الثلاثاء ١٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم السيد نجم

ولد وبنت

كان الوقت قد أزف...

البنت ناهدة الصدر تعدو على غير هدى , والولد نابت الذقن على أثرها فوق الرمال.. سحابة سوداء لأسراب من الطائر الغامض فوقهما, وشمس عاجزة عن قهر العتمة المنصوبة بينهما.

الولد غرس أسنانه في سبابته ثم صاح , يتمنى لو تسمعه. دون أن تحذره العتمة الملعونة داعبته, فسقط على الرمال مذعورا. البنت تتشمم حبيبها , زحفت قدر طاقتها , عجزت.

ما حدث.. أن تلبستهما نار تخصهما , فتملكتهما خفة أقدام غزاله , وحلقت بهما جناحا نسر علوي. لا ينغص عليهما سوى العتمة , مع ذلك لم ينتظرا ولو فرجة صغيرة فيما بين أسراب الطيور الغامضة فوقهما.

الولد والبنت وعلى غير اتفاق حدقا إلى هناك , فأشفقت الشمس عليهما وقالت:

"لست أدرى ما الذي يمكنني أن أفعله؟!"

عادا ونطقا معا بالتعويذة السحرية:" أنا هنا يا حبيبي", "أنا هنا يا حبيبتي"...

دون أن يدريا , انجذبا , تجاورا , ومعا اتجها ناحية عتبة نار طيبة لا يرونها!!!

اقتحما النار معا , فاهتزت الأرض من تحتهما. البنت ارتطمت بالولد , فابتهج الولد لرائحتها التي سرعان ما تعرف عليها...

معا صرخا صرخة صحراوية , خلاء , فذهبت ولم تعد...

تشابكت كفيهما...

أقسما ألا يتركا لأناملهما أن تتحرر أبدا......

***


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى