدعه الإنسان [الآداب] بالإنسان [البيولوجيا والفيزيولوجيا وأضرابها] منهج علمي؛ ذلك أن المعرفة العلمية للإنسان، تعمق المعرفة بما يبتكره الإنسان نفسه؛ والمعرفة الدقيقة بما يخلقه الإنسان، سبيل آمنة إلى معرفة الإنسان ذاته"52. لهذا يدعو حميد لحمداني إلى ضرورة فتح أبواب النقد الأدبي في وجه مختلف العلوم ليفيد منها، اقتداء بما هو حاصل في النقد العالمي53، ويشيد خلال تقديمه للمدخل النظري لـ "دينامية النص" بهذا قائلا :"إنه مدخل متميز عن الكتابة النقدية المألوفة في العالم العربي؛ فأغلب مداخل كتب النقد الأدبي[...] تبدأ بالعلوم الإنسانية، نفسية أو اجتماعية أو تاريخية، وأكثرها حداثة يرتكز على سند لساني. ولكن كتاب "دينامية النص" يبدأ بالبيولوجيا ليوضح أنها كانت مصدرا لكثير من المفاهيم التي اقتحمت العلوم الإنسانية"54.

بيد أن إشادة لحمداني هاته لا تلقى قبولا واستحسانا من كافة متابعي الشأن النقدي العربي والعالمي. فرب متسائل يتساءل: "ألا يرتكب الناقد أو المحلل خطأ منهجيا -وبالتالي علميا- حين يسقط نتائج بحوث علمية اتخذت موضوعا لها ظاهرة طبيعية أو رياضية أو إنسانية... على بحوث تتخذ النص الأدبي موضوعا لها ؟ ألم يحذر مفتاح نفسه- غير ما مرة- من اصطناع المنهج الإحصائي في الدراسة الأدبية، على اعتبار أنه منهج ينجع في الوصول إلى نتائج معقولة في دراسة اللغة العادية، أما في دراسة اللغة الأدبية فلا؛ مادامت الكلمة – هنا- محكومة بسياق وظلال نفسية وتاريخية... وهو ما لا يعرفه هذا المنهج الذي يتعامل مع الكلمة على أنها مجرد رقم؟55 ثم ألم يصرح مفتاح نفسه كذلك "أن الكتابات المتعددة حول علاقات العلوم البحتة بالعلوم الإنسانية ليست بريئة، وإنما قد تكون دعاية لهاته المخترعات المحدثة لتبيان فعاليتها في جميع الميادين، لضمان رواجها لدى الباحثين الإنسانيين أيضا، ليسايروا ركب العلم البحت، وليصنعوا جيلا له ألفة بالآلة، وله قدرة على التحكم فيها وتسييرها"؟56 (ونظرية الذكاء الاصطناعي مثلا من ثمرات تلك الدعاية). رغم هذا يصر مفتاح على تحطيم الحواجز"المتوهمة" بين النقد وبين مختلف المعارف والعلوم، فهي عنده تنبع كلها من منبع واحد، مهما بدا للنظار تباعدها أو اتساع الشقة بين ماهياتها ومجالاتها بادي الرأي. ولعل هذا ما لم يستسغه عبد الرحيم العماري حين تساءل : كيف السبيل إلى الاستدلال على موقف معرفي أيديولوجي سياسي[في مشكاة المفاهيم] بمنطق رياضي؟ ثم ما حدود القوة الإقناعية لذلك؟57.

أما عبد الله العروي فيسمي هذه الظاهرة بـ "إمبريالية التخصصات"58.(في مقابل دكتاتورية المنهج الواحد)، بكل ما تحمله كلمة الإمبريالية من معاني الاحتلال والاستيلاء. فهل يفقد النقد الأدبي ذاته وهويته بشرعه أبوابه في وجه علوم ومعارف قدمت من أصقاع شتى؟ هذا التخوف عينه هو ما يعبر عنه نورثروب افراي حين يقول إننا ينبغي "أن ندرك أن للنقد جيرانا عديدين، وأن على الناقد أن يقيم الصلات معهم بشكل يحفظ له استقلاله. فقد يحتاج لمعرفة شيء من العلوم الطبيعية، ولكن عليه ألا يضيع الوقت في تقليد مناهجها59. وكذلك الحال تجاه العلوم الاجتماعية والدينية وغيرها... " فليس من فائدة ترجى من خلط معايير الموضوعين"60. ولعل هذا الاستلاب هو ما حذر منه سيد البحراوي كذلك حين قبل مبدئيا مسألة الإفادة من العلوم، لكن شريطة أن يكون الناقد الذي يهم بالانفتاح قد امتلك-أصلا- منهجا في البحث، يستطيع أن ينميه بتلك العلوم دون أن يذوب فيها61. لذا أبدى عبد المجيد النوسي تحفظه من انفتاح منهج مفتاح على مفاهيم مختلف العلوم الأخرى، مما يهدد بذوبان شخصية النص نفسه، بله شخصية النقد :"أعتقد أن عملية استعارة المفاهيم من حقل معرفي آخر، قد يحيط بها الكثير من المزالق والمخاطر، وهذه العملية تمثل[...] معضلة جوهرية في الخطاب النقدي عند مفتاح؛ فهو عندما يتعامل مع النص الإبداعي بمفاهيم مستعارة من حقل معرفي مختلف، فإننا نحس بأنه يضحي بخصوصية هذا النص الإبداعي من أجل أن يؤكد على انسجام المفاهيم وتلاؤمها"62. وهذا ما يحاول مفتاح أن يدفعه عن نفسه من خلال تأكيده " أن الناقد الأدبي مطالب بتكييف هذه المفاهيم مع لغته الخاصة [لغة النقد الأدبي]، وبألا يتعامل معها كما هي في حقولها الأم"63. وهكذا ينتفي الاستلاب، ولا يكون ثمة إمبريالية؛ إذ "لن نكون "اينشتاين" لمجرد أننا استعنا بنظرية النسبية لفهم علاقات اللفظ بالمعنى، ولكننا سنكون جهلة وأغبياء لو أغمضنا أعيننا عن فكرة النسبية، وإمكانات إفادتها لنا، وإثرائها لتصوراتنا"64. على حد تعبير الناقد الكبير عبدا لله الغدامي.

خاتمة:

ليست التقسيمات والتفريعات التي نتعامل بها مع مختلف العلوم والمعارف سوى بدعة إنسانية تهدف إلى تنظيم العلم والمعرفة في صنافات تسهل السيطرة عليها، وتقنن استثمارها وتوظيفها، وإلا فإن مختلف تلك العلوم والمعارف

– على ما قد يتوهم من بعد الشقة بينها- في الأصل واحدة، وعند التحقيق ماهية ثابتة لصور عديدة متحركة. ومن ثمة، فلا غرابة أن نرى الوحدة في التعدد، بل أن نرد بلبلة المتعدد (نسبة إلى برج بابل) إلى حكمة الواحد، وحراك الصور إلى قرار الماهية، وإن اقتضى ذلك نسف كثير من الجدر الوهمية التي شيدناها بأيدينا عبر مختلف العصور.

الهــــــــــوامش

1- محمد مفتاح بلغزواني ناقد مغربي معاصر، وأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط. وصف تارة بأنه باحث ومنظر أكاديمي (مجلة الآداب- ع5/6 – س49 – مايو/يونيو 2001)، وتارة أخرى بأنه باحث في تحليل الخطاب والسيميائيات (وصف بذلك نفسه في كتابه "مشكاة المفاهيم" – ص8)، وتارة أخراة بأنه أحد كبار المتخصصين في أدب الغرب الإسلامي وتاريخه، ومن أبرز المشتغلين بمجال السيميائيات والتحليل الثقافي (أبو بكر العزاوي في مقدمة "الخطاب الصوفي "لمحمد مفتاح- ص1).

2- المؤلفات حسب تاريخ الصدور هي على الترتيب الآتي:

أ‌- تحليل الخطاب الشعري، استراتيجية التناص- 1985.

ب‌- في سيمياء الشعر القديم، دراسة نظرية تطبيقية- 1989.

ج- دينامية النص، تنظير وإنجاز- 1990.

د‌- مجهول البيان. 1990.

هـ- التلقي والتأويل، مقاربة نسقية-1994.

و‌- التشابه والاختلاف، نحو منهاجيه شمولية- 1996.

ز‌- الخطاب الصوفي، مقاربة وظيفية -1997.

ح‌- المفاهيم معالم – 1999.

ط- النص من القراءة إلى التنظير – 2000.

ي- مشكاة المفاهيم، النقد المعرفي والمثاقفة – 2002.

ك- الشعر وتناغم الكون، التخييل، الموسيقى، المحبة- 2002.

ل- رؤيا التماثل، مقالة في البنيات العميقة- 2005.

هذا علاوة على تحقيقه ديوان الشاعر الأندلسي لسان الدين بن الخطيب الصادر عام 1989.

3- محمد مفتاح – الشعر وتناغم الكون، التخييل، الموسيقى، المحبة- شركة النشر والتوزيع المدارس-الدار البيضاء- ط1-2002- ص 11. مع كتابه ما تحته خط بخط أغلظ.

4- هكذا يصف الباحث عمله في بحثه "التلقي والتأويل". انظر التشابه والاختلاف، نحو منهاجيه شمولية. المركز الثقافي العربي- الدار البيضاء/بيروت- ط1- 1996- ص5.

5- نفسه – ص6.

6- محمد مفتاح- دينامية النص، تنظير وإنجاز- المركز الثقافي العربي- الدار البيضاء/بيروت- ط1-1990-ص5.

7- نفسه- ص 6. الكارثيون نسبة إلى النظرية الكارثية Théorie des catastrophes، أهم منظريها:

Jean Petito Cocorda و
René thom.
8- نفسه – ص 31. نظرية الشكل الهندسي المنسوبة إلى طوماس بالمر في كتابه "الأسس البيولوجية للتواصل اللساني".

9 - مفتاح – الشعر وتناغم الكون- مرجع مذكور – ص 42/43.

10- محمد مفتاح – قضايا النظرية والمنهج في الخطاب النقدي (ندوة) – الآداب- ع ¾ - س46- مارس/أبريل 98. ص 85.

11- نفسه تماما.

12- وقد اقتبسنا التسمية من كلود ليفي اشتراوس، نقلا عن عبد الفتاح كيليطو في " المنهجية في الآداب والعلوم الإنسانية" -مجموعة من الدارسين. دار توبقال للنشر- الدار البيضاء- ط1- 1985- ص 38.

13- في سياق حديثه عن "المقايسة" يورد لها مفتاح الأمثلة الآتية:

- علم الحياة المعاصر ينظر إلى الحياة بمفاهيم النظرية التواصلية واللسانية أكثر منه بمفاهيم النظرية الفيزيائية أو الكيميائية؛ لذا وجدناه صار يتحدث عن نسيج المورثات ولغة المورثات وسياق المورثات قياسا على التركيب واللغة والسياق اللغوي...

  علم التشريح ووظائف الأعضاء ونظرية الذكاء الاصطناعي ينظران إلى موضوعهما بمصطلحات ومفاهيم مستقاة من علم الجغرافيا.
(الشعر وتناغم الكون- م م – ص 38/39).

14- محمد مفتاح –الدرس الأدبي في الجامعة المغربية وغياب المشروع الحضاري- الآداب- ع5/6- س49-
ماي/يونيو 2001- ص 48.

15- نفسه تماما.

16- محمد مفتاح – المفاهيم معالم – المركز الثقافي العربي- الدار البيضاء/بيروت – ط1-1999 – ص 141.

17- محمد مفتاح- النص من القراءة إلى التنظير- شركة النشر والتوزيع المدارس- الدار البيضاء- ط1-2000 ص 118.

18- محمد مفتاح – التشابه والاختلاف- م م – ص 6.

19- نفسه – ص 27/28. تنظر الدرجات الست عشرة في هاتين الصفحتين.

20- محمد مفتاح – الشعر وتناغم الكون- م م- ص 85/86.

21- نفسه- ص 87.

22- محمد مفتاح- مشكاة المفاهيم، النقد المعرفي والمثاقفة- المركز الثقافي العربي- البيضاء/بيروت- ط1-2002- ص 75.

23- انظر الفصل الثالث من المرجع السابق.

24- نفسه، ص 259 وما بعدها.

25- محمد مفتاح – النص من القراءة إلى التنظير- م م- ص 72.

26- نفسه – ص 140.

27- نفسه تماما.

28- محمد مفتاح- المفاهيم معالم- م م – ص 134.

29- نفسه تماما.

30- نفسه- ص 11.

31- محمد مفتاح- النص من القراءة إلى التنظير- م م- ص 145.

32- نفسه- من ص 48 إلى ص 59.

33- محمد مفتاح- التشابه والاختلاف- م م- ص 182.

34- نفسه- ص 6.

35- نفسه تماما.

36- محمد مفتاح- البلاغة باعتبارها فلسفة توحيدية ومفهوما إجرائيا تحليليا (حوار مع محمد مفتاح) –مجلة آفاق (اتحاد كتاب المغرب)-ع 69- شتاء 2004- ص 134.

37- سعد البازعي- مستقبل النقد، غربة السياق : من إشكاليات المثاقفة في النقد الأدبي العربي الحديث- عالم الفكر - مج8-ع 4- أبريل/يوليو 2000- ص 122، نقلا عن صلاح فضل في" المحاضرات"- جدة
1988.
38- عبد الله الغذامي- ثقافة الأسئلة، مقالة في النقد والنظرية- كتاب النادي الأدبي الثقافي بجدة- ع 72. دار البلاد- جدة- ط1- 1412/1992- ص 22.

39- نفسه تماما.

40- حسين الواد -في مناهج الدراسات الأدبية-منشورات عيون المقالات- الدار البيضاء- ط4- 1988- ص 39.

41- نفسه تماما.

42- عبد الله الغذامي- م م- ص 23.

43- نفسه – ص 27.

44- عبد الفتاح كيليطو- م م – ص 9.

45- محمد اسويرتي- شعرية ما بعد حداثية، قراءة في "دينامية النص، تنظير وإنجاز" لمحمد مفتاح- مطبعة الأمنية- الرباط- ط1-1999 – ص 12 وما بعدها.

46- نفسه – ص 13/14.

47- ينقل اسويرتي عن فلاديمير بروب في "مورفولوجية الحكاية" :"إن المورفولوجية تعني دراسة الأشكال. ففي علم النبات تتضمن المورفولوجية دراسة الأجزاء المكونة للنبتة، وعلاقة هذه الأجزاء فيما بينها، وفيما بينها وبين الكل".

48- نفسه – ص 138/139.

49- نورثرب فراي – تشريح النقد، محاولات أربع – ت.د. محمد عصفور- منشورات الجامعة الأردنية- عمان- 1991. انظر من ص 463 إلى نهاية الكتاب.

50- كمال عبد اللطيف. -فصل "صعوبات الاستعمال المنهجي للمفاهيم" من "إشكالية المنهاج في الفكر العربي والعلوم الإنسانية ". دارتوبقال- الدار البيضاء- ط1- 1987-ص37.

51- محمد اسويرتي – م م – ص 9.

52- نفسه – ص 15.

53- حميد لحمداني – النقد الأدبي في المغرب، رؤية تحليلية – علامات في النقد- ج 38 – م 10- رمضان 1412/ديسمبر 2000 – ص 111.

54- حميد لحمداني – تقديم "دينامية النص، تنظير وإنجاز" لمحمد مفتاح- دراسات سيميائية- ع 2 – ربيع 1988- ص 147.
55- يصف محمد مفتاح الأسلوبية الإحصائية بأنها طريقة خادعة؛ "إذ تعزل الكلمات عن سياقها، وتتعامل معها كشيء فاقد للتواصل مع ما يتقدمه وما يلحقه". (تحليل الخطاب الشعري، استراتيجية التناص-المركز الثقافي العربي- الدار البيضاء/بيروت- ط1-1985 -ص59) لذلك يرفض استعمال طريقة راستيي في إحصاء الأصوات ( نفسه – ص 32).

وفي كتابه "النص من القراءة إلى التنظير" يسوق عدة اعتراضات ضد اللسانيات الإحصائية كذلك، منها إغفالها للفضاء المكتوب والفضاء الأبيض، وغضها الطرف عن العلامات السميولوجية لأنها ليست لغة طبيعية، وعجزها عن تبيان حمولة التراكيب الجاهزة كالمسكوكات والمأثورات، وتحطيمها التتابع الزمني المشكل للفضاء، لأن الخانات والنسب - وهي وسيلتها الإجرائية المفضلة- تفقد النص أحد أهم أقنمته. (نفسه – ص 96).

56- محمد مفتاح- دينامية النص- م م- ص 37.

57- عبد الرحيم العماري- ما بعد التوافق الاعتدال، مقاربة لكتاب د. محمد مفتاح "مشكاة المفاهيم، النقد المعرفي والمثاقفة". العلم الثقافي- جريدة العلم المغربية- 14 أبريل 2001.

58- عبدالله العروي- المنهجية في الأدب والعلوم الإنسانية- م م- ص12.

59- نورثرب فراي- م م- ص 22/23.

60- نفسه تماما.

61- سيد البحراوي- البحث عن المنهج في النقد العربي الحديث- دار شرقيات – القاهرة- ط1-1993- ص111.

62- عبد الحق لبيض- قضايا النظرية والمنهج في الخطاب النقدي (ندوة) – الآداب –ع3/4- س46- م م ص89.

63- محمد مفتاح – المرجع السابق- ص 86.

64- عبدا لله الغذامي- م م- ص27.

الدكتور سعيد عبيد - المغرب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى