الثلاثاء ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم نوزاد جعدان جعدان

سيمفونية العام الجديد

مجبورون على وداعه..أما الآخر فمضطرون للقياه.. لا تستطيع الهروب من الأول فأنت مضطر ومجبر على العيش لحظات الفراق معه فإن أبيت فما بإمكانك لقاء الثاني..نكبر عمرا ويكبر تزامنا معنا الحزن ..نصغر بقاء ويتقلص حجم الفرح ..نعلق على الثاني الآمال ونتمنى أن نحقق الأحلام..أما الأول فنتمنى أن يعود و يلقانا وينسى كبريائه..فنتلذذ بتذكر انتصاراته ..ونعاني حتى نسيان انكساراته .. نحتفل للقاء الثاني ونأسى لوداع الأول في نفس اللحظات ..فبين لقاءهما لحظة وبين فراقهما لحظة كالمسافة الفاصلة بين الحياة و الموت .. لكنهما أبدا لا يلتقيان فالثاني يصرع الأول ودائما هو الرابح في النهاية.. سنحن للأول كثيرا ونتمنى أن نلقاه مرة في دروب الحياة..أما الثاني فسنضجر منه بداية ونتأفف منه تارة إلا أنه عند تعرفنا على الثالث سنشتاق له كثيرا..سنفرح مع أصدقاء الأول وعندما نتعرف على الثاني سنجد نفس الأصدقاء البعض صديق للثاني والبعض أصبح عدوا للثاني أيضا.. مشكلتنا أننا لا نعلم ما الذي يخبئه لنا الثاني يا ترى ستكون سطورا مكتوبة بحبر من دموع أم لوحة مرسومة بالضحكات ..سنتذكرك كثيرا أيها الأول وسنتذكر الثاني و الثالث ونحصي أعدادكم حتى مجيء قطارنا ثم سيذكرنا المحصون من بعدنا ..هذه هي الحياة..تعلمنا العزف والغناء معها وكورس الظروف من وراءنا وأبدا لن نستطيع الرقص على ألحانها..سيمر الأول ويأتي الثاني وننتظر الثالث ونفاجئ بالرابع ويبقى فقط التسكع في دروب الدنيا صديقا لنا .. وهذه هي سيمفونية العام الجديد بمجرد ثانية يتغير رقم من أرقام حياتك..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى